نذر الكارثة

70 8 11
                                    

حملها بين يديه متفاديا الدمار الحاصل ، خطى بها الى جناحه الخاص بعيدا عن الأنظار ، وضعها فوق السريربرفق ،بدت بشرتها شاحبة و قد  تصببت عرقا غزيرا  حين كانت تهلوس و تلملم أثناء فقدانها لوعيها ،جلب  منشفة مبللة بالماء البارد، وضعها برفق على جبهة يوري لتخفيف حرارتها،ركع يراقبها بأعين قلقة ، حين  سمع صوت الجنود خارجا ينادونه ، تردد للحظة لكنه قرر الخروج وتغطية الوضع

"سيدي ، لقد حدث دمار كبير " قال أحد الجنود

"أدري،وبهذا الصدد أريدكم ان تنظفو كل شيء ورممو الأجزاء المدمرة قبل مجيء الامبراطور، اعتنو بالجرحى حالا "

"لكن سيد اوكامي ....الجنود قد انهكو و ساعة الفجرستحل" عارض حينتفادى الاتصال البصري مع اوكامي تواضعا و احتراما

"لا أريد سماع ولا كلمة نفذ ماقلت لك بالحرف ..أو سأقطع رأسك" قالها بصوت خشن صارم كالنصل البارد

"حسنا سيدي مثلما تشاء ..اعتذارتي لك "

أومأ الجندي للآخرين و بدؤو بالحراك بأعين تملأها الجدية 

بينما كانت يوري غارقة في اللاوعي، اجتاحتها ذكريات مشوهة ومرعبة من الماضي. كانت الرؤى تتدفق في عقلها كالنهر الجارف، تعيد إحياء لحظات قاسية ومؤلمة. في تلك الذكريات، لم تكن فقط تشاهد ما فعله ساين؛ بل كانت تعيشها كأنها هي من يقوم بها. ترى نفسها وهي تسير في ممرات مظلمة، تحمل سيفاً ضخماً يقطر دماً، وخلفها جثث متناثرة بلا رؤوس. كل خطوة كانت تترك بصمة دامية على الأرض، وكل صرخة تعيد صدى أصداء القتل الذي شهدته. في تلك اللحظات، كان الهدوء المميت يخيم على المكان، إلا من صوت نبضات قلبها المتسارع وصدى صرخات الضحايا.

في إحدى الرؤى، رأت نفسها تقتحم قرية صغيرة، بينما النار تلتهم البيوت من حولها، وكان الجو مشبعاً برائحة اللحم المحترق والرماد. كانت تمشي بين الأنقاض، بينما الناس يهربون في رعب، وملامحهم تتلاشى في الظلال. لكن ما كان يصدمها أكثر هو إدراكها بأنها كانت تستمتع بهذا الدمار، وكأن شيئاً بداخلها يغذي هذا العطش للدماء.وجدت نفسها واقفة فوق جبل من الجثث، والدماء تتدفق حول قدميها مثل النهر. كانت عيونها متجمدة على أحد الرؤوس المقطوعة الذي ينظر إليها بعيون مفتوحة.كل ذكرى كانت تصفعها بواقعها الجديد، كل صرخة كانت تمزق سكون عالم الأرواح الذي تجد نفسها فيه. كانت تسمع أصوات الضحايا، تتوسل، تبكي، تصرخ، وكل صوت كان يثقل عليها أكثر. بدأت تشعر وكأنها تنفصل عن إنسانيتها، وكأن الروح الملعونة قد استحوذت على كيانها بالكامل.

ثم، في وسط هذه الذكريات المرعبة، ظهر ساين، طيفه المتجسد من العدم، واقفاً أمامها بثبات. كان حضوره لا يقل رعباً عن الذكريات التي كانت تعيشها، ولكن في تلك اللحظة، كان يرمز إلى كل ما تعنيه القوة الملعونة. اقترب منها ببطء، وكلما اقترب، كلما خفتت الأصوات من حولها، حتى ساد الهدوء مرة أخرى.

Rengō-kai_Realm of linked cursesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن