كانت تركض في الطرقات الذي يسودها الظلام الدامس، لا تعلم في أي مكان تذهب إليه لتشعر بالأمان، والمكان الذي ترعرت فيه لم تشعر بذرة أمان يبث الطمأنينة في روحها!
توقفت عن الركض وهي تتنفس تحاول تجمع قواتها لتكمل، ولكن إستمعت لخطوات قادمة!
فكرت إنه من الممكن أن يكون هو!
إختبأت في مدخل العمارة لترى شخص طويل القامة عريض المنكبين كان يبحث عنها
وضعت يدها أمام فمها لتهدئ من أنفاسها قليلًا!
رأته مرّ من العمارة كانت تود الخروج ولكنها خشت
خشت من ذلك الشخص أن يراها ويأخذها مرةً أخرى إلى الجحيم أو رُبما إلى اللعنة!
جلست على الدرج تتذكر ما مرّت به لتكن بهذه الحالة!
بكت بحسرةٍ على حالها، لا تعلم لماذا تواجه كل تلك العواقب وحدها دون أب يحميها!
ظلت على هذا الحال حتى غلبها النعاس!
فتحت عيناها ببطئ لتجد نفسها في غرفة بسيطة، لم تكن غرفتها
ظلت تنظر حولها تحاول أن تتذكر أي شئ!
نهضت بتثاقل لتفتح الباب لتجد سيدة كبيرة في منتصف الأربعينات تُحضر الفطور عندما رأتها إبتسمت لها قائلة
_صباح الخير يا حبيبتي، تعالي أقعدي إفطري
إبتسمت لها الفتاة لتتقدم بخطواتٍ مرتبكة لا تعلم من تلك السيدة ولكن ظهر على وجهها البشوش الطيبة!
كانت هكذا تُحدث نفسها لتبث الطمأنينة في روحها
_أعملك شاي؟
قطع حديثها مع نفسها سؤال السيدة
_لا، شكرًا
هكذا تحدثت الفتاة بإبتسامة ثم قالت بتساؤل بعدما حمحمت ليظهر صوتها أكثر وضوحًا
_بس إيه اللي حصل إمبارح؟
جلست السيدة بجانبها وهي تضع بجانبها الخبز وقالت
_جوزي إمبارح كان جاي من برة شافك نايمة على السلم حاول يصحيكي بس معرفش
فقام شالك وجابك هنا، أومال أنتِ إسمك إيه؟
_مـ.. مريم
كانت تتحدث بتوتر لا تعلم ماذا تفعل في ذلك الموقف
خرج رجل يبدو عليه إنه في أواخر الخمسينات من عمره!
كانت ملامحه هادئة وحادة نوعًا ما كان يرتدي بدلة سوداء
دومًا تكون ملابسه هكذا
نظر لها نظرة لا تعلم المغذى لها ظنت أنه يعرفها فلذلك نظر إليها هكذا
جلس على رأس المنضدة وقال بهدوء تام وهو يأخذ الخبز
_كنتِ بتعملي إيه بليل كدا؟
حسنًا لو كان قاصدًا إخافتها فـ بالفعل قد حدث ذلك!
_كـ.. كنت تايهة
لا تعلم لماذا لم تقل الحقيقة ولكنها خشت أن يفرض عليها أن تعد لهم مرةً أخرى
_تايهة؟ لو عيل صغير قولتيلوا كدا صدقيني مش هيصدقك
في الحقيقة هو مُحقًا ولكن لا تعلم ماذا يجب عليها أن تقول ولكن فضّلت أن تقول له الحقيقة دون كذب ففي النهاية لا مفرٌ من هذا
_كنت هربانة من أهلي
كانت تتحدث بتوتر وتراقب إنفعالات وجوههم
صُعقت السيدة ونظرت لها بصدمة أمّا هو كان يأكل بهدوء منتظرًا أن تُكمل حديثها ليقول
_قولي ومتخافيش
تنهدت بعمق وهي تقول
_إسمي مريم الشربيني عندي ٢٥سنة، أمي أتوفت فـ أبويا راح يتجوز واحدة عشان ميسبنيش بس ياريته ما أتجوزها
كانت في الأول كويسة جدًا، وكانت تهتم بيا، بس بعد ما فات شهر إتغيرت ١٨٠درجة!
تعاملني وحش، تضرب، تزعق، تعمل أي حاجة عشان بابا يعاقبني وكان فعلًا بيعاقبني بالضرب وتهزيق وهي كانت بتكمل عليه كل يوم، حتى لو من غير سبب!
لغاية ما إتقدملي عريس إبن أختها، بس مش كويس مش مناسب ليا، أنا أه عايزة أبعد عن بيت أهلي بس أروح لداري الآمن مش اللي هيغدر بيا زيهم!
فهربت مكنش عندي حل إلا كدا، وفعلًا هربت ودخلت العمارة هنا لما لقيت حد ماشي ورايا كنت عايزة أمشي بعد ما هو مشى بس خوفت من إنه يشوفني ووقتها عقابي هيكون أصعب!
أنا لما بس حاولت أرفض عاقبوني!
كانت السيدة تستمع لها بشفقةٍ أمّا عو كان يستمع لها بهدوء
قائلًا وهو ينهض
_كُلي، كُلي يا مريم وبعد ما تاكلي تعالي البلكونة.
YOU ARE READING
حكاية كل جمعة!
Cerita Pendekالدنيا رحلة، رُبما تكون صعبة ورُبما لا، مد يدك إليّ لآخذك إليها.