الفصل الثاني

24 1 0
                                    

آرون 

معظم الذئاب ربما عرفوني كشخص  بدون أي تعاطف لكن هذا لا يعني أنني لم أكن شخصاً محترماً او من السهل  عليه المرور و يترك سائق متضرر دون المرور منه و التأكد من سلامته عكس  التخلص منه في شاحنة  مكسورا في وسط اللامكان لكني كنت اكيد ان السائق جيد ويمكنه القيادة بمفرده.

لقد اوقفت شاحنتي خلف السيارة نصف نقل القديمة لم يكن فيها سائق في الداخل لقد اشتممت حرارة المحرك هذا يعني ان السائق لم يترجل منها سوى قبل وقت قصير، فجأة سمعت صوت صرخة يائسة مكتومة هناك خلف حزام الاشجار في الباحة

وعلى الفور استنشقت رائحة الدم و سمعت صوت شخير قوي و تنفس ثقيل لشخص عجوز و طفل صغير او فتاة.

لقد ترجلت من سيارتي و توجهت اجتاز العشب و اندفع امام الباب.

الفتاة كانت متضررة و فاقدة الوعي وجهها مدمي
ثيابها تغطي نصفها و الرجل كان يتخلص من حزامه لم ارد لذئبي ان يتهور لكنه كان حاضر في انيابه و مخالبة التي ظهرت سريعا

امسكته من عنقة في الجزء الخلفي حينها انيابي و مخالبي كانت موجودة في شكلي البشري هو كانت يقاومني و يحاول ان يواجهني نسيت ان اخفي ذاتي امام البشري ذو الوجه المترهل خرج صوت خشن من اعماق صدري يعترض على الكارثة التي كان سيفعلها.

" ما هذا بحق الجحيم "   لقد قال هذا وهو يزحف للخلف مذعورا..

اخذت خطوة امامه يهرب قبل ان يقع ارضا استعاد رباط جأشه يهرب من الحاجز ليصل لشاحنتة الخردة و يشغل محركه ينطلق مسرعا

بعد دقائق من تشغيله للمحرك و صرير عجلات  السيارة  ..

تأكدت من رحيله التفت للفتاة كانت تبدو ثيابها الممزقة قديمة نوعا ما و من ندوب جسدها كان واضح لي انها لم تكن تملك شخص يحميها جسدها الهزيل و وجهها الشاحب

كان رائحتها جذابه رغم وجهها المدمي الذي لم يغطي على جمالها ابدا، هل انتبهت لمخالبي و انيابي البارزة؟

لقد بدت غريبة الاطوار لم تكن مرتعبة مني ربما من صدمتها نقلتها الى اقرب مستشفى وكانت تبعد اكثر ساعة على الطريق من هنا  في مدينة اليزيفيل لقد كنت متوجه لهناك لأجلب المستلزمات الشهرية  لقطيعي  لكن ما كان غير اعتادي ان التقيها هنا في ضروف متقلبة كهذه

ذهبت للفتاة احملها و عدلت ثيابها الممزقة لتغطي اكثر رغم اني كنت احملها على ذراعي كانت كأنها لم تزن شيء لقد كنت اشك حتى انها كانت تتناول شيء لائق لتكون بهذا الشكل و الاهم ان التقي اليوم بماريسا  بوستن ولقد كانت امرأة متقلبت المزاج بالكاد نتحملها نحن الذئاب نكره الساحرات...

حاولت ان لا اؤذيها وانا احملها عائد الى شاحنتي وضعتها في كرسي الراكب امل ان تنجو في المستشفى لأنه سيكون اسهل التعامل من اذا كانت جثة فتاة ضاله  ان امكن تجنبها عدت الى الطريق كنت حريصا على تشغيل الموسيقى بصوت منخفض مع التحقق منها بين حين واخر.

في نهاية الطاف بدأت تشعر بمحيطها عيناها مباشرة اظهرت خط من التوهج الخافت للضوء الاخضر داخلها، ترجعت للخلف تتعلق بباب الراكب و تسأل
" ما.. ماذا تريد ان تفعل بي؟ "..

« انا لن اؤذيك»  ..  قلت ذلك احاول  الاحتفاظ بنبرة الالفا منخفضة  لأنها لن تنجح هي كانت بشرية في النهاية.

لم اكن متأكد من سبب قيامي بهذا انها تخرج غريزياً
« لقد انقذتك من ذلك الرجل، هو كان يحاول ايذائك ».. اكملت حينما لم تقل شيء الخوف كان يطل من عينيها

"  غراي " هي قالت بتلقائية بخوف رغم انه ذهب بعيداً الان لكن هذا اظهر كم هو اذاها لدرجة انها مازالت ترتعب منه لوقت طويل  حتى وهو غير متواجد..

« انتي تعرفينه؟ »
لم استطع منع هدير ذئبي الطفيف..

والدي بالتبني.. اجابت هي بألم

« كيف يمكن لوالدك بالتبني ان يفعل هذا بك؟»

اباء البشر ربما كانوا وحوش اكثر من المستذئبين لكن هم كانوا قساه اكثر منا  ..

في القطيع جميع الاشخاص يهتمون برعاية الجراء  سواء كانوا والديهم ام لا، و ايضا لن نؤذي شبابنا ابدا..

" من الواضح انك لا تعرف شيئا عن بيوت التبني "
قالت ذلك بظلام مع عيون فارغة " صدق او لا تصدق لقد مررت بأكثر من هذا "

موجة من الغضب احتلت كياني اصابتني بالتشويش انا ليس لدي فكرة  حتى اني  لم اكن اعرف الفتاة..

«وهم يستمرون بوضعك في تلك الاماكن»  سألت غير مصدق

"ليس بعد الان".. اجابت بقوة في كلماتها " انا اكملت الثامنة عشر اليوم لم اعد طفلة انا بأمكاني الذهاب الى اي مكان اريد...، لكن انا لا املك اي مكان اذهب اليه "

النبرة الحزينة في كلاهما كان مؤلم لسماعه..

«انا ذاهب الى اليزيفيل بأمكاني ايصالك الى المستشفى»   ..

" لا "  لقد اعتدلت جالسة بخوف  ليس المستشفى انا ــــ..

عيون الفتاة كانت تحملق حول السيارة تبحث عن اجوبة استطيع ان اقول انا مازالت متشوشة من كم الضربات على رأسها..

   " انا انا لا استطيع الذهاب الى المستشفى لا استطيع ان يجدني احد مجددا انا بحاجة الى الاستحمام و بعض الراحة سأكون بخير ارجوك "

كانت خجولة بالآف المرات لكني رأيت شرار في عينيها كشعلة اللهب الصغيرة الدافئة..

« حسنا سيدتي الصغيرة»  .. قلت ادير السيارة
«دعينا نذهب لتغتسلي»  ..

2024/7/24

تم نشره في صيف 2024
في الرابع و العشرون من تموز

 رفيق ألفا الأسيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن