بعد مرور خمس ايام
كانت الأيام الخمسة التي أمضاها غوفين ونسليهان في المستشفى مع ابنتهما بعد العملية مرهقة للغاية. بدت عليهما علامات الإرهاق بوضوح؛ فقد غارت عيناهما وتعمقت الهالات السوداء تحتها. الجلوس المتواصل على المقاعد البلاستيكية الباردة وعدم التمتع بلحظات من النوم الهادئ جعل أجسادهما متعبة وظهريهما منحنية.غوفين، رغم جسده القوي، بدا وكأنه فقد الكثير من حيويته، وكانت كل حركة يقوم بها تفيض بثقل الإجهاد. نسليهان، على الرغم من محاولاتها لإظهار القوة والصلابة، لم تستطع إخفاء آثار القلق العميق الذي ألقى بظلاله على وجهها الجميل.
عاطفياً، كانا يمشيان على حافة الهاوية؛ فبين لحظات الأمل والخوف، كانا يتقاذفان بين الارتياح المؤقت والقلق المستمر على صحة ابنتهما الصغيرة. تدهورت حالة ملاك فجأة، مما زاد من وطأة العبء على كاهلهما. كانا يشعران بالعجز أمام الألم الذي تعانيه، وكأن كل تنهيدة تطلقها ابنتهما تمزق قلبيهما.
في خضم هذا الظلام، كانا يجدان العزاء في بعضهما البعض. نظراتهما المتلاقية كانت تفيض بالحب والدعم، وكأنهما يتبادلان القوة لتجاوز هذه المحنة. كانت نسليهان تمسك بيد غوفين بقوة، تستمد منه الثبات، فيما كان هو يمسح دموعها بحنان ويهمس لها بكلمات تشجيع.
ومع مرور الوقت، وبفضل العناية الطبية المكثفة، بدأت حالة ملاك تستقر من جديد. عادت الأمل يضيء قلوبهما بعدما تلاشت الغيوم الداكنة. ومع ذلك، لم يتوقفا عن القلق، ولم يتوانيا عن متابعة أدق التفاصيل المتعلقة بحالة ابنتهما الصحية، مما زاد من تعبهما النفسي.
لكن على الرغم من ذلك كانت هناك لحظات نادرة من الهدوء يعانقان فيها ابنتهما بلطف، مستمدين منها القوة لمواصلة الصمود.
قبل وقت قليل من الفجر
اشرف يدخل الى غرفة ملاك و يرى نسليهان و غوفين نائمين على الكراسي فيوقظ نسليهان
اشرف بهمس : نسليهان نسلي ابنتي
نسلي بفزع : هل ملاك بخير
اشرف : ملاك بخير انتم لستم بخير
نسلي : لا بابا لا نحن بخير لا تقلق ........ ثم انت الم تذهب الى البيت
اشرف : اجل ذهبت و ارتحت و الان انتم ستذهبون و انا سابقى هيا
نسلي : لا لا
يقاطعها اشرف : لا مجال للرفض انظروا لحالكم ستحتاجون ان نعالجكم بعدها
يستيقظ غوفين خلال ذلك : سيد اشرف ! هل هناك شيء
اشرف : ستاخذ نسليهان الى البيت لترتاحوا و انا سابقى هنا
غوفين يبقى صامت ليفكر و لكن اشرف يقول : ة بحضن بعض بعدها بكل سكينة و حب
عندما استيقظت بعد ساعات قليلة، تحسست السرير بجانبها بيدها، لكنها لم تجد غوفين. فتحت عينيها ببطء، متفحصة الغرفة بنظرة ضبابية. كان الجو هادئًا، وأشعة الشمس تتسلل من النوافذ لتغمر الغرفة بإضاءة دافئة.
نظرت إلى الساعة على الحائط فرأت أنها تشير إلى العاشرة صباحًا. شعرت بالقلق والدهشة؛ لم تكن تتوقع أن تنام طويلاً في ظل هذه الظروف. حاولت النهوض ببطء، وجسدها المثقل بالإرهاق يكاد يخونها.
خرجت من الغرفة و نزلت السلم بحذر، عندما نزلت رات واحدة من الموظفات سالتها عن غوفين و اخبرتها انه في المطبخ
توجهت الى المطبخ و تبحث بعينيها عن غوفين. عندما دخلت المطبخ، رأت غوفين واقفًا أمام الموقد، يحضر الفطور. كان يجهز القهوة ويقلي البيض، ويحضر شرائح الخبز المحمص. كان وجهه يحمل تعابير القلق والتعب، لكن عينيه لمعتا عندما رآها تقترب.عندما اقتربت منه، رفع نظره وابتسم لها ابتسامة تعكس مزيجًا من التعب والطمأنينة. “صباح الخير”، قال بصوت هادئ. “لقد اتصل بي والدك، وقال إن حالة ملاك مستقرة تمامًا. الأطباء يقولون إن الأمور تتحسن.”تنفست نسليهان الصعداء وشعرت بموجة من الراحة تجتاحها. جلست بجانبه، وأمسكت بيده برفق. “كنت قلقة عليك”، قالت بصوت خافت. رد غوفين: “أنا هنا بجانبك فقط فكرت ان احضر لنا الفطور لا تقلقي انا هنا ثم تقرب غوفين من نسليهان، ووضع يديه بلطف على خديها. حرك إبهامه برفق على بشرتها الناعمة، كأنه يحاول مسح كل آثار القلق والإرهاق عنها. نظرت نسليهان في عينيه، فوجدت فيهما كل الدعم والحب الذي تحتاجه. انحنى غوفين ببطء وقبّل رأسها بحنان، وكأن تلك القبلة كانت وعدًا صامتًا بأنهما سيواجهان كل شيء معًا.تبادلا نظرات عميقة، مليئة بالحب والمشاعر. لم تكن الكلمات ضرورية، فكل شيء كان واضحًا في تلك اللحظة. تقاربت شفاههما ببطء، وتبادلا قبلة دافئة، مليئة بالحب والامتنان. كانت تلك القبلة تحمل كل ما في قلبيهما من مشاعر، وكل ما مرا به من صعاب.
فجأة، انطلقت صفارة القهوة وهي تفور على الموقد، فابتعدا عن بعضهما بسرعة، وضحكة خفيفة تملأ الجو. اتجه غوفين بسرعة لإزالة القهوة عن النار، فيما جلست نسليهان تراقبه بابتسامة دافئة،
نسلي : اذن اين فريش و كايا
غوفين : لقد ذهبوا معا الى الحديقة
نسلي : حقا من الجيد انه خرج قليلا
يفطرون مع بعض بكل هدوء تكون مثل استراحة بعد معاناة طويلة
بعد ان يكملوا فطروهم
نسلي : هيا انهض بسرعة هناك مكان نذهب اليه قبل المستشفى
غوفين : الى اين
نسلي : مفاجاة
غوفين يتسغرب و يشعر بالفضول : فقط لمحي قليلا
نسلي تبتسم ابتسامة صغيرة : هيا غير ملابسك
أنت تقرأ
Neslihan
Romanceالنوع : دراما نسليهان تلك الفتاة التي كبرت في حماية والدها الذي يحبها و يحميها من كل شيء كيف ستواجهها الحياة و كيف ستؤثر تلك العلاقة العميقة على قصة عشقها و على كل تفصيلة في حياتها هل ستكون هذه العلاقة التي تتمناها اي فتاة نعمة ام نقمة على حياة نسل...