الفصل السادس

43 5 56
                                    

لاشك أنه كانت هناك لحظات في حياة كل شخص منا جعلته يشعر بأنه حي
إلا أني لم أشعر بهذا و لكن بشعور مماثل له تقريبا .
في تلك القرية و بجانب ماركوس الذي لم يترك جانبي و زارني كل يوم بحجة أنه يريد شراء تعاويذ عادية . لاحظت أنه دوما ما كان يحضر زهور برفقته و يضعها بجانب شرفتي أين كنت استطيع مراقبة الأرجاء .

بالرغم من أني لم أعرف قط سبب فعله لهذا أو ما يخفيه حقا بداخله إلا أن هذا أرضاني لدرجة كبيرة و أزال عني وحدتي التي كانت سبب عقدي النفسية وعجزي الإجتماعي .

لقد انتهى الأمر فعلا .

أملت لو كان لي وقت إضافي .
حتى لو عنى ذلك معاناتي أكثر إلا أن هذا كان طبيعيا نظرا لأن البشر يميلون لما يؤذيهم دوما .
كنت أسقط بسرعة نحو أسفل المنحدر حتى أنني لم أدرك إلا بعد فوات الآوان أن حياتي منتهية هنا لامحالة.

كانت طريقا طويلة أليس كذلك ؟

عشت حياتي بطريقة غير مرغوبة بها و لم يكن بيدي حيلة.

لكن ربما كان الأمر يستحق كل هذا العناء ؟

فقد تمكنت و أخيرا من رؤية شيء جميل جدا.

فبينما كنت أشعر بنفسي تُجذب نحو الهاوية في حركة بطيئة و بشخص ما يبصرني من أعلى المنحدر مع جسدي المخدر ، وجدت نفسي أبتسم إبتسامة دافئة أظن أن أحدهم قد علمني إياها منذ زمن بعيد و أنا أناظر السماء .
تلك اللوحة من النجوم التي لا تعد و لا تحصى على الخلفية المظلمة ، بينما كان القمر مكتملا و معلقا عاليا في منتصفها ، تجعل الناظر لها يقع في حبها و يستبشر بعام جميل بعد سابقه .

لقد كان الأمر هكذا حقا.

لأن العالم سيعمه الثبات .
بعد تلك الليلة سيكون العالم فرحا . من المنطقي ، كيف لايكون العام بعد هذا العام عام فرح يسوده الهدوء و السلام لرحيل وحش مثلي حسب أقوالهم ؟

اه أنها نهاية الطريق بالفعل .


...
...
...




ظلام ، فراغ ، لا شيء .

في ذلك المكان المتكون من اللون الأسود بل غِربيبَ اللون ؛ و الذي هو حالك السواد ، أين لا تستطيع تمييز اليمين عن الشمال ، أنا كنت هناك .

أين أنا ؟ ما الذي أفعله هنا ؟ كيف أتيت هنا ؟

أسئِلة لا حصر لها توافدت داخل عقلي و أنا أشعر بنفسي أسابق المجهول .
ظللت أركض و أركض نحو الفراغ في ذلك الظلام .

 ' وَرقةُ خَريفٍ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن