الرؤية الأولى

70 6 14
                                    

شعرت بتعب شديد يعتريها عندما خرج أوكامي من القفص سمعت خطواته المسرعة الى الخارج لتحاط بصمت المكان المميت مجددا، رائحة الدماء اليوم قوية لكنها اعتادت عليها ، استلقت على الأرض الباردة تداعب شعرها الطويل ، طول السنوات التي عاشتها لم تستطع رؤية النور ، ظلام حالك هذا ماتستطيع مقلتيها العاجزتين التقاطهما ، لم تستطع رؤية والدها و لا أوكامي و لا حتى شكل جسمها ولون شعرها ، كان اليوم متعبا هذا مابادر ذهنها للحظة فقد فازت على مدربها في لعبة الشطرنج اليوم ، أغلقت عيناها و استسلمت للنوم أخيرا .

تعالت أصوات عويء خافتفي الأرجاء لتتسائل عن الأحمق الذي قاطع نومها ، غطت أذنيها لتحجب الصوت لكنه لايزال يدوي في الأرجاء ، فتحت عيناها الكبيرتين لتربت على وجهها ، لكن...

"يدي أستطيع رؤيتهما"

لمست شعرها وقربته لناضريها كان أبيضا يضيء قليلا وسط الظلام ، التفت في المكان لترى ضوئا ينبعث من الأفق ، تقدمت ببطئ نحو النور ليتحول المكان من أسود دامس الى أحمر قاتم ،كل خطوة يتردد صداها في الفراغ المحيط بها

لتلمح رجلا جالسا وسط بركة من الدماء حاملا سيفه بيده، لم يكن له وجه واضح، لكن كانت هناك هالة من الغموض حوله ، و ستتة عيون كبيرة خلفه تراقبها من خلفه.

اقتربت أكثر اليه ، كانت كل عين ظخمة تشع بلون مختلف حين انعكس عليها لون البركة الأحمر ، أحد العيون كانت تشع بالون الاحمر القاني، و الثانية بلون أزرق بارد ، أما الثالثة فكانت بالون الأخضر الامع، و الرابعة بلون أصفر ساطع و الخامسة بلون أرجواني داكن ، و الأخيرة بلون أسود .

وقف الرجل و اتكئ على السيفه المغطى بالدماء ، شعرت بالارض تنزلق ورائحة الدماء أصبحت أقوى من ذي قبل ،خدعتها رجليها لتجد نفسها تخطو اتجاه البركة لتغمر ساقيها الصغيرتين بها ،طفت خصلات شعرها الدنيا لتتلون بلون الدماء ، التف اليها و الى الآن لا تستطيع رؤية ملامحه أو التعرف عليه حين بدأت قطرات من الدماء تسقط من السماء ، وضع سيفه فوق كتفها ليقول بصوت عميق ومهيب

"يوري أنت سليلتي "

صوته كأنه ينبعث من أعماق الظلام، ممتزجًا بأصداء تلك العيون الستة، مما جعلها تشعر برجفة عميقة في كيانها، تعالت الأصداء و رؤيتها أصبحت مشوشة ، زادت غزارة الأمطار ، أمسكت رأسها بكلتا يدها التي أضحت ترتجف جراء الصرخات ، أغلقت عينيها وضغطت عليهما بشدة ليستبدل صوت الأنين و الصرخات بصوت طنين في أذنيها.

لكن الهدوء عاد مجددا أرخت كتفيها و فتحت عيناها ليختفي كل شيء و لأول مرة استطاعت الرؤية ، لتجد أوكامي بجانبها الذي علت في وجهه ملامح الهلع و الخوف فقد ظن أنها ماتت منذ قليل ، لتقول بصوت متلعثم

"أستطيع الرؤية ..أستطيع رؤيتك أوكامي"

شعر بالدهشة ، نظر في عينيها، فرأى أن لونهما اكتسب حمرة خفيفة وعادت بشرتها للونها الطبيعي ،و قد لاحظ الارتباك و الرجفة في جسدها ليسئلها بصوت خافت

Rengō-kai_Realm of linked cursesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن