على الرغم من أن إيريكا لا تستطيع رؤية وجه الرجل الذي أمامها، إلا أن جزءًا منها شعر بالقلق.
حاولت التفكير في طريقة لتنبيه الغريب إلى وجودها بطريقة لا تخيفه ولكن قبل أن تتمكن من ذلك، وكأنه شعر بها، فتح الرجل عيناه ونظر إليها بحدة.
"ابتعدي." تحدث بهدوء ولكن بصرامة شديدة. كانت نبرته حادة ومُهددة تقريبًا.
تفاجأت إيريكا. رفعت يديها للدفاع عن نفسها محاولة إظهار أنها لا تقصد الأذى. ضيق الرجل عيناه مرة أخرى، وبدا عابسًا. لولا قناعها والإضاءة السيئة، إذا رأت إيريكا وجهه لكانت تراجعت على الفور.
كان آليريك يعاني من الكثير من الألم. لقد أعاد فتح جرحه عن طريق الخطأ في وقت سابق. كان يرسل وخز حاد في جميع أنحاء جسده. بذل قصارى جهده لإخفاء الأمر عن والتر ولويس لأنه لم يرد إزعاجهما وإفساد الليلة التي بدأت للتو، لذلك تمكن بطريقة ما من إقناعهما بالافتراق.
حاول آليريك التحرك والوقوف في وضعية أكثر راحة لكن هذا جاء بنتائج عكسية مما جعله ينحني للأمام. لم تعرف إيريكا ما الذي حدث له لكنها كانت سريعة في الاستجابة ومدت ذراعيها للأمام للإمساك بكتفيه.
قبل أن يتمكن آليريك من الاحتجاج، قادته إيريكا إلى المقعد الذي كانت تجلس عليه من قبل. لدى آليريك كبرياء لدرجة أنه لم يعترف بذلك، لكن جزءًا منه كان ممتنًا لمساعدتها له.
أبقت إيريكا مسافة بينها وبين الرجل الذي أمامها. كان بإمكانها أن تعرف أن الرجل الذي أمامها حذر منها. لم تعرف ماذا تفعل. شعرت بالحاجة إلى مساعدته أكثر، لكن جزءًا كبيرًا منها أخبرها أنها فعلت ما يكفي. خططت لترك الرجل.
"ا... انتظري." صاح بصوت أجش وهو يوقفها. لم يكن يخطط لخروج صوته بهذه النبرة. لقد خانه صوته بإظهار مدى الألم الذي يعاني منه. لقد أظهر مدى ضعفه.
استدارت إيريكا إلى الرجل وهي لا تزال تحافظ على مسافة بينها وبينه. أمالت رأسها بفضول وكأنها تسأله عن سبب إيقافه لها.
أخذ آليريك أنفاسًا قصيرة قبل أن يتحدث مرة أخرى. "شكرًا لكِ."
هو يعرف متى يُعبّر عن امتنانه حتى لو كان ذلك يعني دفع كبريائه جانبًا. أومأت إيريكا قليلًا.
ساد الصمت بعد سماعها للرجل الذي أمامها يأخذ أنفاسًا قصيرة عالية. كانت إيريكا على وشك المغادرة مرة أخرى حتى أخفض آليريك رأسه لينظر إلى جانبه المصاب. في تلك اللحظة لاحظت أن العرق يتراكم حول رقبته.
علمت أن ما به أشد خطورة مما كانت تعتقد في البداية. لم تستطع تركه. كانت بحاجة إلى إيجاد المساعدة له.
أخرجت منديلًا وناولته إياه بنية الركض للبحث عن المساعدة بعد ذلك مباشرة. جفل آليريك عندما رفع رأسه ليجد يدها ممدودة أمامه بمنديل أبيض نظيف.
أنت تقرأ
إيريكا
Historical Fiction〖رواية مترجمة〗 يقولون أن صوتها كان ذات يوم ساحرًا لكل من سمعه. لقد كانت مثل السيرين التي تستدرج البحارة بصوتها وتؤدي إلى موتهم في الليالي الهادئة... هذه مجرد شائعات، والحقيقة هي أن الابنة الصغرى للكونت تكون خرساء. لقد فقدت صوتها منذ فترة طويلة في سن...