Part||1||جيش

82 2 1
                                    

في احدي الليالي الباردة لا يُسمع سوي صوت بكاء فتاه في احدي مساكن سيول
كانت تبكِ بحُرقة علي حالها و بسبب ألم جسدها

"لكن ماذا فعلت ليحدث بي كل هذا اردت فقط ان اعيش شبابي مثل باقي الفتايات لماذا اتعرضت للضرب ماذا فعلت لكل هذا"

كان تتحدث بذلك الكلام وسط شهقاتها التي لا تتوقف علي الهدوء من شده ألمها النفسي و الجسدي تمنت ان ينقذها احد مما هي فيه او تموت أيهما اقرب لها

"ميلين فلتأتي لتناول العشاء"

كان ذلك صوت والدتها الذي قطع تفكيرها و هي تخبرها ان العشاء جاهز
مسحت دموعها بخشونه و خرجت لتتناول الطعام و كم تمنت ان يكون به سُم لتموت و تنتهي من ذلك الجحيم

عندما خرجت من غرفتها كان اول ما قابلها اخيها الصغير و هو يركض عليها

"اختي العزيزة لماذا تأخرتي"

حاولت كتم دموعها من الانسياب بعد سؤال أخيها الصغير الذي حطم كل فتات قلبها التي جمعتهما بصعوبه
لكنها تنهدت بنظره مكسوره و أردفت بـ

"لا شئ عزيزي فقط كنت امشط شعري"

أومأ لها بتفهم ثم ابعدت مفسح لها المجال للذهاب إلي طاولة الطعام
عندما جلست قابلها وجه والدها المشمئز منها و بعدها جلست بجوارها والدتها
وضعت امامها صحن من شرائح اللحم المقدد بالزبده التي تعشقه
"تناولي هذا عزيزتي انه صحنك المفضل، لا بد انك فقدتي الكثير من الطاقة"
قالت ذلك بوجه حزين علي حالة ابنتها لكن ماذا تفعل الواقع المرير هذا لا يمكن تحسينه و هو طبع والدها

"ليس لدي شهيه فقط سأشرب بعض اللبن مع بعض قطع البسكويت"

قالت ذلك بروح مكسوره
اومئت لها والدتها فهي تتفهم ما هي به

كان الصمت سيد المكان إلا ان قال والدها بصوت متعجرف

"لا يوجد ذهاب للجامعة بعد الان"

فور انتهاء والدها من لفظ كلماته سقط من يدها كأس الحليب ليتحول إلي أشلاء علي الأرض من صدمتها

بدأت تنفي برأسها بقوه و دموعها عادت بالنزول و هي تقول بترجي

" لا لا ارجوك أي شئ سوي جامعتي اعدك اني لن افعل اي تصرف احمق بعد الان لكن ليس الجامعة ارجوك فلتتركني اكمل تعليمي ارجوك "

نزلت علي الارض راكعه أمامه و هي تبكي فالجامعة السبب الوحيد الي تخرج به من المنزل

عزرائيلي //Azrieli حيث تعيش القصص. اكتشف الآن