ليجيدور

216 8 0
                                    

في الحال. مر الوقت ثقيلا ولم يعودوا للبستان... لم ينته هذا السباق لم يفز أي منهم

بجائزة وطال الانتظار.

ليجيدور

وقفت بردائها الفضفاض والأنيق في حفل زفاف شقيقها «أنس» على «مرام»، تلك الفتاة الرقيقة ذات البسمة الملائكية والتي أخبرهم أنه التقى بها في مملكة البلاغة وكانت تلك هي المرة الأولى التي يردد فيها اسم مملكة البلاغة، أمامها هي وأمام أمها المسكينة، والتي أصيبت بصدمة عندما روى لها ابنها «أنس» ما حدث، وبعد أن فاجأها زوجها بما قصه عن رحلته هو الآخر إلى هناك قبل زواجهما، ومن قبلهما الجد في شبابه، أسرار لم تعرفها من قبل تسببت في ارتباك الأسرة لفترة طويلة، وازداد ذهولها من حكايات جدة «مرام»، و«مرام نفسها عن تلك المملكة أيضًا. لم تصدق حبيبة» في البداية ما أخبروها به لكنها وأمام إصرار أنس»، واجتماعه هو و «مرام» على نفس التفاصيل، ولأنها تثق بأبيها وجدها بدأت شيئًا فشيئًا تتقبل الأمر على مضض، كما بدأت تتعايش مع خوفهم الشديد عليها كلما رأت كابوسا أو عندما كانت تتأخر في العودة إلى البيت، فقد كانوا يترقبون اختفاءها في أي لحظة، بل كانوا يحاصرونها ويراقبون كل شاردة وواردة تخصها، مما أصابها بالضيق والاختناق وخاصة من هلع أمها عليها، أما والدها و «أنس»، فكانا يكثران من النصائح والتوجيهات، وكان جدها يطلب منها زيارته باستمرار وكانت تتهرب منه، حتى أنه أعد لها حقيبة خاصة حتى تكون مهيأة للرحيل في أي لحظة، أو الاختطاف كما كانت تسميه هي بتهكم، لكن هذا لم يمنعها من أن تسألهم من آن لآخر عن رحلاتهم، وهم بدورهم لم يبخلوا عليها بوصف كل صغيرة وكبيرة مروا بها هناك، توقفت لمدة عام عن زيارة جدها بالفيوم، ثم اضطرت للذهاب عندما مرض مرضًا شديدًا وكان لا بد من زيارته ورعايته فزارته مع أسرتها وأقامت هناك لفترة قصيرة، لم تجرؤ خلال تلك الفترة على دخول المكتبة، وفي العام التالي ذهبوا جميعا لقضاء إجازة العيد مع الجد بالفيوم، فدلفت المكتبة مرة مع أبيها وكانت تتشبث بذراعه طوال الوقت وهما هناك، وأما هذا العام فالأمر مختلف، فاليوم هو موعد

اوبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن