الثاني.

35 17 3
                                    

بعد عقد ونصف
"خمسة عشر سنة وثلاثمائة وسبعة وخمسون يومًا"

تصطدم السماء بقمته، تحتضن النجوم ابراجه، قصر ذو علو شاهق قمته قد اخترقت السحاب وعلت، احجار جدرانه متراصفة بدقة متناهية لا مثيل لها، حجمه العملاق يفوق سبعين حوت من بحر نيمافاي، هندسته العجيبة طغت على حجمه المهول دهشة فما من كائن تقع عيناه على تفرعاته وتموجاته الا وتوقف مبهورًا، يتكون من ثلاثون برجًا نهايتهم قبة سماوية كقصور السلاطين بطريقة عصرية مطورة، تحيطه دروع مكونه من الآلاف من مخلوقات ¹'المينوتور الضخمة بدل عن الأسوار، تتجمع كافة الطيور الغريبة اعلى قممه وجدرانه وتنشد فيما بينها لغة غريبة اصبحت لحنًا لسكان هذا القصر ..لو وجدوا، يعتليه نور سماوي من الأعلى وهالة سوداء من الأسفل!

يضيع داخله الايلي اكثر من اسوار روبروم واي ايليمنت من العامة يجرؤ على الضياع فيه؟ إن كان متاهة او لم يكن! فعهد نوره قد مضى ولم يشرق الخير لظله قط، فالظلام الذي يقبع داخله لم يكن اشد ظلامًا من دهاليز رافليسيا لكنه ملعون كفايه ليبث الضيق في فجوات ارواحهم الساكنة لتنفر بعيدًا، ترتجف الشموع ولا تشتعل في جوفه ولا الطاقة كافيه بان تنيره.

وصلت دقه مصممه ليضع قاعة العرش في المنتصف تمامًا فإن قارنت بين الجانبين ستقع على تطابقهما من الكيلو مترات والمترات والسنتيمترات والملم، وهكذا الصقت اقدام العرش الحديدية في نهاية هذه القاعة الفسيحة بالمنتصف كذلك، كرسي الملك ..

مهيب ضخم بتاج طويل يغطيه قماش ذو لون ارجواني قاتم من الموهير الثقيل اللامع المصنوع بشعر ماعز ²'الفونوس وتشع من خلف العرش هالة مضيئة فيبرق كالشمس في الوسط بسبب النافذتين على جانبيه بين آلاف الستائر المغلقة، لكنه فارغ ..ثمانون عامًا مضت ولم يجلس ايليمنت على سطحه فلم يحكم زيراف اي ملكًا منذ ذلك الحين ..

تقرع الطبول فتوحي بضيوف قادمين وعبر احدى النافذتين المفتوحتين جونغلير بايروكاف رجل في مقتبل قرنه الثاني يسير عابرًا الباحة الأمامية في الاسفل من خارج القصر لداخله، بلحية شيباء منعقدة بضفيرتين وخصيلات شعر متموجة من الجانبين تصل حد نصف نحره، ضخم مقدام يرتدي عباءة بيضاء ويشع وجهه كالملائكة في هذا العصر، تتبعه آرجينتي نيكولاف على يساره بنصف عمره ذات ضفيرة رمادية وعدستين لا تفارق عيناها الفضية وملامحها الجادة، ترتدي قبعة سوداء وردائها اسود وشديم ضئيل الحجم من المكاك البربري يلاصق كتفها كصغيرها الأول، بنّـي مائل للأصفر ويميل لون الجوانب السفلى من وبره للون الرمادي الفاتح ولون وجهه وردي غامق وبعض الألوان منتشرة من انفه الى باقي ملامحه كذلك على ظهره ولا يمتلك ذيلًا، وعلى يمينة يسير ثلاثة اقزام واحد يرتدي اللون الخردلي ويترأسهما بملامح متورمة فاخرة والثاني فيروزي والثالث احمر والذي يتعثر كل حين فيعرقل سير رفاقه، وخلفهما عدد لا بأس به من الرقباء حراس قلعة نوڤاستيلار.

سولماجني؛ انتفاضة قزححيث تعيش القصص. اكتشف الآن