الفصل الأول : فكرة غبية

92 7 32
                                    



لطالما كانت شُعاع على عكس إسمها ، هادئة و بعيدة كل البعد عن الحيوية و الطاقة المُفرطة التي يُحملونها من في عمرها .

دائمًا ما تسمع حديث سيدات الحي لأمها بأنها غريبة و يبدو بأنها تعاني من خطب نفسي ؛ فهي فقط صامتة و لا تشارك في أحاديثهم

" عزيزتي أطلعي على صحة أبنتك النفسية ، لا أقصد شيئًا لكن تعلمين تبدو غريبة ! "

" أنا لست غريبة "

هذا ما تود قوله ، فهم لديه فكرة نمطيه غبية عن الشخص الصامت و ذو الطباع الهادئة و يعتبرونه مريضًا و يمتلك عله في عقله .

" أمي أنا ذاهبة ! "

نادت بكلماتها بنبرة منخفضه بعض الشيء لكن لازالت مسموعه ، نظرت للمرآة المعلقة في الجدار بقرب باب منزلهم و عبثت بخصلات شعرها الفاتحة القصيرة ثم همت بالذهاب .

كانت الشمس ساخنة هذا الصباح لكنها أكملت سيرها ببطىء للمدرسة ، و لم تعلم من ينتظرها خلف جدرانها.

"شُعاع !!!! "

أغمضت شُعاع عينيها للصوت العالي و الفتاة التي قفزت في وجهها من العدم ثم فتحت عينيها بكسل تنظر لصديقتها التي تبدو بطاقة عالية حقًا .

" هل تناولتِ أي شيء يحتوي على هرمونات السعادة الأربع في إفطاركِ غيم ؟ "

تمتمت شُعاع و هي تعيد خصلات شعرها لخلف أذنها اليمنى ، لكن تبسمت غيم و سارت معها للداخل .

" لا أعلم ! ، لما تسألين و ماهي هرمونات السعادة أصلًا ؟ "

" الدوبامين  والسيروتونين و الأوكسيتوسين  والإندورفين "

" أنسي هذا ، ما شعورك تجاه هذا الفصل الدراسي ؟ أعتقد بأنه سيكون جيدًا حقًا مادامت المعلمة صفاء هي من سوف تدرسنا ! "

" صفاء ؟ تلك التي تصرخ كثيرًا ؟ "
" هي لا تصرخ ، فقط عصبيه بعض الشيء ! "

لوحت غيم بيدها وهي تضحك ثم بررت و هي تنظر لتعبير شُعاع الغير مفهوم ، فسألت شُعاع بينما تغطي بيديها أشعة الشمس التي أزعجتها .

" غيم ما رأيك في قصة العوالم الأخرى ؟ "

" عدنا لأفكارك الغريبة ؛ في الفصل السابق كُنتِ تتحدثين عن مخلوقات الفضاء و الآن عوالم أخرى ؟! ، لكن أعتقد بأن هذا غير حقيقي و لا تفكري بهذا كثيرًا و إلا ستصرخ المعلمة صفاء في وجهك! "

" حسنًا "

── .✦

و مضى اليوم الأول في هذا الفصل كسائر الأيام بالنسبة لـ شُعاع لكن فكرت كثيرًا بقصة العوالم الأخرى و قررت سؤال والدتها عند عودتها للمنزل .

" أمي ؟ ، هل تعتقدين بأن هناك عوالم أخرى ؟ "

سألت شُعاع و هي تجلس على كُرسي طاولة المطبخ قِبالة والدتها التي ترتدي مئزر الطبخ ، و عند سؤال أبنتها شدت على الملعقة الخشبية التي بين يديها .

" شُعاع لا تسألي أسئلة كهذه ، اذهبي لغرفتك سوف أنادي عليك عند نضوج الطعام "

" حسنًا "

أخذت شُعاع بنفسها لغرفتها و رمت نفسها على سريرها بملل ، حتى ضرب شيء نافذتها فنهضت ببعض الفزع .

"ما الذي تفعلينه هنا ؟"

تمتمت و هي تنظر بفضول ناحية البومة المشغولة بتناول أحدى السحالي على شرفة نافذتها لكن عندما لفت البومة رأسها نحوها انتفضت للحظات بسبب أعينها الواسعة ذات اللون الأصفر المائل للبرتقالي و التي تشعرها بأنها تنظر لروحها .

أنهت البومة طعامها ببضع لقمات ثم فردت جناحيها لتطير بعيدًا .

تركت البومة أحد ريشها الأبيض ساقطًا على الشرفة لذا فتحت شُعاع النافذة و أخذته و تحسست نعومته .

" شُعاع هيا تعالي "

تناولت شُعاع الطعام بتعبيرها المعتاد ثم نهضت للعودة لغرفتها و النوم فلازال خلفها أيام طويلة .

 الشُعاع في الغَيْهَبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن