يافتى الم تود انقاذ نفسك؟!

147 22 43
                                    

"تبا لك! هل انت اعمى؟ "

قبل ثواني:
تصنمت مكانها لا تحرك ساكنة... تنظر لذاك الشخص الذي يقود بتهور، اقترب منها كثيرا و ماكان منها سوى رفع يداها امام وجهها و الصراخ باعلى صوتها...كاد يصطدم بها لو لم يغير مساره قليلا... مع هذا اصاب قدمها اليسرى فوقعت عند اصابتها و صرخت...

"تبا لك! هل انت اعمى؟"

اثر هذا فقد توازنه بسبب سرعته الجنونية و انزلق من الدراجة لكنه ضل متمسكا بها إلا ان توقفت... وجهت حدقتيها نحوه لتجده متصطحا على الارض و دراجته ملقاة امامه صرخت مجددا كي يسمعها بوضوح...

"ياهذا كدت تقتلني هل جننت؟"

لم تتلق أي رد و بقي على حاله... عم السكون داخل ذاك النفق حتى صرخت و هي تمسك قدمها بتألم...

"ألا تسمعني؟"

لم يأتها الرد مجددا... هل مات... اصابها القلق من ان تكون لها صلة بذلك فحدثت نفسها قائلة...

"جولي ربما اصابته اخطر؟"

حاولت النهوض بصعوبة و لم تستطع مع الم قدمها الشديد، تأوهت بألم نادمة على قطع الطريق...نزعت كعبها الذي يزيد وقوفها صعوبة و اعادت المحاولة ترتكز على قدمها اليمنى... تقدمت بضع خطوات متثاقلة تحاول الوصول اليه، تارة تتعثر و تارة اخرى تصرخ بسبب ألمها... بعد محاولات اخيرا جثت على ركبتيها امامه من التعب... وضعت رأسها على صدره لتتفقد نبضات قلبه... رفعت رأسها ببهجة غامرة... جيد لايزال حيا... امسكت كتفيه تهزههما باستمرار بغية ايقاظه...

"هيا استيقظ ارجوك.. لا تمت"

و لم تكن محاولاتها ذات نفع صرخت و نادته باستمرار وجهت ناظريها لحقيبها البعيدة بها قارورة ماء...ربما لو بللت وجهه قد يستيقظ...

"كيف سأذهب لهناك هل اضيع ربع ساعة في المشي بقدمي المصابة ام ماذا؟"

رفعت رأسه و وضعته على فخذها الايمن بصعوبة فالخوذة تجعله اثقل مع كتفيه العريضتين و جسمه الرياضي... رفعت الخوذة من على رأسه و كان يرتدي قناعا يخفي وجهه و رأسه إضافة الى رقبته بالكامل إلا عيناه و ذلك لحماية وجهه عند ركوب دراجته النارية... وضعت اناملها برفق تمسح على جبينه و هي تتأمل عيناه الهادئتين...

"يافتى ألم تود انقاذ نفسك؟.. لما غيرت مسارك؟"

نبست بكلمات دافئة تكاد تسمع معبرة عن رأيها به... فعن نفسها كل الرجال سواء... امكنه الاصطدام بها و تركها تواجه مصيرها بهذا الوقت المتأخر من الليل... رفعت قليلا من قناعه تبرز رقبته مع انفه و فمه... تحسست فكه قليلا و ترددت في بادئ الامر من فعل ذلك... لكن راودتها فكرة و هي... ماذا لو مات هنا و لم يساعده احد على الاقل عرض حياته للخطر...

Oops! It's your fault حيث تعيش القصص. اكتشف الآن