الفصل الحادي عشر

102 12 0
                                    

في اليوم التالي ذهب هشام إلى دانية، وقال لها:
ـ دكتورة دانية، لقد أتيت إليكِ لأعطيكِ بقية حسابك، ها هو تفضلي.
أخذت دانية النقود منه وقالت:
ـ أشكرك
ـ الأستاذ عز الدين يطلب منكِ حزم حقائبك لتغادري غدًا
ـ بتلك السرعة!
ثم شعرت بدوار فأمسكت برأسها فقال هشام:
ـ دكتورة دانية هل أنتِ بخير؟
نطقت بالكاد وقالت:
ـ أظن ذلك
ثم جلست على أقرب مقعد وقالت:
ـ هل من الممكن أن أرى.. أرى..
ـ ترين من؟
ـ ماذا كنت أقول؟
ـ لقد كنا نتحدث عن مغادرتك غدًا، استعدي وساصطحبك في رحلة عودتك
ـ حسنًا سأستعد، أبلغهم امتناني لتقديرهم لمجهودي
ـ سأفعل.
غادر وتركها غارقة في التفكير والحيرة من أمرها، ثم أخذت تسأل نفسها: لمَ لم أسأله عن سيف؟.. كم كنت أود رؤيته حقًا، ثم أمسكت برأسها وقالت: ماذا يحدث معي؟!.
***
في اليوم التالي استعدت دانية للذهاب، وكانت صورة سيف تتردد على ذهنها كالومضة، وكلما حدث ذلك كانت تشعر بألم في رأسها، كان الوضع شاقًا عليها ومع ذلك حملت حقيبتها وغادرت المنزل بعد أن ألقت عليه نظرة أخيرة طويلة؛ فكانت تغادر بقدمها ولكن قلبها لم يطاوعها، وجدت هشام ينتظرها على الباب فقالت:
ـ أستاذ ..!
ـ أنا هشام يا دكتورة دانية
ـ بلى تذكرت، أنا جاهزة
ـ حسنًا تفضلي.
مشيت خلفه باتجاه السيارة التي تنتظرهما، ولكن فجأة توقفت بعد أن شعرت بأحد يراقبها من أعلى بشرفة القصر؛ فنظرت ووجدته يقف بحزن، أخذت تتذكر من يكون ذلك الشخص، فهي تشعر أنه مألوف لها وحاولت أن تعصر ذاكرتها ولكن دون جدوى فخفضت بصرها بحزن وكم تمنت لو رأت ذلك الشخص عن قرب فربما تتعرف عليه، ثم ركبت السيارة وغادرت.
ومن أعلى بشرفته كان يقف سيف، لم يستطع مقاومة دموعه التي انسابت على وجنتيه بحزن، وكم تمنى لو ذهب ليودعها، ولكنه خشي أن لا تتذكره فهو كان يعلم أن تأثير ذلك الدواء اللعين قد سرى بالفعل في جسدها.
جلست دانية في السيارة، وأعطاها هشام العصير لتشربه فشربته بالفعل وبعدها بقليل خلدت للنوم، بعدها توقفت السيارة جانبًا، وترجل هشام عنها وتقدم ناحية جدار قارون كما يطلقون عليه، واستخرج من معطفه ورقة بها تصريح لمغادرته القرية موضحًا السبب في مغادرته ومتى سيعود، ثم أعطى ذلك التصريح لرجل الحراسة الذي يجلس إلى جانب الجدار ولا يغادره قط إلا عندنا يأتي بديلًا عنه ليجلس مكانه، قرأ ذلك الحارس التصريح ثم قام بفتح البوابة والتي كانت جزءًا من ذلك الجدار الكبير وخرج هشام من خلال تلك البوابة بالسيارة التي شقت طريقها في ذلك الطريق المهجور الطويل، ومن خلفه كان جدار قارون الكبير الذي كان يفصل قرية الرباح عن العالم كله بالجهة الأخرى منه.
***
عادت دانية لبيتها، واستقبلتها خالتها بسعادة كبيرة، كانت قد أعدت لها أشهى الأطعمة التي تحبها، وجلست دانية على المائدة وأكلت كثيرًا حتى شبعت، ثم سألتها خالتها:
ـ أخبريني كل شيء، ماذا فعلتي هناك وهل أعجبهم عملكِ؟
شردت دانية قليلًا وعندما لم تجد ما تخبر به خالتها قالت:
ـ أشعر بالإرهاق.. سأخلد إلى النوم الآن وأخبرك غدًا.
رأتها خالتها وهي تعرج بقدمها فانتابها القلق وقالت:
ـ دانية.. ما بها قدمك؟!
نظرت دانية إلى خالتها ثم إلى قدمها وقالت:
ـ ليس بها شيء، أنا بخير.
ثم ذهبت إلى غرفتها لترتاح، في حين كانت خالتها في حيرة من أمرها منها، فقد كانت دانية مختلفة تمامًا؛ لذلك قررت فور أن تستيقظ أن تجلس معها مطولًا لتعرف ما بها.
في تلك الليلة عندما خلدت دانية للنوم؛ لم تستطع أن تنام على الفور فقد كانت تعاني من الأرق، وعندما غفلت عينيها أخيرًا أخذت تراودها رؤى كثيرة ومختلفة فقد رأت نفسها تعيش في مكان مختلف، ورأت مُهر جميل جدًا وبجانبه كان يقف شخص ملامحه غير واضحة، لكنه كان يبدو مألوف مع ذلك، ورأت رمز السيف حولها من كل ناحية، اندهشت كثيرًا من ذلك الأمر، وعندما استيقظت من النوم كانت سعيدة للغاية، ولكنها تساءلت في نفسها عمن يكون ذلك الشخص الذي رأته بحلمها؟!
جلست دانية تتناول الفطور في صمت تام على غير عاداتها، فقالت لها خالتها:
ـ لا أسكت الله لكِ حسًا، ماذا بكِ؟
ـ أنا بخير حال، لا تقلقي
ـ ولكنك منذ أن عدتِ وأنتِ متغيرة وشاردة وكلما سألتك عن شيء تشردين
ـ كل ما في الأمر أن العمل هناك كان شاقًا، وأنا أريد أن أستريح
ـ هل أنتِ متأكدة أن هذا كل ما في الأمر؟
ـ بلى يا خالتي لا تقلقي.
قالتها دانية وهي نفسها كانت قلقة، كانت تشعر بأن هناك حلقة مفقودة، وكلما حاولت التذكر كانت لا تصل لشيء؛ كل ما كانت تتذكره عن تلك المهمة عملها فقط مع الخيل، ولكن لم تكن تذكر الأشخاص أو الأماكن هناك، كان تفكيرها ينبؤها بأن هناك شيء خاطىء ولكنها لا تستطيع التذكر.
***
مر يومان وسيف كان يحبس نفسه بغرفته دون طعام أو شراب، وشعر محمد بالقلق عليه فذهب لعز الدين ليسأله عنه، وقال له:
ـ كيف حاله الآن يا عز الدين؟
ـ أنا لم أراه منذ آخر حديث دار بين ثلاثتنا
ـ اذهب إليه وحاول التحدث معه؛ فأنت في مثل عمره وتستطيع فهمه والتحاور معه
ـ لقد حاولت مرارًا، ولكنه يرفض أن يتحدث معي
ـ سيف أخيك عنيد وأناني لا يفكر سوى بنفسه فقط، ونحن نواجه الناس وحدنا، ونحاول تقبل اتهامهم لنا بصدر رحب من أجله، وهو لا يشعر بشيء على الإطلاق
ـ لاتنسى يا أبي أنه حُرم من رؤية والدته، فعاش كاليتيم ولم يكن يلعب مثل باقي الأطفال فكان طوال الوقت وحده
ـ وماذا عنا؟! فنحن كنا دومًا إلى جانبه
ـ أنا لا أتحدث عنا فأنا أتحدث عن العنصر النسائي في حياته
ـ العنصر النسائي!.. وماذا عنك؟! فأنت أيضًا مثله ولكنك لم تحاول أن تفعل مثلما فعل
ـ ولكنه ليس مثلي فنحن مختلفان، ولاتنسى أنني لم أتزوج إلى الآن
ـ وما الذي منعك؟! فأنا كلما تحدثت معك في هذا الموضوع كنت تتهرب مني وتؤجله
ـ هذا لأنني لا أريد الارتباط بتلك الطريقة يا أبي
ـ أية طريقة؟!
ـ أن تختار أنت لي العروس المناسبة من وجهة نظرك
جلس محمد في حزن وقال:
ـ حتى أنت يا عز الدين! لقد ظننت أنك عاقل وراشد عن ذلك
ـ وما العيب في أنني أختار من سأرتبط بها!
ـ ألا تذكر ما حدث معي عندما قررت أن أختار، لقد ندمت أشد الندم على ذلك
ـ ولكن يا أبي ليست كل النساء تشبه بعضها، وليس بالضرورة أن يحدث معنا مثلما حدث معك
ـ هل هذا يعني أنك أنت الآخر تريد أن ترتبط بفتاة من خارج القرية؟
ـ ليس بالضرورة أن تكون من خارج القرية، ولكن على الأقل تكون من اختياري أنا، وأرتاح لها
ـ من الواضح أنني كبرت ولم أعد أفهمكما
ـ لا يا أبي لا تقول ذلك، ولكن يا أبي من حقنا أن نختار شريكة حياتنا بأنفسنا، طالما ذلك لن يضر بأحد
ـ طالما أنها ستكون من داخل قريتنا وتعرف عاداتنا وتقاليدنا فليست هناك مشكلة، أذهب الآن وحاول مرًة أخرى الحديث مع أخيك، ولا تتركه إلا عندما تتأكد أنه تناول طعامه، هل فهمت؟
ـ بلى فهمت، سأذهب إليه على الفور.
***
فتح سيف الباب لعز الدين بعد أن طرقه عدة مرات، وعندما دخل عز الدين الغرفة اندهش من الفوضى التي كانت تعم المكان فتلك لم تكن عادة سيف، ونظر إلى وجهه فوجد ذقنه غير حليقة ووجهه شاحب وتحت عينه يتشح بالسواد، في الحقيقة كانت الغرفة كلها تتشح بالسواد مجازًا كصاحبها على عكس المعتاد عليه من سيف صاحب الروح الجميلة المتفائلة، شعر عز الدين بالشفقة عليه، ثم بدأ الحديث معه وقال:
ـ سيف.. أبي قلق عليك كثيرًا، هو يريد الاطمئنان عليك فقط
طال صمت سيف، فقال عز الدين:
ـ يا أخي تحدث معي، ما ذنبي أنا فيما يحدث بينكما
خرج سيف عن صمته أخيرًا وقال:
ـ كان ذنبك أنك اتفقت معه عليّ.. لم تتركوا لي فرصة أن أودعها
ـ هذا غير صحيح فنحن لم نمنعك من أن تودعها
ـ حقًا!.. وكيف لي أن أودعها وهي لم تعد تتذكرني، لم أستطع أن أقف أمامها وأنظر في عينيها وهي لم تعد تعرفني وكأنني غريب عنها، لقد حطمتموني كُليًا
سكت عز الدين قليلًا ثم قال:
ـ ماذا عن اقتناعك وتأكيدك على اتفاقنا، لمَ تراجعت فيه؟!
ـ لقد تراجعت بسبب ما فعلتموه معي؛ فقد منعتونني من رؤية حبيبتي وحيواني المفضل، ولا تقل لي أن هذا كان رغمًا عنكم
ـ ماذا تريد الآن ياسيف؟
ـ لا شيء، لا شيء على الإطلاق فما عدت أهتم لشيء، ولم تعد الدنيا كلها تفرق معي، أريد فقط أن تتركونني لحالي
ـ ماذا يرضيك لتعود كما كنت؟
ـ لا أظن أنني سأعود كما كنت، فمنذ أن  رحلت دانية وأنا  أشعر أن روحي قد غادرتني وأصبحت بلا قلب، وكل ذلك بسبب جدار سخيف يفصل بيني وبينها.
شعر عز الدين بتمكن اليأس من أخيه، ثم فكر قليلًا وقال:
ـ سيف.. ماذا إن أخبرتك أن دانية لم تنساك، ماذا ستفعل وقتها؟
وللمرة الأولى منذ جلوسهما معًا يرى عز الدين لمعان عين سيف وقد بدى الاهتمام بهما فسأله:
ـ لم ترد عليّ، ماذا ستفعل؟
ـ هل تتلاعب بي؟
ـ لا أبدًا، أخبرني أرجوك ماذا ستفعل حقًا؟
قال سيف بحسرة:
ـ كنت سأكون أسعد شخص على وجه الأرض
ـ حتى وإن ظلت بعيدة عنك
تردد سيف قليلًا ثم قال:
ـ أنا لا أقوى على بعدها عني، لا أستطيع حقًا يا أخي
ـ ليس هناك حل إذن سوى أن تسافر لها، وتعبر ذلك الحاجز الذي يفصلك عنها لتصل إليها
ـ هل تسخر مني يا أخي، سامحك الله
ـ لا أسخر منك صدقني، أنا سأخبرك بالحقيقة، لقد أعطيت دانية علاج النسيان ولكن الجرعة كانت ناقصة
تهلل وجه سيف وقال:
ـ حقًا ما تقول!
ـ بلى هذا ما حدث، والآن دانية تراك كل يوم بأحلامها وتتساءل في نفسها عن سبب رؤيتها لك فهي لا تذكر شيئًا مما يُخص المزرعة؛ وحده أنت من تستطيع تذكيرها بكل شيء
قال سيف غير مصدق:
ـ هل فعلت ذلك من أجلي؟!
ـ بلى فأنت أخي الوحيد ولم أستطع رؤيتك وأنت تتعذب، وقد كنت أعلم عندما وعدتني بنسيانها أنك لن تفلح بذلك، لذلك لم أقم بالأمر كاملًا
احتضنه سيف وقال بسعادة:
ـ أنا لا أصدق أنها لن تنساني، أنا سعيد كثيرًا، أشعر أنني سأطير من السعادة.
ثم توقف سيف فجأة وتذكر والده فقال:
ـ ولكن كيف سأسافر لها؟.. أبي لن يوافق أبدًا
ـ أنت ستسافر دون علمه
ـ ماذا؟!
ـ سافر أنت فقط واترك مسألة إقناع والدك عليّ
ـ ولكن أليس من الصواب أن أحاول معه مرًة أخرى
ـ لا فأنا أعرف والدك جيدًا، هو لن يغير رأيه بتلك السهولة لذلك اتركه لي، وأنا سأتدبر أمر سفرك إلى هناك دون معرفة أحد هنا
ـ ولكن كيف سأمُر من جدار قارون
ـ أنا سأتصرف في ذلك الأمر، لا تحمل هم
ـ أنا لا أعرف كيف أشكرك حقًا
ابتسم عز الدين وقال:
ـ  فقط تذكر أن تقف إلى جانبي عندما أقع في مأزق وأحتاجك
ـ بالطبع يا أخي سأكون إلى جانبك
ثم تذكر سيف شيئًا وقال:
ـ هناك أمر  ما أريد أن اطلعك عليه
ـ ما هو؟
ـ كنت أريد أن يرافقني عم علي وزوجته إلى القاهرة
ـ ماذا؟!
ـ زوجته مريضة مرض خطير وليس له علاج هنا، ولكنه متوافر بالقاهرة، أنا أريد أن اصطحبها معي لتخضع للعلاج هناك
ـ ولكن هذا ليس أمر بسيط فأهل القرية لو علموا بالأمر، ستحدث مجزرة حتمًا، ولن أستطيع تغطيتكم جميعًا
ـ أنت قلت أنك ستجعلني أسافر دون معرفة أحد، هم أيضًا سيرافقونني دون معرفة أحد، سنحاول أخذ احتياطاتنا كلها، ولاتنس أنك بذلك تساعد شخص في أمس الحاجة للمساعدة، ما رأيك؟
أخذ عز الدين يفكر قليلًا ثم قال:
ـ نحن في جميع الأحوال نرتكب خطأ فادح، وفي جميع الأحوال سنتسبب في مجزرة.. إذن لا بأس، هيا استعد ولكن خذ حذرك جيدًا.
أخذ سيف يدور في الغرفة وهو سعيد، ثم قال:
ـ أنا جائع جدًا، آتني بالطعام على الفور.
ضحك الاثنان معًا، وكان عز الدين سعيد لأنه استطاع أن يُخرج أخيه أخيرًا من تلك الحالة البائسة.
***
تحرك سيف على الفور وذهب إلى علي، وفوجىء علي به فلم يكن يتوقع قدومه بمثل ذلك الوقت المتأخر فقال:
ـ سيف.. هل حدث شيء يا بُني؟!
ـ أنا أريدك أن تحزم حقائبك أنت وأم سهر، لأننا سنسافر إلى القاهرة لتخضع للعلاج هناك.
لم يصدق علي ما سمعه فجلس على أقرب مقعد له، ثم قال:
ـ نسافر.. كيف ذلك؟! .. هذا مستحيل!
ـ لا تخاف، لقد أخذت كل ترتيباتي
ـ وهل والدك موافق على ذلك؟
ـ والدي لا يعرف بالأمر، وأنا سأسافر لأستعيد دانية، وقررت أن آخذكم معي حتى ننقذ زوجتك ونضع حد لآلامها
ـ أخشى من أهل البلدة، لو عرفوا بالأمر سيقتلوننا
ـ وإلى متى سنخشى يا عم علي، أليست حياة زوجتك غالية عليك؟!
ـ بلى ولكن...
دخلت عليهم سهر وقاطعت والدها وقالت:
ـ ليس هناك ولكن يا أبي، لقد سمعت كل شيء، وأنا أؤيد قرار السفر فسلامة أمي أهم من أي شيء بهذه الدنيا
ـ لا تُصعبي عليّ الأمر يا سهر فأنا أخشى أن اترككِ وحدكِ، لمن سأترككِ؟
ـ لا تقلق عليّ، هيا استعدوا للسفر وعِدني يا أبي أنك لن تعود إلا وأمي قد شفيت تمامًا
تحمس علي وقال:
ـ بمشيئة الله.
ودخل علي إلى زوجته ليطلعها على قرار السفر، وما هي إلا دقائق قليلة حتى خرج الاثنان ومعهما حقيبة سفرهما
عانقت سهر والدتها طويلًا، ثم قالت لها:
ـ سأنتظركما وسأدعو لكِ كل يوم وكل صلاة لتشفي وتعودي لنا بالسلامة
قبلتها والدتها واحتضنتها طويلًا، وقالت لها:
ـ اهتمي بنفسك يا حبيبتي
ثم قال سيف:
ـ هيا بنا لقد تأخرنا.
ثم تناول منهم الحقيبة ليضعها بسيارته، وأخذ يتلفت حوله يتأكد من عدم وجود أحد يراه فقد كان الوقت متأخرًا، ويصعب نزول أحد الشارع الآن، استقل كل من علي وزوجته السيارة، ومضى بهما سيف على الطريق السريع المؤدي إلى جدار قارون في نهاية البلدة، وشق سيف طريقه مع بداية الفجر وتوكل على الله.
***
يتبع

جدار قارون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن