الفصل الثالث:- عقاب

392 14 133
                                    

    ما الذي يحدد الخير والشر في جوهر الإنسان؟ أهي البيئة التي ينشأ فيها أم الأشخاص الذين يحيطون به؟ هل يعود ذلك إلى تأثير والديه أم إلى فطرته السامية الميالة للخير؟

  في مكتب الملك كراولي أولفيوس، لم يكن يُسمع سوى صوته الغاضب:

"أيها المغفل!!!"

صرخ بصوت هادر بعد أن لكم ابنه بكل قوته، مما جعله يترنح ويسقط أرضاً بشدة. وبينما كان ينظر إليه بعيون تملؤها الاحتقار والغضب الشديد، قال بصوت متهدج:

"كيف تجرأت على الاستخفاف بي وتحريك دي ماريان ضدي؟!"

فيليب، الذي كان يحاول تمالك نفسه وسط الألم، مسح الدم من فمه وقال بهدوء:

"لا أعلم ما ذنبي في قرار الدوقة، لكني لم أقصد السخرية منك أو تحريك أحد ضدك."

ضيق كراولي عينيه بامتعاض، ثم ركل جسد فيليب بقوة، وألقى به أرضاً مرة أخرى. سحبه من شعره بقوة، قائلاً بنظرة مرعبة:

"أتعتقد أني غبي؟ أتريد إقناعي أنه لا يد لك فيما حصل؟ يدهشني أنك تراني بسيط العقل لهذه الدرجة."

ثم ضرب رأس فيليب بالأرض بقوة، مسبباً له ألماً لا يُحتمل. لم يتوقف كراولي عند هذا الحد، بل داس على رأسه بقدمه وضغط عليه بنظرة باردة:

"ألم أخبرك من قبل أني لن أتساهل مع أخطائك أبداً؟ لكن من الواضح أنك لا تتعلم من دروسك."

واصل ضربه دون رحمة أو شفقة، وكان فيليب يتلقى ركلات والده التي تحطم عظامه دون أي مقاومة، مكتفياً بالصمت والصبر حتى يتوقف والده. الحراس والجنود غضوا أبصارهم، غير قادرين على التدخل خوفاً من غضب كراولي.

[حتى الألم الذي أشعر به لم يعد مخيفاً بالنسبة لي. لطالما كان الأمر هكذا، منذ أن كنت طفلاً وحتى الآن. لطالما صب والدي جام غضبه عليّ، حتى الألم الناجم عن ضرباته تعودت عليه وصرت أنتظر فقط اللحظات التي يتوقف فيها.]

أغمض فيليب عينيه متذكراً ويلات غضب والده وكيف كان يضربه كلما سنحت له الفرصة. ولكنه تذكر أيضاً ذلك الصوت، الصوت الذي دائماً ما تدخل من أجله وظهر الآن أيضاً…

"من فضلك، أوقف هذا يا جلالة الملك!!"

[هذا صحيح… وسط كل الظلام الذي غلف حياتي كان هناك ضوء صغير واحد، صوت واحد فقط صرخ دائماً من أجلي رغم بؤس ما قد يصيبه...]

فتح فيليب عينيه، وإذ بـغيلبرت يقف في وجه كراولي قائلاً:

"يكفي يا جلالتك، سمو الأمير لا ذنب له فيما حصل، وضربه لن يغير شيئاً!"

غضب كراولي من تدخل غيلبرت وقال بغضب وهو ينظر للحراس:

"لماذا سمحتم له بالدخول؟"

 مطلع العصر الذهبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن