ليجيدور

174 5 0
                                    

حيث أخبرها أبوها أكثر من مرة أن تنتبه له إن ظهر لها في أي وقت أو أي مكان، أو حتى في الكوابيس والرؤى التي تراها خلال نومها ، كان الرمز مكتوبا باللون الأحمر الكرزي على الغلاف من الخلف، بيد أن كل صفحات الكتاب كانت خالية من الكلام تماما مثل كتاب «إيكادولي» الذي ظهر لأخيها وكانت صفحاته بيضاء وخالية من الكلمات، تذكرت ما قصه لها شقيقها «أنس» عن الأميرة نبرة» التي حاولت الكتابة في صفحات كتاب «إيكادولي» بدماء شاب نوبي يسمى «كلودة، كان «أنس» قد التقى به أثناء رحلته، وأنقذه من بين يديها وهو ينزف، اقشعر بدنها عندما تخيلت الأمر، فغطت وجهها بكفيها في انزعاج شديد.... أرادت أن تصرخ لكن صوتها لم يخرج من حلقها، حاولت أن تقف على قدميها لكنهما خانتاها، غضنت جبينها وأغمضت عينيها ووقفت مستندة على قبضتي يديها، ألقت نظرة على الكتاب بتحد وكأنه عدو لها التقطت الكتاب وهرولت نحو غرفتها، قررت تمزيق الكتاب، لكنها لم تتمكن أبدا من تمزيق صفحة واحدة منه لا بيديها ولا بأسنانها . بحثت عن مقص لكنه لم يعمل ولم يخدش منه ورقة واحدة هرولت نحو المدفأة في غرفة المعيشة، وعلى حين غفلة من الحضور ألقت بالكتاب في النار ووقفت تراقبه بعينين متيقظتين، لكنه بقي كما هو ولم يحترق، زفرت بحنق، ووقفت تقلبه في النار لعله يحترق لاحظ جدها ما تفعله، وكان ثوبها قد استحال لون أطرافه أسود من غبار المكتبة، واحمر وجهها من لهيب النار، وكان جبينها يتفصد عرقا رغم برودة الجو فأدرك أن حفيدته قد رأت الرمزا ناداها فالتفتت فزعة ثم هرولت نحو غرفتها وأغلقت الباب، التقط جدها الكتاب بساق حديدية كان يستخدمها لتقليب الحطب بالمدفأة ولحق بها.

فتح جدها الباب فجأة، ورأها تجلس على الأرض، فأسرع نحوها وقال بصوت واهن

وهو يقرأ عنوان الكتاب

- أيجيدور».

١٤ مكتبة الرمحي أحمد

حانت منه التفاتة نحوها وسألها :

- هل رأيت حلما غريبا يا ابنتي؟

هزت رأسها في صمت، وقالت بصعوبة

نعم الليلة الماضية

اوبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن