𝐏𝐚𝐫𝐭 𝟏 : لعبة الورق

160 17 1
                                    


العين بالعين، لا يهمني إذا كنتَ أعمى
----------------

في غرفة غارقة في ظلال الليل، لم يكن هناك سوى ضوء القمر الخافت يتسلل عبر النافذة، يرسم خطوطًا فضية على الجدران العارية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


في غرفة غارقة في ظلال الليل، لم يكن هناك سوى ضوء القمر الخافت يتسلل عبر النافذة، يرسم خطوطًا فضية على الجدران العارية. كانت بداية الفجر تلوح في الأفق بهدوء، ملوّحةً بأول شعاع من النهار، لكن هان لم يكن يشعر بذلك. كان مستلقياً على سريره، يغفو في نومٍ مضطرب، جسده هادئ لكن عقله في صراع لا ينتهي.

تحركت جفونه برفق، وكأنها تحاول الهروب من شيء غير مرئي، بينما تململ وجهه بإزعاج كما لو كان يصارع كابوسًا غير مألوف. كان عقله يغوص في دوامة من الأحلام المتشابكة، مشاهد عابرة تتداخل وتتشابك كشبكة عنكبوت، تجره إلى أعماق ذكرياته وخيالاته.

وجد نفسه واقفًا في شارع ضيق، يغمره الظلام من كل جانب.
الأصوات تأتي من بعيد، غير واضحة، تتردد في الأجواء كما لو كانت أشباحًا تهمس بأسرار مخفية وكلام غير مفهوم. الأرض كانت مبللة، تشهد على مرور عاصفة مطرية تركت آثارها على الأسفل اللامع، وأضواء الشوارع الخافتة تنعكس على برك الماء الصغيرة، تلقي بظلال متراقصة كأنها أشباح تتلاعب بحواف الأشياء.

تقدم هان ببطء، خطواته تكاد تكون صامتة رغم صوت حذائه المكتوم على الأرض المبللة. عينيه التقطتا صورة مألوفة، سيارة بيضاء محطمة على جانب الطريق من الجانب الأيمن. كان مشهدًا يثير في قلبه ألمًا دفينًا، تمامًا كما كانت السيارة التي فقد فيها والديه. اقترب منها بحذر، أنفاسه تتلاحق بينما شعور بالخوف الغريب بدأ يتسلل إلى صدره.

حبس أنفاسه وهو يمد يده اليسرى نحو السيارة، قبضتها مشدودة كأنها تحاول الإمساك بشيء لا يمكن الإمساك به. وكلما اقترب من السيارة، كان يسمع دقات قلبه تتسارع، تدوي في أذنيه كأنها طبول حرب قديمة، فيما أنفاسه تزداد اضطرابًا.


تردد للحظة، قبل أن يمد يده ببطء نحو الباب، فتحه بحذر شديد، وكأن كل حركة قد تكشف له سرًا يفضل بقاءه مخفيًا. وقلبه يضرب في صدره كنبضات متسارعة. وعندما اتسعت عيناه في العتمة، تراءى له شخص جالس في المقعد الأمامي. كان الوجه غامضًا، تغلفه ظلال كثيفة، تمنع عنه الوضوح كأنها ستار من الغموض. ومع ذلك، لم يكن بحاجة لرؤية العيون ليشعر بنظرتها المثبتة عليه، تراقبه من أعماق الظلام.

𝐇𝐞𝐥𝐥 𝐎𝐟 𝐒𝐩𝐚𝐝𝐞𝐬 | جحيم البستوني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن