Chapter Four 🪻

415 36 9
                                    

دقت باب المكتب برقة، فرفع عينيه عن الشاشة وقال بنبرة هادئة وباردة : "تفضلي بالدخول 'مين' ".

دخلت 'مين' ، السكرتيرة، بخطوات واثقة، وهي في قمة أناقتها. ترتدي فستانًا أسود ضيقًا يبرز قوامها الرشيق، وشعرها البني المموج منسدل بحرية على كتفيها. تبدو كما لو أنها خرجت للتو من أحد الإعلانات التجارية للموضة. اقتربت من المكتب وسألت بنبرة ناعمة، "طلبتني يا سيدي؟"

رفع عينيه نحوها، مشددًا قبضته على القلم الذي يمسك به، ثم قال بهدوء مبطن بالجدية، "نعم، 'مين'. أريد أن أتحدث معك في موضوع حساس."

شعرت  بتوتر طفيف يسري في أعماقها، لكنها حافظت على ابتسامتها المعتادة وسألت، "ما
الأمر؟"

بمجرد أن التقت عيناها بعيني المدير، شعرت ببرودة تسري في عروقها. نظراته ثابتة، بلا تردد، وكأنها تخترق حجب أفكارها. لم ينبس ببنت شفة في البداية، مما زاد من توترها. بدا وكأنه يستمتع بتعذيبها بالصمت، يلعب بأعصابها كما يلعب القط بفريسته قبل أن ينقض عليها.

بعد لحظات ثقيلة من الصمت، تحدث أخيرًا، لكن كلماته  مثل شفرات حادة تقطع الهواء، " 'مين'... لقد كنت أفكر فيكِ كثيرًا مؤخرًا."
صوته هادئ لدرجة أنه جعلها تشعر بالخطر أكثر من أي صراخ ، أشبه بصوت الأمواج الهادئة التي تخفي تحتها عاصفة مدمرة.
لم تعرف كيف ترد، فالتزمت الصمت، لكنه واصل الحديث وكأنه يشرح أمرًا بديهيًا، "أنتِ تعرفين أنني لا أحب الخيانة، أليس كذلك؟"كلما تحدث، يزداد توترها. شعرت بأن هناك شيئًا غير طبيعي في هدوئه.

لم  يرفع صوته، لم  يظهر أي غضب، لكنه كان مرعبًا أكثر من أي شخص آخر قابلته في حياتها.
كان هدوءه قاتلًا، كأنه ينتظر اللحظة المثلى للانقضاض. ثم ، وببطء شديد، نهض من مقعده. اقترب منها بخطوات ثابتة كـ نمر يترصد فريسته.
نظراته لم تفارق وجهها، و عيناه تخبرانها بما هو قادم دون أن ينطق بكلمة.
كلما اقترب،  تشعر بأن قلبها يخفق بسرعة أكبر، وأن الهواء من حولها يزداد ثقلًا.

عندما وقف أمامها، "أتعرفين،؟ لقد كنتُ أستمتع بمراقبتكِ طوال هذه الفترة. تعتقدين أنكِ ذكية، ولكنني أعرف كل شيء."

ابتسم ابتسامة خفيفة، لكنها خالية من أي دفء، مجرد قناع لإخفاء نواياه الحقيقية.  ليلى تشعر بالخوف يتسلل إلى كل جزء من جسدها. لم يكن يرفع صوته أو يستخدم القوة، لكن طريقة حديثه ونظراته كانت كافية لتحطم أي مقاومة بداخلها. حاولت أن تدافع عن نفسها، أن تنكر، لكن الكلمات خانتها، و  فقدت قدرتها على التفكير بوضوح تحت وطأة هذا الضغط النفسي الهائل.
تقف و  تعتريها ملامح القلق التي حاولت إخفاءها وراء قناع من الثقة الزائفة.نظراته الثاقبة كانت مسلطة عليها، وكأنها شعاع ليزر يحلل أدق تفاصيلها. ثم، دون أي تردد، قال بصوت منخفض وهادئ، " لقد جاء الوقت لأضع حدًا لهذه اللعبة."
شعرت  برعشة باردة تسري في جسدها. حاولت الابتسام كما اعتادت، لكن ملامحها خانتها. "ماذا تقصد، سيدي؟" سألت بصوت مليء بالارتباك والذعر الذي بدأ يتسلل إلى أعماقها
مع مرور كل لحظة،  الخوف يتغلغل في قلبها ، يلتف حوله كالأفعى، يضيق الخناق عليه ببطء. شعرت ببرودة تتسلل إلى أطرافها، وكأن الدم قد توقف عن التدفق في عروقها. لم تكن قادرة على تحريك عضلة واحدة، كانت عاجزة، مقيدة بقوة الرعب الذي استولى عليها. 
عيناها تتسعان شيئًا فشيئًا مع كل حركة يقوم بها 'جين يون '، ومع كل خطوة كان يخطوها نحو الخزانة، قلبها ينبض بسرعة مفرطة، يحاول الفرار من صدرها.
عندما أخرج المسدس، شعرت وكأن الأرض قد انشقت تحت قدميها. لم تستطع تصديق ما تراه. هذا الرجل الذي تظنه باردًا ومستغرقًا في أعماله، كشف الآن عن وجه قاتل لا يعرف الرحمة. صوته الهادئ، الذي كان يحمل نبرة قاتمة، زاد من حدة خوفها. حاولت أن تجد كلمات، أي شيء لتقول، لكن شفتيها لم تتحركا، الصدمة قد جمدتهما في مكانهما.

أنا الشريرة التي ستقتل على يد البطلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن