أخذت تضرب مؤخرة رأسها بأستمرار على حافة الأريكة وهي تنظر إلى الواقفة أمامها بضجر شديد فهذه المرة السابعة عشرة التي تتحدث فيها عن هذا الموضوع خلال أسبوع واحد!!.
بينما الأخرى بدأت أعصابها بالهيجان و يديها تهتز بأرتجاف ناظرة إلى أبنتها التي لا تطيع أمرها حتى صرخت بغضب:
_أسمعي جيدًا يا خنزير إذا لم توافقي على زواج أبن هذه القبيحة فسأجعل ذلك الكلب المطيع لزوجته أن يجلس على ظهرك حتى أسمع صوت عظامك تتكسر.
وضعت الأبنة يديها على أذنيها لعلها لا تسمع كل تلك الشتائم التي لم تتوجه نحوها فقط بل شملت جميع من كان في داخل العائلة و خارجها.
فتحت عينيها بعدما عم السكون لثوانٍ لترى أمها تتنفس بأضطراب و حالتها الصحية يبدو بأنها على أنحدار سيء لتبعد يديها عن أذنيها ثم تزفر بأنزعاج ثم تقول:
_حسنًا ، أمهليني يوم واحد فقط.
_أعطيك فرصة من إجل الهروب؟ ياللسخف.
شكلت بأصبعيها السبابة علامة على النفي مؤكدة على عدم وجود فكرة غبية تخص المراهقين و الأطفال كهذه تجول في عقلها ثم تبتسم حتى تقتنع أمها.
وقد نجحت ، فقد خرجت ألأم حتى أستطاعت الفتاة التنفس براحة بعد هذا النقاش المشد للأعصاب ثم أسرعت للقفز فوق سريرها لتُخرج من تحت الوسادة هاتفها ثم تبحث عن أسم في جهات الأتصال حتى وجدته ثم أخذت تنتظر رده.
سمعت صوت ضوضاء السيارات ، يبدو بأنه في الشارع ، قال بعد ترحيبها:
_مرحبًا بك ، لقد نسيت بأنك في جهات أتصالي بل حتى في حياتي ، هذا غريب فقد مر وقت طويل منذ آخر تواصل بيننا.
سمعت صوته الذي كان مزيج من تعجب و أستغراب مع بعض المرح الذي لا يخلو من أسلوبه في الكلام.
أبتسمت في خجل حتى أنها لم تفكر ماذا تقول له و كيف تبدأ الحديث فقد تسرعت في الأتصال به حتى أخذت تنظر إلى أظافر يديها المزينة بصبغ لامع أخضر.
قالت بينما تشعر بتوتر و أحراج:
_أسفة ، العمل أخذ وقتي كله._لا بأس ، أنا أيضًا عملي في الشركة أخذ وقتي كله.
أخذت الضوضاء تبتعد حتى أختفت من مسامعها و أصبح صوته واضحًا حينما قال:
_أذن ، كيف حالك؟.
تنفست الصعداء ثم قالت وهي تجول بعينيها في أرجاء غرفتها:
_بخير ، سأكون بخير لو أن أمي تتوقف عن مضايقتي حتى أنني لا أستطيع الخروج من المنزل اليوم أو حتى غدًا لأنها تخاف أن اهرب.
_تراقبك!! ، هذا جنون ، ظننت بأن هذه الفكرة ستدفن حينما تخرجتِ في الجامعة.
_الأمر اسوء الآن ، تريد مني الزواج من شاب أصغر مني بسنتين لأنه ثري فقط!! لذا أعطتني مهلة يوم واحد للتفكير بجدية أكبر.

أنت تقرأ
last moments of love
Romansaمن الصعب رؤية أحدى أوهامك تسقط فجأة في بركة سوداء بينما كنت تتمناها أن تكون حقيقة. *غير مسموح الأقتباس أو غيره*