رَغبُة مُشتَعِله ➍

369 33 29
                                    

____
شعرتُ وكأن قلبي قد انفجر، وكان نفسي يضيق حتى شعرت بأنني سأهوي إلى الأرض. عقلي توقف عن العمل تمامًا عندما رأيته. شعره أقصر من آخر مرة، ويرتدي بنطالًا بنيًا واسعًا وقميصًا أبيض مرقعًا. بدا من بعيد كالملاك، بل حتى من قريبٍ!

يدي تعرقت، كيف لي أن أراه مجددًا، هذا الشخص الذي كانت أحلام اليقظة تدور حوله؟

"أوه جونغوك، ههه، اعذريني، هذا الفتى يعيش نزيلًا في منزلي في الطابق الثاني." قالت السيدة سوي بتوتر خفي.

بينما صعدت السيدة مع الفتى الجميل إلى الطابق العلوي، نظراته كانت موجهة نحوي بتحدٍ غريب ووقاحة لا تخلو من إثارة الإعجاب.

صعدت إلى غرفتي وأنا أتأمل كل تفاصيله، وكأنني أحاول تذكر كل حركة قام بها. لاحظت في طريقي امرأة كبيرة في السن، تبدو مهتمة بملابسها، تجلس على الأريكة وتتحدث مع السيدة لي يونغ.

بمجرد وصولي إلى غرفتي، ارتميت على السرير وابتسامة واسعة ارتسمت على وجهي. لقد رأيته مرة أخرى... الفتى الوديع.

مرت ساعات وأنا أدور في سريري غير قادر على النوم. لم أستطع التوقف عن التفكير به. إلى أن سمعت الباب السفلي يُغلق، فتحت النافذة بحذر ورأيتهما يخرجان، السيدة الجميلة ترتدي قبعتها السوداء بشريط أحمر، والفتى الجميل يسير بجانبها ويحمل حقيبة ثقيلة.

شيء في داخلي أثار الغيرة. لماذا هو الذي يحمل الحقيبة لوحده؟

رأيت السيارة السوداء الكبيرة تصف بجانبهما، فتح الفتى الباب للسيدة، ثم غادرا. بينما كنت أراقبه بصمت من نافذتي.

نزلت من غرفتي واتجهت نحو الصالة، حيث كانت السيدة سوي جالسة على الأريكة، وجهها مغطى بيديها وهي تبكي. شعرت بالحزن لأجلها، وقررت أن أقترب منها، رغم أنني كنت أشعر أنني أتدخل في أمر لا يعنيني. ولكن عندما ازداد صوت بكائها، لم أستطع البقاء بعيدًا.

"أوه جونغوك..." قالت بصوت مبحوح بعد أن لاحظت وجودي.

نظرت إليها بملامح حنونة وأنا أجلس بجانبها. أردت أن أساعدها بأي طريقة. ربتُ على كتفها بلطف محاولًا تهدئتها.

"لماذا البكاء؟ الحياة تستمر، ودموعك لن تغير شيئًا." قلت لها بصوت هادئ.

انفجرت في نحيب جديد قبل أن تتلعثم بين شهقاتها، "كيف أطعم أولادي؟ زوجي بالكاد يعمل في محل الخضروات، وهم فصلوني من العمل."

أكملت حديثها بصوت متقطع بينما كانت تبكي، وبعد دقائق من مواساتي لها، هدأت أخيرًا.

كانت الساعة قد قاربت على الثامنة مساءً. الأطفال كانوا يلعبون في بيت الجيران كما أخبرتني، وزوجها كان لا يزال في العمل. خطر لي فجأة فكرة لمواساتها.

"ما رأيك أن أحضر العشاء الليلة؟" قلت لها بابتسامة خفيفة، رغم أن جزءًا من رغبتي في الطهي لم يكن بريئًا بالكامل.

وافقت السيدة سوي، فاستقمت وبدأت في تحضير الكاري والأرز. تعلمت الطبخ بسبب عمي، الذي كان يأكل كثيرًا ونحن نعيش بمفردنا.

وأنا أقطع الخضار وأعد المقلاة، سألتها بطريقة غير مباشرة، "إذن، هل يمكنكِ أن تخبريني عن السيدة التي غادرت للتو؟"

اقتربت مني السيدة سوي واستندت على طاولة المطبخ، وقالت بسخرية، "صدقني، لا تريد أن تعرف عنها."

ولكن فضولي لم ينتهِ، "همم... وماذا تعمل تلك السيدة؟"

ضحكت بخفة ثم قالت، "هي لا تعمل، بل تجعل الناس يعملون من أجلها."

أدركت أنها تسخر منها، لكنني واصلت الحديث، "إذن هي من عائلة نبيلة؟"

"بالضبط، السيدة لي يونغ جين وزوجها يملكان أفضل متاجر الملابس في المدينة. معروفون بمهارتهم في الخياطة جيلاً بعد جيل. انتقلوا إلى هذه القرية لقضاء العطلة الصيفية." أجابتني وهي تحكي لي بهدوء.

"الأغنياء السخفاء..." تمتمت وأنا أرفع كوب الماء لأشرب منه. ثم استدركت قائلة، "تخيل، عملت لديهم لمدة أربع سنوات، ثم طردوني لأن مستواي في الخياطة تدنى! هل يعرفون ماذا يعني أن يكون لديك خمسة أطفال وزوج؟"

ضحكت معها على سخافة الموقف، رغم أن القصة كانت حزينة في جوهرها.

ساد الصمت بيننا للحظات، وأنا منهمك في تحضير العشاء. كانت هناك فكرة تدور في رأسي، هل يجب أن أسألها عن الفتى أم أنني سأبدو غريب الأطوار؟

نظفت حلقي وسألتها في النهاية، "ذلك الفتى، هل هو ابنها؟"

نظرت لي باستغراب، "لا، لديهم ابن متزوج وفتاة صغيرة. أما هذا الفتى، فهو مساعدها الشخصي، كيم تايهيونغ. يلقبونه بعبقري الأزياء."

كيم تايهيونغ... حتى اسمه له وقع مميز في قلبي. ابتسمت دون أن أظهر لها مشاعري الحقيقية.

لقد كنت سعيدًا...

لقد كنت سعيدًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يتبع~

نَقّارُ الـخَشَبِ - مُكتمِله | ткحيث تعيش القصص. اكتشف الآن