ليجيدور

172 5 1
                                    

أشار لابنه كمال برأسه وفي عينيه تستقر نظرة تشي بالكثير فأدرك «كمال» أن ابنته بها خطب ما، فلحق بهما وصعد الثلاثة للدور العلوي، قال الجد لأبيها الذي اغرورقت عيناه بالدموع عندما علم بما حدث، فقد كان يخشى على ابنته

حان الوقت كان كمال» يعلم أن الأمر ليس بيديه، وأنها إن لم ترحل الآن ستتعرض للخطر، ولو تأخرت في دخولها لغرفة الأشباح ستهاجم أسراب الغربان البيت كما حدث مع «أنس»

من قبل عندما تأخر وهو يتحدث مع أبيه وجده، قال ليخفف عنها : - سيكون كل شيء على ما يرام، أثق بك يا حبيبة»، وأعلم أنك قوية.

حتى أنت يا أبي ظننتك ملاذي الوحيد هنا! أشاح بوجهه في ألم وقال وعيناه مغرورقتان بالدموع تعلمين أن قلبي يتمزق.

ثم قال بعد تردد وهو يعطيها نفس المفتاح الذي أعطاه من قبل لابنه «أنس»:

اذهبي يا ابنتي ولا تتخلي عن يقينك بالله.

كان الجد يضع حقيبتها في غرفة الأشباح على الدوام، وقف الثلاثة أمام بابها وما زالت لا تصدق أنها في تلك الساعة من الليل ستدخلها قالت بتصميم:

لن أدخلها ولن أرحل من هنا

فتح أبوها باب غرفة الأشباح وأضاء المصباح، كانت الغرفة مهيبة، وخالية من

الأثاث، رأت الحقيبة على الأرض، قال جدها وهو يُشير إليها :

هذه حقيبتك، فيها الخنجر كما أخبرتك من قبل.

١٦ مكتبة الرمحي أحمد

- لن أرحل

قال أبوها :

الوقت يداهمنا، أنت في خطر!

لن يحدث شيء، ولن تجبروني على الرحيل
تركتهما وهرولت نحو غرفتها مرة أخرى، في ذات اللحظة لاحظ «أنس» اختفاء أخته حبيبة، فأجفل عندما تناهى إلى سمعه صوت نعيق الغربان الذي بدأ صداه يتردد في الأجواء وهي تحلق فوق البيت في دوائر فسقط قلبه، وكان يودع آخر المدعوين أمام باب البيت، فهرول نحو جده وسأله عن أخته فأخبره بما حدث ذهب إلى غرفتها وحاول فتح الباب لكنها كانت قد أغلقته بالمفتاح وجلست كالصنم على الفراش، دفع الباب بكتفه

واقتحم الغرفة مناديا عليها:

حبيبة

لم تجبه ولم تلتفت نحوه، أمسكها من ذراعيها وأوقفها ثم احتضنها وهمس في أذنها :

- أعلم أنك خائفة يا أختي، لكنك الآن في خطر.

صاحت بغضب هادر

خطرا الخطر هو ما تدفعونني للذهاب إليه وحدي؟ ألا تخافون علي

قال وهو يربت على ظهرها :

وأنت الآن في حضني من يحميك ؟

قالت بثقة

- الله.

- وهذا يقيني ويقينك الذي تربينا عليه يا حبيبة»، لا تنسي أنك الآن محاربة.

لست محاربة الولن ألقي بنفسي في النار وأزعم أنني لن أحترق هذا جنون

ادخلي غرفة الأشباح .

لم تجبه وبقيت على صمتها وعنادها، قال برجاء

ثقي بي.

علا صوت نعيق الغربان حلقوا فوق البيت حطم الغربان بعض النوافذ، دلفوا

المنزل، بدأوا يهاجمون الخدم، وعلا الصراخ والغربان تنقر أجسادهم، أمسكها «أنس»

من ذراعها وركضا نحو غرفة الأشباح، وقال بجدية شديدة

اوبالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن