البـارت الـثالـث.

60 12 3
                                    

أرى نورك قد بدد ظلامي
وأزال اليأس وأعطاني يد الأمل
بؤسي واكتئابي وحزني أأزيل؟
هل سأرى إشراقة وجهي من جديد؟

..................
في المنزل

بعد رحيل النجوم، جلست آنا على سريرها، متأملةً محيطها والحزن يعتريها. وعاد الظلام ليحتل روحها قبل غرفتها، وعاد الحزن ليتملك كيانها وكأنه كان ينتظر رحيل النجوم ومعها ضوء الأمل.

مع ذلك، رفعت آنا يدها لترى السوار، رغم الظلام المحيط بها، أرادت بشدة رؤيته. كانت تحاول جاهدة أن تراه من بين سُحب العتمة، ولكن لم تكن ترى سوى سوادٍ حالك.

انتابها شعور عميق بالحزن، وكان كل ما فكرت به وخطر على بالها هو " ها نحن قد عدنا مجددًا إلى الظلام"

لم تستطع آنا كبح دموعها الحارة، تلك الدموع الممتلئة بالحزن والألم. انهمرت من عينيها الذابلتين لتسقط على السوار، فجأةً،توهج السوار بضوء ساطع أضاء روحها الضائعة في الظلام، ملأ أركان غرفتها بضياء الأمل.

دهشت آنا من هذا، ومع ذلك أنبثقت ابتسمامة عذبة مختلطة بدموع الحزن على وجهها،وهمست بصوت مجروح
- إذاً، يا سواري، لنبدأ من جديد.

عندئذ، اشتد النور وكأن السوار يوافق على ما قالت آنا. بعدها، غطت آنا في نوم عميق للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وكأنها لم تنم هكذا في حياتها.

استيقظت آنا في الساعة السادسة صباحاً، وهو ما لم تكن تفعله من قبل؛ فقد كانت في الماضي تستيقظ في الساعة السابعة والنصف. ولكنها هذه المرة أستيقظت بنشاط وحيوية كبيرتين، فتوجهت إلى الحمام لتغتسل.

وبعد أن اغتسلت، وقفت أمام المرآة التي لم تقف أمامها منذ زمن. وقفت أمامها وحدقت في وجهها، ذلك الوجه الشاحب المكتئب الحزين، وعينيها الذابلتين، وشعرها المشعث.

لتردد متسائلة
" لم أكن هكذا، ماذا حصل لي؟ كيف أصبحت هكذا؟ كيف جعلت نفسي أكون على ما هي عليه الآن؟ أشتاق إلى تلك الفتاة المميزة الجميلة، صاحبة الحس الفكاهي، المبتسمة دائماً، التي يحبها الجميع. أريد أن أعود كما كنت "

اختلطت دموعها بمياه شعرها المبتل، وإذا بسوار يتوهج. فتذكرت آنا أنها تمتلك سوار الأمنيات، فلمست السوار بيدها اليسرى، وقربته من وجهها بيدها اليمنى. أغمضت عينيها وهمست بصوت خافت
- أتمنى...

تداخلت مشاعرها مع بعضها. فجزء منها كان يتوق للعودة لتلك الفتاة المميزة الناجحة، بينما كان الجزء لآخر يمثل الفتاة المميزة الناجحة التي ما زالت داخل آنا في مكان ما، حيث كان كبريائها يرفض العودة بلا جهد منها. أحست آنا بالضعف والضياع، وكأن روحها انهارت كما ينهار جبل كبير.

آنـا و سـواࢪ الأمـنـيـات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن