الفصل الأول (رِحلة)

178 12 2
                                    

وإنْ دَق قلبي للغريبٍ مُريبٍ ....وأضحي العُرف والقدرٍ نَصيبٍ

_فى أحد مواقف الباصات بمحافظة القاهرة كان يصيح منظمو أحد الرحلات الطُلابية للإستعداد للإنطلاق وبأحد الباصات تحديدًا بأخر المقاعد بالباص هتفت إحدي الفتيات

"ايوة كدا بقي وأخيرًا خيم وحركات وحفلات ودلع دلع دلع "

-ردت عليها إحدي الفتيات
"بتول يا حبيبتي إنتٍ باين نسيتي إننا طالعين رحلة استكشاف مش رحلة  لكوكي بارك يا ضنايا "

_ردت عليها الأخري بحنق

-"بقولك أي يا نِهال متقرفنيش مش كفايا نازلين بدرجات انا مصدقت ان الخرابة دي تنزل كل الأقسام أخيرًا بقي"

_شاركت صديقتهم الأخري الحديث :

" بجد مش مصدقة إننا كلنا فى سفرية مش عارفة استوعب بس الكلية دي طلعت رجولة والله "

_ردت عليها بتول:

"تخيلي يا سما  وأهالينا بيوافقو نسافر كام يوم عشان تكليف علينا دا كلية ولا دريم بارك دي "

_قاطعت حديثهم صديقتهم الأخيرة ريناد مُضيفة بتهكم :

" بس نبر كل مرة وكل نزولة بتفرحوا اوي كدا بنتبهدل خلينا ساكتين وف امان الله لحد ما نوصل"

_بعد إنقضاء رُبع ساعة وأثناء سير الباصات بإتجاه محافظة الأقصر نظر كِلاً مِن سما ونِهال وبتول بحنق لصديقتهم الواقفة بِمنتصف الباص والتي كانت تردد أثناء رقصها والتصقيف بحرارة

" روق روق صحصح لينا دا اليوم دا بتاعنا لوحدينا "

_فصرخ جميع الفتيات بالباص مشاركين معها

"متروووووووق "

_وبالخلف 

"بقولكم اي انا رايحة اشوف شلتي  قدام هبقي اجيلكم كدا كمان شوية "

_و بالأمام كان يجلس أصدقاء بتول من دفعتها نهى و رباب بمقعد وبالمقعد المقابل لهم بثينة و قمر يلتقطون الصور ومقاطع التيك توك المضحكة إلي أن ذهب لهن بتول وهي تشهق بطريقة افزعتهم

" مساء الخير يا حبايبي بتعملوا تيك توك من غيري "

_نظر الفتيات لها بحنق فيما ردت نهى وهي تضغط على حروف كلماتها:

  "ليه بس مش قاعدة مع صحابك حبايبك ورا "

-"وعمالين ضحك ومرقعة ومسخرة ونينينيننيي"
_ كانت هذه إضافة رباب لكلام نهى

قمر  : "خلاص يا جماعة كلب وغلط نغفرله "

ضحكن الفتيات جميعًا لها واستمررن بإلتقاط الصور

__________________________
بأحد الباصات الشبابية والذي كان يحتوي الشباب فقط
صدح صوت الدف وأحد الشباب يغني

" يعمي وعم قلبي "

_فيما رد عليه باقي الشباب بصخب

" "يمعلمني الهوي "

الشاب: اتفضل جوا قلبي تعال نعيش سواااا

الشباب: يا سيد الناس يا جامعة

استمر الصخب من الشباب حتي بدأت تهدأ الأوضاع عند حلول الليل

_وبأحد المقاعد كان يجلس أحد الشباب ينظر للطريق بهدوء حتي اقترب منه أحد أصدقاء

"مالك يا عم وليد مش عوايدك الهدوء دا دا انا قولت هنجيبك م سقف الباص "

_ضحك وليد له ثم رد عليه

" قلقان يا أحمد انت مش قلقان ازاي احنا رايحين لأقصر فى أيام القمر انت فاهم ممكن يحصل اي هناك "

رد عليه أحمد بعد أن زفر بقوة

" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فلتنوكل ..... إن شاء الله مش هيحصل حاجة وكل الكلام بتاع قيد الدم دا هيطلع كلام عبيط و ..."

_قطع حديثه صديقهم وأبن عم أحمد "مصعب "حين أضاف

" يخربيتك يعم وطي صوتك شوية ناقص تمسك مايك وتفضح اللي خلفونا مش كفايا ملعونين وساكتين"

_ قال آخر جملة بصوت عالٍ جعلتهم يقعون على الأرض من كثرة الضحك
____________________________
بأحد القُري القديمة هابو المسماه نسبة للمعبد التذكاري "للملك رمسيس الثالث "

كان يتقلب على فِراشه بعنف لا يَعي ما يري أهو حقيقة أم أحد الأحلام بل الكوابيس

_" الكثير من الجثث والنيران الناشبة من حولهم تتمسك النيران بسنابل محاصيل القمح الذهبية كما يري الأرض تهتز بعنف تحت أقدامه والكثير من الثعابين والذئاب تحوم حوله يراها موشومة بوشم كلمة فرعونية الأ وهي "اوناس"

أستيقظ الشاب وهو ينظر حوله بفزع ناطقا لتلك الكلمة بصوت عالٍ نسبيا "اوناس ... اوناس "

____________________________
الدم دمي ولم يكنْ بإختيارٍ......والمسار مصيري مهما كان الدرب نارٍ>>>
ما الدم وكيف يكون لبشرٍ لعنة

سمندسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن