كان يُفكر في حل لتلك المُشكلة لكن لم يجد فطلب من أصدقائه أن يجلسوا سويًا في الكافيتريا ليسرد لهم ماحدث وليفكروا معه في حل لتلك الأزمة!
ذهب بالفعل إلىٰ الكافيتريا وكان أول من يأتِ، جلس في مكانه المُفضل كرسي بجانب النافذة الزجاجية المُطلّة علىٰ النيل،
كانت الكافيتريا تصميمها كلاسيكي كانت الحوائط تنقسم إلىٰ نصفين النصف العلوي باللون الأبيض والنصف السفلي كان خشبًا باللون البُني وكانت تُزين هذه الحوائط صور للفنانين القدماء مثل أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، فيروز، وردة، ميادة الحناوي، بليغ حمدي وغيرهم من الفنانين
كان في زاوية الكافيتريا آلة لتشغيل الموسيقى تُسمىٰ _ البشتختة_ وكان يوجد أغنية لأم كلثوم بصوت منخفض
وكان يوجد جيتار مُعلّق علىٰ الحائط في النصف العلوي
كان زياد ينتظر مجيئ أصدقائه مرّ بضع دقائق وبالفعل رآهم يدلفون إلىٰ الكافيتريا وتوجد إبتسامة على وجوههم، إبتسم تلقائيًا عندما وجدهم يدلفون ووجد تلك المجنونة تجري بحماس قائلة
_نص فرخة مشوية يا بني الله يكرمك
_مالك يا مريم همك على بطنك كدا ليه!؟
نظرت له مريم بعبوس
_بقولك متكلمنيش انا واحدة لسة فايقة من صدمة بقا سيبني
_صدمة إيه؟ إطلقتي يا مريم؟
_لا يغالي مريم إتخزوقت
هكذا نطقت حورية وهي تجلس جانب مريم
نظرت مريم لها بتذمر وهي تقول
_والله إنتوا عيال مش جدعة وأنا غلطانة إني قاعدة معاكم
ضحكوا على منظرها الطفولي هذا ليقول زياد أخيرًا بعدما حاول أن يتماسك ولا يضحك حتى لا تحزن
_طب خلاص يا مريم إتخزوقتي من مين وليه؟
تنفست بعمق قائلة
_بص يابني عشان أنتَ شكلك العيل الوحيد اللي بتفهم في الشلة دي، أمي كانت وعدتني بصينية مكرونة بشاميل ومعملتهاش، مش ليا حق أزعل؟
نظر لها زياد ببلاهة وهو يقول
حقًا حزينة لأجل ذلك؟
_لا دا أنتِ أحزانك صعبة بشكل،أتمنى متمثليش دور الحزينة تاني عشان مش لايق صدقيني
نظرت له بتذمر قائلة
_دا أنتَ عيل مش بتفهم بصحيحبعد مدة قليلة عمّ الصمت المكان وظهرت ملامح الحُزن علىٰ وجه صديقهم زياد
_زياد، يابنيي مالك روحت فين!
إنتبه زياد لمازن الذي يُحرِّك يديه أمام وجهه
_لا مفيش سرحت شوية بس
_مم سرحت ماشي ياسيدي إسرح براحتك
كانت تتحدث مرام وهي تغمز له بمشاغبة
نظر لها بتشنج وهو يقول
_أنتِ إتعديتي من مريم يا مرام؟ أنتِ كنتِ أهدى من كدة في إيه
_فكك منهم دلوقت يسطا وقولنا مالك
كان أحمد هو الذي تحدث ليقول زياد بعدما تنفس بعمق
_مافيش ياسيدي الفكرة كلها إني مديون
_مديون بكام يعني؟
قالتها مريم وهي تأخذ رشفة من عصير المانجا
_سبعين ألف جنيه يا مريم
سعلت مريم تلقائيًا عند سماع هذا المبلغ وإتسعت حدقتيها لتقول
_سبعين إيه يغالي؟!
أغمض عيناه يُحاول أن يتمالك نفسه حتى لا يغضبها
_إهدي يا مريم خلينا نشوف في إيه؟
أنتَ كنت بتعمل اي بالمبلغ دا يا زياد
هكذا نطقت حورية أخيرًا
_تشطيب شقتي، إشتريت شقة وكدا في إسكندرية فقولنا نشطبها وفعلًا إتشطبت بس لأن الراجل اللي شطّبها صاحب أبويا فـ سايبني على مهلي عقبال ما أحوّش قرشين
ربّت عليه مازن وهو يقول
_عادي يا عم هتتحل متقلقش، متشيلش هم أنتَ بس وكل حاجة هتكون بخير
_يا ربّ يا ربّ يا مازن
YOU ARE READING
حكاية كل جمعة!
Kısa Hikayeالدنيا رحلة، رُبما تكون صعبة ورُبما لا، مد يدك إليّ لآخذك إليها.