ليجيدور

173 6 4
                                    

كانت تخشب رقبتها وتحدق بطرف خفي للكتاب وهو بين يدي جدها، وكأن هناك وحشا سيخرج من بين دفاته وينقض عليها في لحظة ما، سألها جدها وهو يُربت على

كتفها:

لماذا لم تخبريني؟

لاحظت نظرات جدها القلقة فازدردت ريقها بصعوبة وقالت: وسمعت فيه تلك الكلمة التي نطقتها للتويا جدي

أيجيدور»؟

هزت رأسها موافقة وقالت:

- كنت في مكان ما تحت الأرض، ربما نفق، أو ممر، أو زنزانة، لا أدري، سمعت صهيل خيول، وغقغقة صقور ، ثم سمعت نداء غريبا بأصوات مرتعشة من عدة أشخاص يمدون إيديهم إلي والحطام حولهم في كل مكان، ورماد الحرائق يغطي كل شيء، وكل منهم يصرخ مرددًا أيجيدور... أيجيدور»، ثم رأيت امرأة شديدة الجمال ما رأيت كوجهها من قبل وكانت تبكي في هلع وهي تتشبث

بذراعي وتتألم ، فاستيقظت وصوت صراخها يتلجلج في أذني. أشفق عليها جدها وأسندها لتقف وقال وهو يسير معها نحو الطابق العلوي حيث

غرفة الأشباح وهو يحمل الكتاب بيده الأخرى:

- أسرعي يا حبيبة»، يبدو أن هناك من يحتاجك ( حان وقت الرحيل.

قالت برهبة

- أرحل إلى أين؟ هل تعي ما تقوله يا جدي؟

نعم، لا تخافي، فقد رحلت مرام من قبل، وهي فتاة مثلك، ستلتقين بالملكة

الحوراء. هناك.

كانت ترجف وتنتفض فزعا، ستر الرداء اضطراب جسدها بالكامل واصطكاك ركبتيها وهي تسير بين المدعوين تعثرت وتعلقت بذراع جدها أكثر من مرة وهي تصعد الدرج، ظن الجميع أنها هي من تعين جدها ليسير بينما كان هو من يدعمها ويثبتها.

اوبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن