الرابع.

27 15 3
                                    

الشمس ..وما هي؟ حجر ضخم مضيء في السماء يرسل النهار الى الأرض، يقال اذا انطفئت روبروم فلن تمد الشمس بالنور ولن يطلع على سولماجني نهار غد، هكذا جاهدت روبروم بألا تنطفئ ليصل نور الشمس الى جميع بقاع الأرض لكنها لم تكترث بتلك الأرض ..التي حجبت النور عنها بضبابها الأسود!

يرتدون الاغلال في معاصمهم كما لو انهم يرتدون الأساور الفضفاضة، ستنكسر هذه الاغلال فقط لو كسرت الدائرة والدائرة كسرها باطل! اي مستحيل، هذا الشعار قائم على أرقاء نيبولا لا شعبها لأن شعبها قد انقرض حالما حل الظلام عليها، كل ايليمينت هنا بدأ عمله منذ الفجر دون أحتجاج بملامح متعبة متسخة وأجساد منهكة حد الهلاك، ليس هنالك من يجلس بلا عمل حتى الأطفال والمسنين يعملون عدا من هم دون سن الخامسة، الأطفال تخشنت أيديهم الصغيرة وتحدبت ظهورهم بسبب المعدات الثقيلة ونقل الماء على أكتافهم من البئر حتى القصر، الكبار في السن بعضهم يطهون الطعام للعمال وما تبقى يعمل على خياطة الأقمشة في الداخل، والرجال منهم كانوا يحفرون الأرض بحثًا عن النحاس الألماس والأحجار الكريمة، لسبب ما ..كان حاكمهم يأمر بالتنقيب عن كمية من الأحجار كل يوم!

في قاع حفرة عميقة كان يقف روسا ذو السابعة عشر عامًا وهو يحفر الصخور بالفأس والعرق يتصبب من كامل جسده ثم يضعه على الأرض لوهلة ليمسح المياه من على جبهته ويأخذ نفسًا طويلًا ومن ثم يعاود العمل، رفع انظاره المنهكة ليلمح ظلها من بعيد وهي في الأعلى فتحرك قليلًا من بقعته وغير وجهته ليراها بوضوح اكثر دون أن ينتبه اليه الأتباع الذين يقفون فوق رؤوسهم ..

ها هي ذا ..تحرث الأرض وتشد ثوبها كي لا يضايقها وتربط شعرها الأحمر بوشاح اسود، تحدق بالأتباع بحذر وعندما يديرون ظهرهم اليها وبلا ان تثير انتباه المراقبين على الابراج تسخر منهم بحركات صامتة لتجعل الأطفال يقهقهون وسط أحزانهم ..

-لا حاجة لنيبولا بالشمس.

تمتم بهذه الكلمات بين شفتيه لترسم ابتسامة شبحية وعيناه تلمع خارج ظلامه، التفت أحد الأتباع فجأة اليها وحدق بها بريبة لكنها تلافته بحذاقة فلم يراها وهي تضحك، نفضت الأنظار والشكوك عليها وكأنها لم تفعل شيئًا ..

حذار من الضحك! لا يسمح بالضحك هنا ..فلا تضحك!! أرض الضباب تكره الضحك! وتنبذ السعادة عن عبيدها ..

نفخ في البوق احدهم دالًا هلى توقف العمل لبضع دقائق فقد حان موعد الغداء، رمى روسا بالفأس جانبًا ومسح على وجهه وقد اتخذ خطواته للأعلى فاستوقفه الطفل الذي عوقب والده بدلًا عنه ورمي بالسجن يبكي ورجل عجوز يهون عليه فيقول له بصوت منخفض:
-لا تقلق، يومًا ما سوف يثأر أحدهم لنا ولن يستطيع الأتباع أن ينجو بفعلتهم.

-لقد نسي امرنا، ما خلف السور سوى رماد وما من حي سينجدنا فلا تمنح لطفلٌ املًا ايها العجوز فالأمل نصله حاد اكثر من السيف!

سولماجني؛ انتفاضة قزححيث تعيش القصص. اكتشف الآن