البـارت الـسادس

47 12 16
                                    

في ضل قواعد هذه الحياة 
الخيار لنا والعواقب ستلاحقنا. 
أَنُغمض أعيننا وكأننا لم نرَى
تلك الوجوه البائسة! 
هل نتجاهل تلك الصرخات الحزينة؟ 
لنتجاهل ونسير في طريقنا 
لكن عندها ستظل تلك الصرخات ترافقنا! 
ذلك الضمير النائم في الأعماق 
لن يعود بعد ذلك مرتاحًا. 
والخيار دائمًا يعود إلينا.

...........
في الخارج
بينما كانت آنا في طريق عودتها إلى منزلها، قرب الساعة السادسة مساءً.لاحظت سيارة سوداء متوقفة يحيط بها أربعة أشخاص.كان بينهم السائق، وآخر جالس في المقعد الخلفي، بينما كان أثنان آخران خارج السيارة يحاولان إقناع فتى صغير السن بالصعود إلى السيارة.

رغم محاولاتهم،كان الفتى يرفض بشدة ويرفض الذهاب معهم،حيث بدأ بالصراخ طالباً النجدة
قائلاً بوضوح وهو يبكي: دعني أذهب، أرجوك.
بينما كان أحد الرجال يسحبه نحو السيارة، ظل الفتى يقاوم ويرفض الدخول،متمسكاً برغبته بالهروب.
أحست آنا إنه يحتاج إلى المساعدة.

فتسائلت
" هل عليّ إنقاذه أم أتجاهل الأمر؟ أن ألتجاهل هو الحل الأفضل، لن أضع نفسي في مواقف صعبة. نعم، هذا هو الأفضل"

آنا تقدمت خطوات إلى الأمام، وهي ما تزال تسمع صوت الطفل، وتذكرت كيف كانت تستنجد أن ينقذها أحد من اكتئابها؛ توقفت عضت شفتها
" آه، تباً"

بعد لحظة من التفكير،أخرجت آنا هاتفها وأتصلت بالشرطة.
- مرحباً، الشرطة، هناك مجموعة من الأشخاص يحاولون خطف طفل.

فسألها أحد أفراد الشرطة
- أين هو الموقع؟

أجابت آنا
- إنه في الزقاق الثاني قرب مقهى الأمل.

ردّ عليها
- إنه مكان بعيد، وجميع دورياتنا خارج الخدمة في الوقت الحالي. 

قالت متسائلة
- إذًا، هل ستتركونهم ليختطفوه؟! 

فقال بحزم
- بالطبع لا، فهناك دورية تبعد ساعة من موقعكِ. سنقوم بالأتصال بهم ليبادروا بالتحرك نحوكم.
ولكن... لن يصلوا قبل مرور ساعة. 

أخبرتهُ آنا
- سأحاول إلهائهم، لذا من فضلكم حاولوا أن تسرعوا. 

ردّ عليها
- لا تقومي بقطع الاتصال حتى نستطيع فهم الوضع جيدًا، ولنستعد لكل ما سيحصل. 

فستجابت قائلة
- حسنًا.

توجهت آنا نحو هؤلاء الأشخاص وصرخت
- أنتم، ماذا تفعلون؟ 

نظروا إليها وقال من يمسك الباب
- ابتعدي من هنا، أيتها الصغيرة. 

صرخت بهم
- دعوا الطفل!

آنـا و سـواࢪ الأمـنـيـات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن