لطالما كانت شُعاع على عكس إسمها ، هادئة و بعيدة كل البعد عن الحيوية و الطاقة المُفرطة التي يُحملونها من في عمرها .دائمًا ما تسمع حديث سيدات الحي لأمها بأنها غريبة و يبدو بأنها تعاني من خطب نفسي ؛ فهي فقط صامتة و لا تشارك في أحاديثهم
" عزيزتي أطلعي على صحة أبنتك النفسية ، لا أقصد شيئًا لكن تعلمين تبدو غريبة ! "
" أنا لست غريبة "
هذا ما تود قوله ، فهم لديه فكرة نمطيه غبية عن الشخص الصامت و ذو الطباع الهادئة و يعتبرونه مريضًا و يمتلك عله في عقله .
" أمي أنا ذاهبة ! "
نادت بكلماتها بنبرة منخفضه بعض الشيء لكن لازالت مسموعه ، نظرت للمرآة المعلقة في الجدار بقرب باب منزلهم و عبثت بخصلات شعرها الفاتحة القصيرة ثم همت بالذهاب .
كانت الشمس ساخنة هذا الصباح لكنها أكملت سيرها ببطىء للمدرسة ، و لم تعلم من ينتظرها خلف جدرانها.
"شُعاع !!!! "
أغمضت شُعاع عينيها للصوت العالي و الفتاة التي قفزت في وجهها من العدم ثم فتحت عينيها بكسل تنظر لصديقتها التي تبدو بطاقة عالية حقًا .
" هل تناولتِ أي شيء يحتوي على هرمونات السعادة الأربع في إفطاركِ غيم ؟ "
تمتمت شُعاع و هي تعيد خصلات شعرها لخلف أذنها اليمنى ، لكن تبسمت غيم و سارت معها للداخل .
" لا أعلم ! ، لما تسألين و ماهي هرمونات السعادة أصلًا ؟ "
" الدوبامين والسيروتونين و الأوكسيتوسين والإندورفين "
" أنسي هذا ، ما شعورك تجاه هذا الفصل الدراسي ؟ أعتقد بأنه سيكون جيدًا حقًا مادامت المعلمة صفاء هي من سوف تدرسنا ! "
" صفاء ؟ تلك التي تصرخ كثيرًا ؟ "
" هي لا تصرخ ، فقط عصبيه بعض الشيء ! "لوحت غيم بيدها وهي تضحك ثم بررت و هي تنظر لتعبير شُعاع الغير مفهوم ، فسألت شُعاع بينما تغطي بيديها أشعة الشمس التي أزعجتها .
" غيم ما رأيك في قصة العوالم الأخرى ؟ "
" عدنا لأفكارك الغريبة ؛ في الفصل السابق كُنتِ تتحدثين عن مخلوقات الفضاء و الآن عوالم أخرى ؟! ، لكن أعتقد بأن هذا غير حقيقي و لا تفكري بهذا كثيرًا و إلا ستصرخ المعلمة صفاء في وجهك! "
" حسنًا "
── .✦
و مضى اليوم الأول في هذا الفصل كسائر الأيام بالنسبة لـ شُعاع لكن فكرت كثيرًا بقصة العوالم الأخرى و قررت سؤال والدتها عند عودتها للمنزل .
" أمي ؟ ، هل تعتقدين بأن هناك عوالم أخرى ؟ "
سألت شُعاع و هي تجلس على كُرسي طاولة المطبخ قِبالة والدتها التي ترتدي مئزر الطبخ ، و عند سؤال أبنتها شدت على الملعقة الخشبية التي بين يديها .
" شُعاع لا تسألي أسئلة كهذه ، اذهبي لغرفتك سوف أنادي عليك عند نضوج الطعام "
" حسنًا "
أخذت شُعاع بنفسها لغرفتها و رمت نفسها على سريرها بملل ، حتى ضرب شيء نافذتها فنهضت ببعض الفزع .
"ما الذي تفعلينه هنا ؟"
تمتمت و هي تنظر بفضول ناحية البومة المشغولة بتناول أحدى السحالي على شرفة نافذتها لكن عندما لفت البومة رأسها نحوها انتفضت للحظات بسبب أعينها الواسعة ذات اللون الأصفر المائل للبرتقالي و التي تشعرها بأنها تنظر لروحها .
أنهت البومة طعامها ببضع لقمات ثم فردت جناحيها لتطير بعيدًا .
تركت البومة أحد ريشها الأبيض ساقطًا على الشرفة لذا فتحت شُعاع النافذة و أخذته و تحسست نعومته .
" شُعاع هيا تعالي "
تناولت شُعاع الطعام بتعبيرها المعتاد ثم نهضت للعودة لغرفتها و النوم فلازال خلفها أيام طويلة .

أنت تقرأ
الشُعاع في الغَيْهَب
Fantasíaلطالما كانت الغربان و البوم ألد الاعداء بالفطرة ، و كلما شاهد أحد الغربان بومة هجم عليها و أقتلع عينيها و قتلها دون سبب واضح ! فماذا أن كان أحدُ الغربانِ يرغبُ بِـ البومة ؟ و يرغب بمساعدتها له ... رغم العداوة .. - •كل الشخصيات و أسمائها من أختيا...