part 01: رحلة الى أمريكا

40 3 0
                                    


"لا تستخف بالفأر مهما كان حجمه صغيرا فحتى إن كان الصيد لعبة القطة المفضلة قد تتسبب عضة واحدة من فأر سام بوفاتها"

.....................................................................................................................

أمريكا..نيويورك..
الساعة 05:00pm...

نزلت تلك الاسبانية من سيارة الأجرة بتعب ترفع شعرها عاليا لتستنشق بعض الهواء النقي لعل الدوار يقل لتتقدم من جهة السائق تطرق نافذته فأنزلها السائق يمد يده منتظرا اجره..

أدخلت يدها بداخل حقيبتها الصغيرة لتخرجها بعد ثوان لتلاحظ إتساع عينيه حين رأى الكمية الكبيرة من الأموال التي أخرجتها من حقيبتها الحمراء..فهو طوال مدة عمله كسائق اجرة لم يحصل حتى على نصف الكمية التي تحملها هذه الإسبانية بلا مبالاة..

اتكئت الأخيرة على نافذة السيارة تراقب ملامحه المتعجبة بدأً من حدقيتاه المتسعتين اللواتي تمنت لو يستخدمهم في النظر إلى الطريق إلى فاهه المتسع ثم لمسه لذقنه الملتحي بحيرة من أمره..

بالطبع كل من يرى ذلك المال سيندهش.. لكن بالنسبة لها فهذه كمية قليلة بالنسبة لما تتقاضاه من راتبها في العمل فكل مهمة تقوم بها سواء كانت عملية مهمة أو غير مهمة فهي تتقاضى مبلغا ماليا كبيرا تستطيع به شراء ثلاث فيلات كبيرة على أقل تقدير..لذا فالمبلغ الذي اخرجته من حقيبة يدها الحمراء تعتبره هي بمثابة البقشيش..

قال العجوز الأمريكي يعقد حاجبيه معا بإستغراب فظهرت بعض التجاعيد حول عينيه و جبينه متسائلا عن سبب اخراجها لكل هذا المال على حين غرة:

-"عفوا..آنستي؟..اليس هذا مال كثير؟..أ.. أنا لا أستطيع ان أقبل هذا-"

قبل أن يضيف الرجل كلمة اخرى قاطعته قائلة بلهجة إنجليزية جيدة تكاد تبدو أمريكية الأصل لولا مظهرها الإسباني الأصيل:

-"سيدي..من فضلك خذ المال و استقل من عملك..أعتقد أنك يجب ان تصبح متسابقا بدلا من سائق سيارة اجرى..فهذا العمل حقا لا يناسبك.."

لم تترك له مجالا للإجابة او للرد على ما قالته لتتوجه الى صندوق السيارة تتجاهله تماما..حسنا لم يكن سيجيب على اية حال فلو كنت مكانه و حصلت على مبلغ مالي كهذا فسأحرق لساني ان نطقت بكلمة اخرى رافضة للمال ..

اخرجت حقيبة السفر الحمراء خاصتها من صندوق السيارة تجرها على الرصيف بينما اقلع السائق بسيارته دون ان ينطق بأي كلمة اخرى لتصعد هي الدرج المؤدي الى منزلها الذي اشترته مؤخرا..

بخطوات واثقة تطرق كعب حذائها الأحمر على الدرج بينما الرياح تحرك معطفها الأحمر الجلدي و خصلات شعرها البني تلاطف ملامح وجهها الدقيقة..

Senoritaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن