حروب اوبال

315 9 1
                                    

لا تذكر الفراق أرجوك

انصرفت الخيول عن حيزوم» وزوجته الجمانة»، فقد حمحم بعضهم جوعا وعطشا ومضى كل منهم يبحث عما يسد به جوعه فانفردا تحت شجرة بلوط عظيمة

سكنت إليه فقال يؤنسها :

- لا تخافي يا جمانة لن أتركك أبدًا، فروحي أسيرة لديك.

راقت لها كلماته فطابت نفسها، اقترب منها فعالت برأسها على عنقه، فاجأهما صوت الرعد فارتجف قلبها انزوت تحت شجرة البلوط وألصقت رأسها بجذعها العتيق، بينما تقدم حيزوم يراقب صفحة السماء مع رفاقه، هناك شيء غريب يحدث هنا، قوس المطر يزداد اتساعًا، ألوانه تزداد قتامة شيئًا فشيئا ثم ها هي تتوهج وتشتد وضوحا، سطع ضوء قوي فاعمى أعينهم للحظات تلاه وميض متراقص وغريب، انبثقت من كل الجهات دروب مختلفة لكل درب منهم بوابة عجيبة تختلف عن الأخريات تختلف في الشكل، تختلف في اللون وتختلف في ما تخفيه خلفها من عوالم مبهمة لا يدركون كنهها، راودهم شعور جميل وهم يراقبون الدروب بألوانها الخلابة والمحاطة بهالات فضية، وأخرى نارية، إحساس رائع لا يقاوم، بدت وكأنها تناديهم ليدخلوها وكأنها تجذبهم كالمغناطيس وهم لا يملكون المقاومة، قوة ما تسيطر على عقولهم، ويا لها

من قوة، صاح «أبهر» بحماس شديد:

ما أروعها

قال : حيزوم، مسحورا بجمالها:

ما رأيت مثلها من قبل يا أبهر

ثم صمت هنيهة يرهف السمع وقال:

- أسمعتم النداء؟

أجابوه بصوت واحد :

سمعناه.. سمعناه...

ثم صهلت الخيول بحماس الجميع سمع النداء، قال «حيزوم
_______________

اوبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن