²²الفصل الثاني و العشرون : القلق من المستقبل

23 1 0
                                    

اللهم صلِ على سيدنا ومولانا محمد عليه افضل السلام واتم التسليم 💕💕💕💕💕🌍
___________________
كانت مي تقف مثل الجماد مذهولة من تصرفه المفاجأ
واردف داوود قائلاً بحزم : كلمتي تتسمع من هنا ورايح
حاولت مي الافلات منه لاكن دون جدوى ثم قالت له : سبيني بقولك سبيني
ثم قامت بـ عض زِراعهِ الذي يُمسكها بها حتى شعرت بأنها غرزت اسنانها فيها
كان داوود يتحمل الالم و ظل صامدًا كي لا يُفلتها
حتى تفاجأت مي من قوه تحمله وقالت : ايه يأخي مش بتحس ما صح واحد زيك هيحس ازاي
وباتت محاولات افلاتها فاشلة
داوود بضحك سخرية : انتِ فاكره اني ممكن اسيب بسهوله كدا دا في المشمش
كانت مي لاول مرة في حياتها تشعر بخوف بـ هذه الدرجة
ثم توقفت عن الحركه ونظرت الي الارض وكانت على وشك البكاء وقالت : ارجوك سيبني
احس داوود بأنه تمادى قليلًا و من ثم ابتعد عنها واكمل حديثه بجمود: ماشي ماشي بس ياريت تبطلي عياط الاطفال دا
بعد ان ابتعدتت عنه نظرت اليه بأعين كلها كره و قامت بركله في بطنه وقالت : انا بتمنى انك تتمحي من دنيا دلوقت عشان ماشوف خلقتك دي ثم فرت هاربه منه وتركته جالسًا يتعجب من تصرفها و نظر لـ زراعه التي افترسته بأسنانها : امال مكنوش بيأكلوكي لحمة ولا ايه
ثم قام بوضع عليه ضمادة لانه كان عميق نسبيًا
فتحية وهي تتفقده : مالك يداوود دراعك فيه ايه
أراد داوود أن يطمأنها: لا متقلقيش يا أمي دا الرف المكسور وقع عليا وانا بغير المهم هتمشى انا ومي برا شوية وبعدين هراوحها
فتحية وكانت تقترب منه كي ترى زراعه: مش قولتلك تاخد بالك
كان داوود يحاول الابتعاد حتى لا تلاحظ : الحمدلله جت سليمة المهم بس عوزة حاجة من برا وانا جي
فتحية بحب وتربت على صدره بحنان : عوزاك طيب يحبيبي خلي بالك من مي ومتزعلهاش ابدا هي شكلها طيبة ولله اوعى تيسبها يداوود حطها في عينك ماشي يا ابني
داوود وكان مستغرب من كلامها : حاضر يأمي متقلقيش هي في عيني اصلا
وقال في نفسه بسخرية: عيني اااه يعيني عليا
فتحية بحب : خلي بالك من نفسك
داوود بأبتسامة حاضر يأمي
ثم قبل يدها وخرج إلي مي و يعرف انها لم تبتعد كثيرا عن المكان مي تجلس على البحيرة القريبة من بيت داوود
ذهب اليها داوود وجلس بجانبها وظلَ ينظرا للبحر بصمت
مي بدون النظر اليه : انت عارف اني مش هقدر اروح من هنا لوحدي عشان كدا سبتني
داوود وكان يستمتع بالهوا متجاهلاً حديثها
مي بغضب : انا بتكلم
ثم قاطعها داوود وقام من مجلسه وينظف ملابسه من التراب واردف قائلاً بجمود : كفاية لحد كدا و قومي عشان بكرا عندنا يوم طويل وبعدين نبقا نتكلم ونصفي حسابتنا
نظرت مي اليه بشمأزاز وتذكرت انه قال نفس الجملة هذه عندما صفعته
وسابقها داوود الي سيارة وكان كل حديث والدته يخطر بباله ثم اردف قائلاً يستعجلها : ايه هتفضلي كتير برا ولا ايه
ثم ركبت مي معه ولم يحدث اي تواصل بينهما حتى اوصلها الي بيتها
___________________________
عند مكان عمل جاسر و اسر :-
اسر وكان ينظر الي الوقت ولاحظ ان داوود تأخر عليهم وبعدها ذهب لمكتبه وجلس ينظر بتفحص للمستندات التي امامه
جاسر وكان يجلس على كرسي ويأخذ رشفه من قهوته : الله ياض يأسر على كباية القهوة دي بحسها كدا بتطبطب عليا ولله
اسر وكان ينظر في بعض المستندات وكان يرد عليه بعد اهتمام : ااه
جاسر وهو يتأمل كوب القهوة ويتذكر ملامح حورية : عارف يأسر ياريت كل الناس شبه كباية القهوة دي
اسر لم يعيره اهتمام للمرة ثانية : ااه
جاسر بغضب مصتنع : هو ايه الـ ااه ااه دا اجبلك مسكن ؟
ثم وقف من مجلسه واقترب من اسر كي يعرف ما هو الشئ الي يجذب كل تركيزه
اسر وكان يعقد حاجبيه وكأنه يحاول ربط اشياء ببعضها : دي كل سوابق عزيز وكل الي شغال معاه
ثم اخرج بعض الصور الملتقته له و اردف قائلاً: ودي كل مكان كان بيروح يقابل فيه غريب بس لو تاخد بالك ان غريب ديما بيكون لوحده مفيش حد بيبقا معاه يحميه او حتى يخفي نفسه
جاسر وكأنه يكمل الجزء الناقص : قصدك اني غريب عارف انه متراقب و عزيز كان مجرد طعم عشان نقبض عليه
اسر وهو يبتعد عن المكتب و يأخذ قلم ويكتب على السبوره ملاحظات : وطبعاً عزيز كان مجرد صورة تشوشنا عن حاجات تانية بتحصل
جاسر وهو يُعيد الـ نظر إلي الصور مرة ثانية ويتذكر ما قاله عزيز في اخر استجواب له عن شخصية المجهولة التي يتحدث معها غريب : موبيل عزيز فين
اسر وهو يفتح له احد ادراج المكتب و اخرج الهاتف و اعطاه له
- حاول جاسر البحث عن اي شئ به
اسر بـ ستسلام : للأسف مفهوش اي حاجة مفيدة
كان جاسر يبحث في سجل المكالمات ولم يجد سوى رقم غريب فقط ثم اتته فكرة وجلس على مكتب الخاص به وفتح الاب توب و اوصل به الهاتف
و جلس اسر بجانبه يشاهد بصمت
________________________
عند داوود بعدما اوصل مي الي بيت ظل واقف تحت بيتها لبعض الدقائق قلقًا من أن يحدث شئ
ثم اتجه الي المسجد قريب منه
وجلس يستغفر ربه لانه الملجأ الوحيد له الذي يشعره براحه وطمأنينة فيه بعد منزله
كان داوود يُحدث نفسه : ان عارف يارب اني عملت غلطات كتير بس مفيش ملجأ إلا ليك فـ اغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا ان لم تمر لحظات وسمع انه حان وقت اذان العشاء و ردد الاذان وبعدها دعا وقال : يارب لو هكون زوج صالح ليها وهقدر احميها متبعدهاش عني
كان يستغرب مما يقوله وحاول ألا يشتت نفسه وقام الي صلاة
______________________
في بيت مي :-
ذهبت مي الي غرفتها كي تبدل ملابسها توضأت كي تصلي فرضها
وبعدما اتمت صلاتها دعت ربها ان كل ما مرت بيها ان يُبدلها به خيرًا
وتذكرت كل ما حدث في تلك الفترة وقالت : يارب انا حسه اني تايه اوي ومشعرفة اعمل ايه بس انت يارب اعلم بالخير فين
ثم سمعت ان احدًا يطرق الباب وسمحت مي له بدخول وكانت سهيلة كانت مي تجلس على سجادة الصلاة والتفتت اليها وقالت: ايه يماما حاجة حصلت
سهيلة بأبتسامة : عاملتي ايه وانتِ في بيت داوود
مي بستغراب : انتِ عرفتي منين
سهيلة : داوود كان قايل لـ باباكي طبعاً
مي وهي تهز رأسها بلا مبالا : ااه
سهيلة وهي تنزل لمستوى مي : انا عارفة اني الوضع غريب عليكي
مي بزهق : ماما مش عوزة اتكلم في موضوع داوود دا لانه منتهي خلاص وعرفت انه مفيش منه اتنين
ثم وقفت من مجلسها واردفت قائلة : انا قايمة اشوف حاجة ابلع بيها المر الي هشوفه دا
وتركتها مي وخرجت
كانت سهيلة جالسة على الارض مكان مي وشردت في ذكرياتها
Fash back_______________
في بيت أشبه ببيوت المسكونة التي يملأها التراب و الحزن وكل ما هو لا يروق للأنسان
كانت سيهلة فتاة ذات سن الثامنة عشر
ولديها ام التي تكون اشبه بالقمر الساطع في منتصف الشهر ولاكن العبوس و الحزن طاغًا على هذا الجمال
يسرا(والده سهيلة) وكانت تتوسل إلي سهيلة: يبنتي لازم توافقي عشان خطري وافقي ابوكي مش هيرحمنا بصي انا مش مهم لاكن هو مش هيرحمكسهيلة وهي غارقة في الدموع : يأمي انا ازاي اتجوز واحد في مقام جدي حرام عليكوا اتقوا الله
ثم سمعوا طرق الباب و ابتلعوا يرقهم وكأنهم ينتظرون موعد قبض ارواحهم
سيد ( والد سهيلة ) كان ينظر لهم بكل كره واستحقار واردف قائلاً بكل فظاظة : ولله عوزة تفردي رأيك عليا
ثم اقترب منها وجذبها من شعرها واقال بصوت جهوري الذي اخترق طبلة اذنها : ولله لتتجوزيه انهاردة قبل بكرا
حاولت سهيلة افلات منه وتتضربه في جميع انحاء جسده دفاعًا عن نفسها وقالت بين صرخاتها من الالم : لو هتقتلني مش هتجوزه
سيد وهو يرميها بقوة على الارض ويتكلم بسخرية : وانا مش فارق معايا تموتي ولا تعيشي لو كان على موتك كنت قتلتك من زمان انتِ وامك بس ادام جي من وراكي منفعة قولت خلاص يا واد خليها
ثم قاطعه رنين الهاتفه ونظر اليه وكان شخص الذي سوف يتزوج سهيلة واردف ساخرًا : اهو جوزك بيرن عشان نتفق على ميعاد كتب كتاب باليل
ثم خرج من الغرفة وتركهم
اقتربت منها يسرا حتى تتفحصها
ورأت ان الدماء يسيل من رأسها بسبب قوة شد خصلات شعرها
يسرا وهي تحتصن ابنتها و تتكلم بحسرة على وضعها : انا اسفة يبنتي اسفة ولله انا السبب في كل دا انا الي مش بعرف اقف قدامه واقوله لا لاكن انتِ شبه خالتك دليدة هي الي عرفت تقول لاء لأي وضع مش عاجبها ومخافتش واتجوزت للـ بيحبها ويتقي ربنا فيها لاكن انا معرفتش اقول لاء اي حاجة في حياتي حصلت مكنش فيها رأيي كل حاجة كانت بتحصل بتبقا غصب عني ومش برضايا حتى جوازي من سيد كان غصب عني وقولت اهو عشان اخلص من اهلي الي كانوا مشغلني خدامه ليهم بعد ما اتجوزت دليدة ومشيت وسافرت لمحافظة تانية بعيدة عننا كنت ديما بتتصل بيا تتطمن عليا وتبعتلي مبلغ فلوس عشان مبقاش محتاجة حاجة بس اخر سنتين اتقطعت الاتصال بنا بسبب اني ابوكي ربنا ينتقم منه اخد من الموبيل وكسْره.. وقطعني عن كل الناس دا بسبب اني مقولتش كلمة لاء
ثم رفعت رأس سهيلة تنظر إليها بكل ثقة كي ترفع معنوياتها : بس اوعي اوعي فيوم من الايام تقولي ااه لوضع مش مريح ليكي و عمري ما هسيبك تتجوزي الراجل دا
ثم قامت يسرا بالوقف من مجلسها وقالت ليها بثقة : يلا قومي احنا هنروح لخالتك هي الوحيدة الي ممكن تقدر تساعدنا
سهيلة بقلق : بس يماما هي ممكن مترتحش بوجودنا
يسرا : الي متعرفهوش اني دليدة ديما كانت تقولي اتطلقي وتعالي عيشي معايا لان هي اللهم بارك عندها بيت من اربع شقق وجوزها ربنا يبارك فيه شيلها من على الارض شيل
سهيلة بتذكر : بس يماما أنتِ قولتي اني رقمها ضاع
يسرا وكأنها تمسكت بحبل من حبال النجاه : بس انا عرفة مكان بيتها
سهيلة بخوف : بس ممكن بابا يعرف
ثم شردت يسرا ورادفت قائلة بتوعد : متقلقيش مش هيعرف حاجة يلا بس قومي جهزي الشنط احنا لسة قدامنا كام ساعة على معاد كتب كتاب الي بيقول عليها زفت سيد
ثم هرولت سهيلة مسرعة تلملم ملابسها ولاحظت ان والدتها تقف مكانها واردفت قائلة بتستفهام : انتِ واقفة ليه يماما
يسرا وكانت تحاول كبت دموعها : لا يحببتي انا هفضل هنا
كانت سهلة تريد معرفة سبب رفضها : ليه يماما انا مش هقدر اسيبك هنا مع الراجل دا
يسرا وخانتها عيونها : سبيني اعمل حاجة تكون بأرادتي يسهيلة
سيهلة وهي تبكي أيضاً وتحضنها : لا لا يا أمي مش هقدر اسيبك لا
حاولت يسرا استجماع نفسها واردفت بكل ثقة : متقلقيش عليا يحببتي المهم هكتبلك العنوان البيت بتاعها
ثم ذهبت الي دولاب واعطتها الورقة التي بها عنوان ورقم هاتفها واردفت يسرا : انا مش متذكرة دا رقمها ولا لا بس انا حاولت على قد ما أقدر اني احافظ عليه
سهيلة وهي تمسك يد يسرا : يماما انا خيفة اوي
يسرا بطمأنينة : متقلقيش يحببتي انا هكون مبسوطة لما تكوني انتِ في امان وفرحانة ، و يلا بقا عشان قدامك ساعة تلحقي تمشي قبل ما زفت دا يجي
ثم دخل عليها سيد واستوقف عند كلمتها : تمشي فين يهانم
سهيلة بخوف : اقصد همشي عشان اظبط نفسي لكتب الكتاب يعني
قم اقترب سيد و يحوم حول حقيبة الملابس واردف قائلاً بمكر: ودي شنطة ايه دي
يسرا بخوف ممزوج بالقلق : دي الشنطة بتلم فيها هدومها عشان تمشي مع جوزها امال هتمشي من غير هدوم
سيد وشعر بالشك : ااة هدومها ماشي انا هفوتها المرادي بس ولله لو عرفت انكوا بتعملوا حاجة من ورايا هيكون اخر في عمركوا فهمين
ثم هزوا رأسهم بالإيجاب وتكرهم وخرج
وبعد مرور الوقت اتممت سهيلة حزم كل امتعاتها
يسرا وهي تحضنها : انا مبسوطة اوي انك هتكوني في حتة تانية بعيدة عن القرف دا
سهيلة بقلق : انا هستناكي يأمي هناك ماشي
يسرا وهي تربت عل زراعها برفق : متقلقيش يحببتي هجيلك ولله بس اطمن عليكي الاول المهم الورقة معاكي صح
اشارت سهيلة لها بالأيجاب
يسرا وهي تحضنها مرة اخرى : يلا يحببتي ربنا معاكي
وحملت حقيبتها وخرجت في صمت وكان القلق يتملك جسدُها كله
لم يمر لحظات و وصل الخبر لوالدها ثم اتى اليها مهرولًا بالشارع وتقابلت اعينهم
سيد بصوت جهوري في الشارع : عوزة تخلي راسي في طين ويقولوا بنته هربت ليلة كتب كتبها يسهيلة
اعطته له ظهرها ولاكن قبل ان تخطو خطوةً واحدة الي الامام تكلم سيد وقال : لو خطيتي خطوة واحدة بس لهكون مفرتك دماغك دي
التفت سهيلة اليه وانصدمت مما رأته كان سيد يحمل بيده مسدس يصوبه نحوها
كانت سهيلة غارقة في دموعها وكانت الكلمة الوحيدة على لسانها : لا
سيد و سوف يضغط على الزناد المسدس : انا هوريكي ازاي تقولي لا
ثم اغمضت عينها وسمعت صوت طلق الرصاص .....
_________________________________
وبس كدا خلص البارت واتمنى يكون خفيف لطيف 🎀💫

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 04, 2024 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لأخر الطريق Where stories live. Discover now