انتفض من نومه وهو جاحظ العينين مما رآه ومما سمعه أذانه، كان الجملة تتكرر مِرارًا وتكرارًا.
_مقتلتهااش، مقتلتهااش.
كان صدره يعلو ويهبط أثر الإنفعال، مد يده نحو "الكومود" وأخذ كوب الماء ليرتشف منه ليهدأ قلبه قليلًا وتذكر ماحدث منذ ثلاثة أعوام.
كان يجلس وهو أمامه يُحقق معه قائلًا:
_أنت كنت وقت وقوع الجريمة.
_كنت عند أمي الله يرحمها بزورها.
قالها وهو مرتبك ويفرك بيده من فرط التوتر، قال الأخر متسائلًا:
_مشيت من المقابر إمتى؟
أبتلع ريقه قائلًا:
_الساعة اتنين بعد الضهر.
أومأ له بتريث وقال:
_بما أنك جارها تفتكر في حد شاكك فيه، يعني أكيد لاحظت حاجة غريبة.
صمت لوهلةٍ وقال بتذكر:
_مش فاكر، بس كان حد هي حكتلي عنه كان قريبها من الأرياف تقريبًا، وكان عايز يتجوزها وهي هربت منه.
_غريبة أنها تحكيلك يعني حاجات عن عيلتها وخصوصيتها، هي كان إيه علاقتكم؟
_إحنا كنا صحاب عادي، يعني أتعرفنا على بعض كان في حد في المنطقة مضايقها ودافعت عنها ومن هنا أتعرفنا.
أومأ له وقال متسائلًا مرةً أخرى:
_كنت فين الساعة تلاتة؟
_كنت.. كنت في الكافيتريا.
قالها بتذكر ليردف الأخر قائلًا:
_تفتكر إيه علاقة رقم تلاتة اللي مكتوب على حيطان الشقة!
صمت ونظر في اللاشئ يبدو أنه شرد وقال وهو مازال شاردًا:
_مش عارف.
نظر له الأخر يُحاول أن يستشف في حديثه وتعبيرات وجهه الكذب ولكن لم يرى شئ، فلذلك قال وهو يعتدل:
_تمام، إتفضل تقدر روّح يا أستاذ "مهاب".
نهض" مهاب" الذي كان شاردًا فيما قاله الظابط وقال في سره:
_معقول! الخنشعيون!
أما بالداخل فكان قد طلب من مساعديه أن يراقبوا "مهاب" ويتحروا عن تلك الأماكن التي كان بها يوم وقوع الجريمة، وبعد خروجهم شرد في تعبيرات وجه الأخر الذي كان مرتبك لم يعلم هل يرتبك لأنه الجاني أم لأنه أثر التوتر.
YOU ARE READING
حكاية كل جمعة!
Contoالدنيا رحلة، رُبما تكون صعبة ورُبما لا، مد يدك إليّ لآخذك إليها.