الفصل الرابع : مرض

27 7 10
                                    


بعد الذي حصل بالأمس مع شُعاع ، عادت راكضة للمنزل و بدأت تتقيأ كل ما في جوفها للمنظر الذي شاهدته يومها .

فمن الذي سيستطيع تحمل رؤية صديقة مُنقسم الرأس و تفيض الدماء مُنه ؟

" شُعاعي ، كيف حالكِ الآن ؟ "

فتحت والدتها باب غرفتها و نادتها باللقب الذي اعتادت على مناداتها به منذ أن كانت رضيعه .

" بخير أمي ، لكن لازالت معدتي تؤلمني بعض الشيء "

أخذت طبق الحساء الذي مدته والدتها لها و تحدثت بينما تنظر للبخار الذي يخرج منه .

" كُلي بمهل و احصلي على غفوة و سوف تتحسنين قريبًا "

قبلة والدتها جبينها و أغلقت باب الغرفة من خلفها .

── .✦

حصلت شُعاع على غفوة مُريحة بعد أن تناولت حساء والدتها الطيب المُعد بطريقتها المعتادة .

لكن قاطع غفوتها أصوات في نافذتها .
" لا تقل لي بأن أحد الغربان هُنا "

تمتمت بعد أن أبعدت الغطاء عنها و نهضت ناحية النافذة ، رفعت الستار و إذا بها تُشاهد تلك البومة مُجددًا .

" أوه أنتِ ، ما الذي ترغبين به الآن ؟ "

حشرت شُعاع وجهها في زجاج النافذة بينما تتأمل البومة المشغولة بحك نفسها لكنها التفتت نحوها بسرعة .

تراجعت البومة و فردت جناحيها بدفاع لكن عند ملاحظتها سكون شُعاع أعادت أجنحتها و أكملت حك نفسها .

" أنتِ مسكينة ، يقولون بأنكِ مصدر شؤم و هذا غير حقيقي فأنتِ مُجرد طائر عادي "

تمتمت شُعاع و هي تنظر لألوان البومة التي هي بين الأبيض و البُني ، ثم عبست .

" تعلمين أعتقد بأننا متشابهتان فالجميع يقولون أشياء لا تتواجد فينا حتى قبل أن يتعرفوا علينا ! ، لذا يجب إعادة تعليم الجميع بعدم الحُكم على الأخرين دون معرفة ماهي شخصيتهم أو ما مرو به ! "

── .✦

" شُعاع ! ، كيف حالكِ ؟ "

صرخت غيم بسعادة عند ملاحظتها لدخول رفيقتها لغرفة الصف .

" بخير يبدو بأنني أكلت شيئًا سيئًا مثلما قُلت لك "

وضعت شُعاع حقيبتها و تحدثت لـ غيم التي عادت لطاقتها على عكس الأمس .

" نعم حتى صوتكِ في الهاتف كان مُتعبًا ! ، لو عرفت ما الذي أكلته لبلغت على شركته ! "

عبست غيم بينما تتحدث ثم بدأت بتعديل مشبك الشعر الخاص بـ شُعاع فقد كان مائلًا .

" غيم لقد كُنتِ بالامس—

تنهدت شُعاع و كانت ستبدأ بالحديث عن الأمس لكن قاطعها نقر الغراب بقوة على النافذة و يبدو هائجًا بشكل أكثر عن السابق .

" يا ألهي يبدو غاضبًا ! "

تمتمت غيم و هي تقترب من شُعاع بفزع ، أزداد نقر الغراب على زجاج النافذة حتى شُق و تكسر .

صرخن الفتيات بفزع و تدافعًا للخروج و بينما غيم تحاول سحب شُعاع دفعنها الفتيات و خرجت بدونها ، و بقيت شُعاع تنظر بتمعن ناحية الغراب الذي هو يقف على حافة النافذة ينظر إليها .

أقترب الغراب منها في و لمحه أصبح منقاره بقرب عينها اليمنى و من شدة قربه شعرت بمنقاره يلمس رموش عينها .

" عُد ! "

صرخ صوت فتى في إرجاء غرفة الصف فسقط الغراب أرضًا و طار بسرعة رغم ترنحه و خرج من النافذة .

تنفست شُعاع بسرعة و وضعت يدها المُرتجفه على عينها ، و قاطع هلعها و هي تنظر للنافذة صوت غيم و هي تشد ذراعها .

" شُعاع ! ، أنتِ بخير ؟! "

——————————————-

للمعلومية : أوضح الباحث الشرعي عمر السريحي «أن التشاؤم من البومة ليس له أصل في ‏الشرع، بل إن ذلك من الخرافات والانحرافات ويخشى على صاحبها الوقوع ‏في الشرك»، مضيفا: لا يكاد تخلو كتب الفقه من ذكر «البومة» عند التحذير من «الطيرة» في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم «الطيرة شرك» وتعني التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم .

أبحثوا أكثر عن الموضوع فالتطير أو التشاؤم بالبوم أو الغربان أو القطط السوداء شرك⭐️ .

 الشُعاع في الغَيْهَبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن