الفصل السابع:- درب الظلام

241 10 64
                                    


في ظلال عالم مضطرب، حيث تتداخل الذكريات مع الحاضر المرير، يجد المرء نفسه محاصرًا بين آلام الماضي وآمال الضياع. حين تتعالى أصوات الندم، يدرك أن بعض الخيارات تُغلق الأبواب، وتظل الأرواح تلاحقها لعنة خطاياها. و في لحظة حاسمة، يواجه الإنسان أشباحًا من صنع يديه...

في فرنسا، وبين جدران مقر الشبح القرمزي، كان ميشيل يجلس بتأنٍ، يحتسي مشروبه بينما تغرق عيناه في أوراق أمامه، كمن يبحث في خفايا طلاسم غامضة. فجأة، انفتح باب المكتب بعجلة، ودخل نير، وقد ارتسم القلق على قسمات وجهه، قائلاً بصوت لاهث: "أيها الزعيم، لديّ خبر مهم... عن المنظمة التي كنت تبحث عنها!"

توقف ميشيل عن تقليب الأوراق، ورفع رأسه بحدة، وعيناه تقدحان بالاهتمام المشوب بالقلق، ثم صاح بشيء من التوتر: "ماذا عرفت؟!"

ضيّق نير عينيه، وبصوت يفيض جديّة وعمقًا، قال: "لقد عادت المنظمة لتبسط نفوذها هنا في فرنسا، وظهر لهم قائد جديد يلقب بالكيميرا."

لمع بريق الغضب في عيني ميشيل، وكأن الشرر يكاد يتطاير منهما، ثم همس بنبرة تشي بالوعيد: "أخيرًا... أتوا إلي!"

[قبل عدة سنوات]

في منزل دافئ، كانت الحياة تنبض بهدوء عائلي ساحر، حيث انبعثت رائحة الطعام من المطبخ، ممتزجة بدفء اللحظات. صوت نضوج الطعام على الموقد كان يتخلل الصمت، بينما يملأ ميشيل المكان بضحكاته البريئة، مستمتعًا ببراءة الأطفال وهو يشاهد أفلام الرسوم المتحركة، كأي طفل عادي لا يحمل على كتفيه سوى أحلام الطفولة.

مع غروب الشمس، انفتح باب المنزل، وركض ميشيل بلهفة إلى أبيه، صائحًا بسعادة غامرة: "أهلاً بعودتك يا أبي!"

استقبل روديجر ابنه بابتسامة مليئة بالحب، ورفع الصغير بين ذراعيه برفق، وقال وهو ينظر إلى عينيه بشغف: "هل كنت تنتظرني؟"

أجاب ميشيل بنبرة متحمسة، تدفعها سعادته البريئة: "بالطبع! أريد سماع قصصك عن مغامراتك في القبض على الأشرار!"

ضحك روديجر بعمق، بينما اقتربت زوجته بلطف، وهي تمسح يديها بالمريلة، وقالت بنبرة دافئة: "مرحبًا بك، عزيزي. دع ميشيل ينزل عنك، فلترتح أولاً، ثم يسمع قصصك."

أجاب الزوج بابتسامة هادئة: "لا بأس، هو لا يُزعجني أبداً."

ثم انحنى إلى ابنه برفق وسأله، وملامحه تفيض بالحب والفخر: "أتود أن تصبح مثلي يوماً ما، يا بني؟"

 مطلع العصر الذهبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن