Chapter Three 🪻

296 18 11
                                    

استيقظت جيان مين صباحًا في شقتها الصغيرة. تسلل ضوء الفجر الخافت عبر الستائر السميكة، ملقيًا بظلال ناعمة على الجدران، مما أضفى على المكان هدوءًا وسكونًا يشبه الحلم. فتحت عينيها ببطء، محاولةً التخلص من آثار النوم الثقيلة التي لا تزال تثقل جفونها، وقامت بإيقاف المنبه. شعرت بثقل في صدرها بسبب خوفها من احتمالية عدم قدرتها على إيقاف حبكة الفيلم.

ألقت نظرة على الساعة بجانب سريرها، والتي أظهرت الخامسة. نهضت من السرير ببطء، ومدّت عضلاتها المتعبة، محاولةً التخفيف من التشنجات الناتجة عن النوم غير المريح. شعرت بالبرد قليلاً، فتناولت سترة خفيفة كانت ملقاة على كرسي بالقرب من السرير وارتدتها. الغرفة هادئة، ولم يكن هناك سوى صوت خافت لحركة المرور في الشارع أدناه.

اتجهت نحو الحمام، حيث فتحت الصنبور وبدأت تغسل وجهها بالماء البارد، محاولةً طرد آثار النوم من عينيها وإيقاظ حواسها. بينما تدفق الماء البارد على وجهها، شعرت بشيء من الانتعاش، لكنها لم تتخلص من الإحساس الثقيل بالتعب النفسي. نظرت إلى المرآة، ترى ملامحها الجديدة التي بدأت تألفها بعد تجسّدها في جسد جيان مين.

جسد جيان مين يجسد الجمال الأنثوي بملامح رقيقة وناعمة. عيونها الزرقاء كانت كالبحر العميق، تضج بأسرار لا تنتهي وجاذبية تأسر القلوب. شعرها الأسود كالليل الداكن كان ينحدر بسلاسة ونعومة على كتفيها، يعانق رقبتها وينسدل كالحرير، يضفي على مظهرها هالة من الغموض والسحر. خصلات شعرها تتمايل برقة مع كل حركة تقوم بها، تنثر عبيراً فاتناً يملأ الأجواء، وكأنها نجمة تتلألأ في سماء الليل الصافية، مما يجعل كل من يراها يشعر وكأنه أمام لوحة فنية متقنة التفاصيل. رغم جمالها، كان التعب واضحًا على وجهها من قلة النوم بسبب التفكير المستمر في الآونة الأخيرة. الأفكار تدور في رأسها بلا توقف، تتساءل عن حياتها السابقة وما الذي ينتظرها كـ"جيان مين".

بعد غسل وجهها، التقطت منشفة ناعمة وجففت بها بشرتها بلطف، محاولةً أن تبعث الانتعاش في وجهها. كانت خطواتها هادئة ودقيقة، بينما نظرت إلى المرآة وتفحصت انعكاسها. شعرت وكأنها تتطلع إلى وجه غريب، غير متأكدة من كيفية التكيف مع هذا الجسد الجديد . استعدت ليوم مليء بالتحديات ، حيث يتطلب منها التكيف مع حياتها الجديدة. عرفت أن هذا التغيير يتطلب منها القوة والشجاعة لمواجهة ما يخبئه القدر، لكنها في نفس الوقت شعرت بعمق الوحدة والحيرة. كيف يمكنها التعامل مع هذا الواقع الجديد ؟

لم تمتلك أي فكرة عن الطبخ. لم تدخل المطبخ في حياتها ولو لمرة واحدة. لطالما أحاطتها الخدم والحشم، نظراً لثروتها الكبيرة ومركزها الاجتماعي المرموق. دارت حياتها في فلك من الراحة والترف، حيث تولى الآخرون جميع المهام المنزلية، من تنظيف وتدبير الأمور اليومية إلى إعداد الطعام. اعتبرت المطبخ مجالاً بعيداً عنها، لا يحتاج إلى اهتمامها أو حتى معرفة كيفية التعامل معه.لكن بعد تجسّدها في جسد جيان مين، تغيرت الأمور جذرياً. وجدت نفسها في وضع جديد تماماً، بدون وسائل الراحة السابقة. كان عليها التكيف مع ظروف جديدة، ومن بين هذه الأمور، جاء الطبخ كتحدٍ كبير. لم تمتلك أدنى فكرة عن كيفية التعامل مع المطبخ، إعداد وجبات، أو حتى استخدام أدوات الطبخ الأساسية.لذا، قررت أن تبدأ بأبسط الأمور الممكنة.

أنا الشريرة التي ستقتل على يد البطلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن