البارت الثامن

50 18 181
                                    

اندلعت الكثير من الحروب وانتهت بسبب رغبات ملكات طامحات لتحقيق أهداف معينة. فمن جهة، كانت الملكة صوفيا تسعى جاهدة لتأمين حياة رفاهية وراحة مطلقة لابنتها، بغض النظر عما إذا كان ذلك يتم بطرق تقليدية أو بوسائل أخرى؛ الأهم بالنسبة لها كان ضمان رفاهية ابنتها. ومن جهة أخرى، كانت الملكة إيرمينا لا تتوانى عن استغلال الفرص لتحقيق مصالحها الخاصة.

كان الملك آرتور مستلقيًا على الفراش ويشرب النبيذ الأحمر، حتى أتت أديل وهي تحمل البخور. بدأت تتجول في الغرفة وتبخر المكان، فنظر إليها آرتور وقال: "أين كنتِ؟ لقد مللت من طول انتظارك. أشعر أنك مشغولة أكثر من الملك نفسه. أريد أن أتحدث معك في أمر ما."
وضعت أديل البخور جانبًا وقالت: "أعلم أنك تريد محادثتي بخصوص سيليستيا، أليس كذلك؟" ثم نظرت إلى آرتور بعينين ملؤهما العتاب وأردفت: "هذا غير معقول، هل تضع حذاءك على فراشي؟"
ضحك آرتور وقال: "أنتِ تعرفينني منذ الطفولة، أليس كذلك؟ هذه العادات تنمو مع الشخص، يا أديل."
فابتسمت أديل وقالت: "وأنت تعلم جيدًا أنني لا أحب هذه العادة تحديدًا. سأظل أعاتبك عليها، لأنه غير مقبول أن يضع أحدهم حذاءه في المكان الذي يضع فيه رأسه لينام."
استلقى آرتور على جانبه وقال: "إذًا، أصبح فراشك أهم بكثير من الوقت الذي مضى وأنا انتظرك هنا، أليس كذلك؟"

اقتربت أديل وضعت رأسها على صدره، قائلة: "لا، هذا ليس صحيحًا. أي شيء يخصك يهمني وأنا حقًا أعتذر لأنني جعلتك تنتظر وتأخرت. لكنك مشغول مثلي، أليس كذلك؟ أنت الإمبراطور، وأنا الإمبراطورة. كما لديك عمل السياسة، يجب أن أنظم شؤون النساء والجاريات وأتابع أمورهن. ويجب أن أخوض حربًا حقيقية مع باقي الملكات والأميرات في القصر لأبقى الملكة المفضلة لديك."

ضحك آرتور واستقام، فنظرت إليه أديل وسألته: "ماذا بك لماذا تضحك"

فأجاب آرتور مبتسمًا: "انظري إلى نفسك، كنتِ صغيرة بحجم اليد، والآن أصبحتِ كبيرة."

أديل، بنبرة مزاح، قالت: "أنت لست لطيفًا، ولن أقول لك أكثر من ذلك، يا آرتور."

وضع آرتور يديه على وجنتيها وقال بابتسامة: "أدي، ألا تريدين قول شيء آخر؟ تكلمي، يا أدي."

وضعت أديل يديها على صدر آرتور وقالت: "أنت الشخص الوحيد الذي أسمح له بأن يناديني باسمي وأنا صغيرة."

ابتسم آرتور وقال: "وأنتِ بالنسبة لي صديقة الطفولة وأغلى ما لدي."

عانقها وقال وهو ينظر في عينيها: "دعينا ننام، فأنا حقًا متعب وغدًا لدي عمل شاق."

بعدما غفا آرتور، استقامت أديل لتغيير ثيابها وخلع مجوهراتها. وعندما اقتربت من المرآة، رأت إيرمينا واقفة في الخارج. فتحت النافذة ونظرت باستغراب ثم لحقتها للخارج.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Between enmity and love ( بين العداوة و الحب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن