خِنجرٌ وتلميِحٱت

2K 142 42
                                    



═════════ ❃ ═════════


"انسة ولتر يُرجى منك التوجه نحوَ الفصل العاشر"  هزت رأسها تخبرهم  أنها ستذهب بالفعِل،  سارت بخطى هادئة لا تسمح بتوترها الذي يأكل و ينهش داخلها يسيطر على الوضع.. هي في موسكو..

موسكو عاصمة روسيا.. عاصمة النظام السوفياتي...  تنفست بثقل حاولت إخراج قدر كبير من الهواء الذي لم تكن بواعية أنها قامت بحبسه أصلا...  أمالت رأسها ببطئ للخلف عند وصلوها أمام باب الصف...  ستلجُه و ستخبرهم بمن تكون... 

جامعة باتريك بروسيا كانت جامعة الاغنياء فقط..  تمتلك المال و الجاه لتسدد  النفقات مرحبا بك  في باتريك يعني  بذلك لا تخص فقط نوعا معين من الاصناف الغنية..  قُطاع طُرق..  سارقون..  مروجون للمخدرات..  أو حتىّ أمراء كذلك...  طالما امتلكت المال  ستخطو قدماك الجامعة...

لكنها هنا ليست لتدرس.. بل لتنتقم منه... اوليندا هنا لتنتقم...

دقت  الباب ثلاث طرقات سريعة متتالية و دلفَت للصف..  توقفت الاستاذة التّي كانت تهم بالصُراخ على أحدهم تصوب نظرها نحوها..  تقوم  بمسح شامل لهيئتها.. " تفضلي." إبتسمت نُجاري ابتسامتها المتكلفة بِواحدة أُخرى.. " شكَراً" شكرتها بخفوت تتقدم ناحيةَ  منصة شرح الدرس لكن صوتًا غير مؤلوف لها جعلها  تُدير رأسها  قليلا للمدرجات..

"رهان جديد..  " 

كالليمونة الحامضة بدى تمَاما لها..شعرٌ اشقر باهت و بشرة بيضاء اعمت عيناها البُنية  العسلية..  استدارت نحو الاستاذة التّي راقبت حركتها تلك

" هلا عرفتِ عن نفسك لهم"

ابتسمت بتصنع تُولي اهتمامها لما ستقول لهم ...  لكن ما استدارتها  وقعت عيونها  على هيئة مخيفة تجلس في  المقاعد الاولى.. هيئة ملك الموت لو كانت له هيئة.... تجاهلت نظراته المميتة و هي على يقين تام أنه روسيٌ لعين "اوليندا ولتر سررت بالانضمام لبتريك.." 

كذبت هي لن تكن مسرورة بالانضمام على كُل.. هي هنا لترد ديْنًا قديمًا  تنهيه كي تجمع بعد ذلك شتاتها تغادر...  "جيد اهلا بك انسة ولتر اختارِ مقعدًا لك و إستعدِ لأول حصة لك..  الدكتورة إميل" 

هزت رأسها  موافقة لها وسارت تبتعد عن منصة الشرح نحو المدرجات الاخيرة و كانت بعضها شاغرة.. اخذت من المقعد الاخير المرافق لنافذة  مغلقة تمامًا و جلست تريح جسدي المرهق بسبب الركض المتواصل في الصباح.. لم يوقظها أحدهم و هي تكفلت أمر المجئ للجامعة سيرًا على الاقدام، لنوضح الامر هي بالفعل متأخرة عن اول حصة لها بنصف ساعة لكن هل هناك من يهتم؟

النُبلاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن