part 03: أعين آثمة

4 1 0
                                    


عيناكَ عالمان ساحران..
فأنّى لي الإختيار بين بحر هائج و غابة راكدة..
أنا ضائعة بين عالميك الآن..
لست أنتظر من شخص أن ينقذني من هذا الضياع..
فقد أحببت شعور الضياع في سحر عيناك ..

...................…………………………..………………………………………………....

أمريكا..نيويورك..
الساعة07:45...

-"صباح الخير ايتها الفاتنة.."

-"صباح الخير سيد ماكس"

نظر لها الأشقر بعدم رضا ليجلس على الكرسي الذي يقابلها تفصل بينهما تلك الطاولة الصغيرة المستديرة..فقد اتصل ماكس صباحا كي يدعوها لشرب القهوة معه في مقهاه المفضل و لأنها لم تستطع الرفض فقد أصبحت الآن هنا معه..

تجلس في الكرسي المقابل له ترتشف من كوب قهوتها المرّة برقي بينما تضع قدما فوق الأخرى..في الحقيقة هي لم ترد المجيء الى هنا اليوم و مقابلته فهي تجبر نفسها على أن تكون لطيفة معه فقط كي تكسب ثقته..و كي لا يقطع رأسها الآن بسبب إنزعاجه منها فرغم بلغ صبر عشيرة رايفن وود الا أنهم قد يقطعون رأسك في اللحظة التي تزعجهم فيها..

مجرد التفكير في إحتمالية أن يتم قتلها الآن بتلك الشوكة الموضوعة فوق الطاولة بسبب خطأ صغير يجعلها تختنق من التوتر..فأن تموت طعنا بشوكة في عنقها لهو إهانة كبيرة لها..

لمست إيزابيلا عنقها بتوتر فهي حقا تشعر بالإختناق من مجرد التفكير بذلك لذا حولت أنظارها نحو النافذة على يمينها تراقب شوارع أمريكا الواسعة بهدوء رغم صخب الشوارع في الخارج الا أن هذا المقهى يتميز بهدوء غريب سيشعرك بالإختناق إن كنت تكره الأماكن الهادئة..

لاحظت نادلة شابة لابد أنها لاتزال في المدرسة لصغر سنها فهي تضع دفترا صغيرا في الجيب الامامي لمريلتها البيضاء بينما تردد بعض الكلمات تحاول حفضها لذا لابد انها تعمل بدوام جزئي لتدفع رسوم دراستها..

إقتربت منهما تلك النادلة لتسأله بإحترام عن طلبه لتأخذه ثم ترجع بعد دقائق بقهوة أمريكية مثلجة تحملها في صينية حديدية صغيرة فإيزابيلا قد وصلت الى المقهى قبله بعشر دقائق ولذلك فقد أخذت احدى النادلات طلبها قبل أن يأتي..شكرها ماكس ببرود ليحول نظره بإتجاهها ليسألها بإبتسامة لطيفة تعاكس برودة تعامله مع النادلة قبل قليل:

-"إيزابيلا..لما لا تضيفين السكر في قهوتك؟..أتحبينها مرّة؟"

اومأت له الأخيرة برأسها لتضع كوب القهوة فوق الطاولة لتردف موضحة له بنبرة هادئة:

Senoritaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن