ليجيدور

225 5 0
                                    

أنت الآن تعرضين كل من تحبينهم للخطر، وربما تفقديننا جميعا.

قالت غاضبة:

- لم أعرض أحدا للخطرا

- أنت تفعلين هذا الآن..... حبيبة»، عندما تبدأ رحلتك سيختفي كل شيء هنا لا

تؤذيهم...

- لا تقل هذا مجددًا، أنا لم أؤذ أحدا

ازداد صراخ الخدم أشفقت حبيبة عليهم وهم يصرخون، واعتصر قلبها عندما تخيلت أن الغربان ستصل لأبيها وأمها بعد قليل، نظرت لأخيها وكانت حائرة، في تلك اللحظة، كانت مرام، قد لحقت بهم وصعدت الدرج بفستان زفافها الأبيض، ووقفت

أمام الغرفة وقالت لـ «حبيبة» بثبات:

حبيبة.... لا تهربي واصطدمي بكل قوتك».

التفتت نحوها وتذكرت كيف كان «أنس» يروي لها عن مرام» وكيف أن قوتها كمحاربة

كانت في ثباتها على الحق، وليس في قوة بدنها، فاستعادت رباطة جأشها، فها هي فتاة

مثلها قد ذهبت وحيدة وعادت على خير حال، قالت أخيرا بصوت تخنقه العبرات

- حسنا يا «أنس».. اخرج وأغلق الباب في الحال

ربت على كتفها وأسرع خارجا وهي تطالعه بنظرة لم يرها على وجه أخته من قبل فا نخلع لها قلبه، وأغلق الباب ووقف يستند برأسه عليه من الخارج وهو يصيح:

- في أمان الله حبيبتي.. في أمان الله

سكنت في مكانها للحظات كالصنم ثم حاولت فتح الباب لكنها فشلت، دارت حول نفسها وكانت تتخبط في حيرة، أمسكت بحقيبتها ، ووقفت تراقب الظل الذي كان يقترب من النافذة اختفت كل الأصوات حولها، وعلا صوت خفق جناحين عظيمين، تراجعت حبيبة حتى التصق ظهرها بالجدار. ووقفت تراقب ظل هذين الجناحين وهو يقترب كان حجم الظل يزداد شيئًا فشيئًا، دارت أنثى الصقر دورة واحدة في سقف الغرفة المرتفع فاهتز المصباح وتأرجح، ثم هبطت وطأطأت رأسها وسكنت أمامها على الأرض.
وقع في نفس حبيبة» أن تلك هي قطرة الدمع التي حملت مرام» المملكة البلاغة من قبل، فوقفت تحملق فيها تحت ضوء المصباح وهو يتأرجح، كانت عيناها تبرقان، لها ظهر أخضر زبر جدي، والجسد أبيض يخرج منه جناحان بديعان مبرقشان، وذيل عريض ومستدير عند نهايته، ذو طرف أخضر قائم وعلامة بيضاء على أقصاه، ويظهر أعلى رأسها على الجانبين لون زمردي بديع يتصاعد قتامة حتى أعلى رأسها وكأنه تاج، ويمتد على الوجنتين كخط رفيع داكن يتباين بشكل حاد مع جانبي العنق الباهتين، بدت مهيبة

الطلعة كالملكات.

ضمت جناحيها وألصقتهما بجسدها، حدقت في حبيبة بعينيها المخيفتين ثُم غطست رأسها في جسدها. مرت لحظات طويلة على حبيبة، استيقظت فيها كل حواسها، كانت ترهف السمع بشدة وتنتظر أن تبدأها هي بالكلام، وهذا ما حدث بالفعل

عندما قالت بصوتها المهيب

- أنا قطرة الدمع يا حبيبة، سنرحل حالاً، فالأمر جد خطير، ولا بد أن نسرع لنتمكن من لقاء الحوراء، فقد لا نلتقي بها مرة أخرى.

لماذا ....

أرادت حبيبة أن تتحدث معها قليلا، لكن قطرة الدمع، لم تتركها لتكمل كلماتها . وطارت فجأة بضربة جناح واحدة واستوت على رأسها، فاقشعر بدن «حبيبة» ووقفت منكمشة وهي ترفع عينيها إلى أعلى، كانت قطرة الدمع متعجلة وكأن هناك من يطاردها ، بسطت أنثى الصقر جناحيها في الهواء، ثم احتضنت وجه «حبيبة، بهما ببطء وبهدوء شديد، حيث غطت وجهها كله بريش جناحيها ريشة فوق ريشة بانتظام، جبهتها وعينيها وأذنيها وخديها، لم تترك إلا أنفها وفمها لتتمكن من التنفس والكلام شعرت حبيبة بجسدها يخدر، وسرى في نفسها شعور غريب شيئا فشيئا خف جسدها وكأنها ريشة في جناح الصقرا حاولت فتح عينيها .. كانت تظن أن ريش جناح قطرة الدمع ما زال يغطيهما، لكنها فوجئت بنفسها تطير فوق بحر لازوردي واسع وفي وضح النهارا

كانت البروق تتوالى وتشق صفحة السماء وكأن هناك سيفا عظيما من لجين يضوي. اقتربت قطرة الدمع وهي تخفق بجناحيها بينما تحمل حبيبة، بمخالبها وتحلق فوق

اوبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن