بعد الذي حصل بالأمس مع شُعاع ، عادت راكضة للمنزل و بدأت تتقيأ كل ما في جوفها للمنظر الذي شاهدته يومها .فمن الذي سيستطيع تحمل رؤية صديقة مُنقسم الرأس و تفيض الدماء مُنه ؟
" شُعاعي ، كيف حالكِ الآن ؟ "
فتحت والدتها باب غرفتها و نادتها باللقب الذي اعتادت على مناداتها به منذ أن كانت رضيعه .
" بخير أمي ، لكن لازالت معدتي تؤلمني بعض الشيء "
أخذت طبق الحساء الذي مدته والدتها لها و تحدثت بينما تنظر للبخار الذي يخرج منه .
" كُلي بمهل و احصلي على غفوة و سوف تتحسنين قريبًا "
قبلة والدتها جبينها و أغلقت باب الغرفة من خلفها .
── .✦
حصلت شُعاع على غفوة مُريحة بعد أن تناولت حساء والدتها الطيب المُعد بطريقتها المعتادة .
لكن قاطع غفوتها أصوات في نافذتها .
" لا تقل لي بأن أحد الغربان هُنا "تمتمت بعد أن أبعدت الغطاء عنها و نهضت ناحية النافذة ، رفعت الستار و إذا بها تُشاهد تلك البومة مُجددًا .
" أوه أنتِ ، ما الذي ترغبين به الآن ؟ "
حشرت شُعاع وجهها في زجاج النافذة بينما تتأمل البومة المشغولة بحك نفسها لكنها التفتت نحوها بسرعة .
تراجعت البومة و فردت جناحيها بدفاع لكن عند ملاحظتها سكون شُعاع أعادت أجنحتها و أكملت حك نفسها .
" أنتِ مسكينة ، يقولون بأنكِ مصدر شؤم و هذا غير حقيقي فأنتِ مُجرد طائر عادي "
تمتمت شُعاع و هي تنظر لألوان البومة التي هي بين الأبيض و البُني ، ثم عبست .
" تعلمين أعتقد بأننا متشابهتان فالجميع يقولون أشياء لا تتواجد فينا حتى قبل أن يتعرفوا علينا ! ، لذا يجب إعادة تعليم الجميع بعدم الحُكم على الأخرين دون معرفة ماهي شخصيتهم أو ما مرو به ! "
── .✦
" شُعاع ! ، كيف حالكِ ؟ "
صرخت غيم بسعادة عند ملاحظتها لدخول رفيقتها لغرفة الصف .
" بخير يبدو بأنني أكلت شيئًا سيئًا مثلما قُلت لك "
وضعت شُعاع حقيبتها و تحدثت لـ غيم التي عادت لطاقتها على عكس الأمس .
" نعم حتى صوتكِ في الهاتف كان مُتعبًا ! ، لو عرفت ما الذي أكلته لبلغت على شركته ! "
عبست غيم بينما تتحدث ثم بدأت بتعديل مشبك الشعر الخاص بـ شُعاع فقد كان مائلًا .
" غيم لقد كُنتِ بالامس—
تنهدت شُعاع و كانت ستبدأ بالحديث عن الأمس لكن قاطعها نقر الغراب بقوة على النافذة و يبدو هائجًا بشكل أكثر عن السابق .
" يا ألهي يبدو غاضبًا ! "
تمتمت غيم و هي تقترب من شُعاع بفزع ، أزداد نقر الغراب على زجاج النافذة حتى شُق و تكسر .
صرخن الفتيات بفزع و تدافعًا للخروج و بينما غيم تحاول سحب شُعاع دفعنها الفتيات و خرجت بدونها ، و بقيت شُعاع تنظر بتمعن ناحية الغراب الذي هو يقف على حافة النافذة ينظر إليها .
أقترب الغراب منها في و لمحه أصبح منقاره بقرب عينها اليمنى و من شدة قربه شعرت بمنقاره يلمس رموش عينها .
" عُد ! "
صرخ صوت فتى في إرجاء غرفة الصف فسقط الغراب أرضًا و طار بسرعة رغم ترنحه و خرج من النافذة .
تنفست شُعاع بسرعة و وضعت يدها المُرتجفه على عينها ، و قاطع هلعها و هي تنظر للنافذة صوت غيم و هي تشد ذراعها .
" شُعاع ! ، أنتِ بخير ؟! "
——————————————-
للمعلومية : أوضح الباحث الشرعي عمر السريحي «أن التشاؤم من البومة ليس له أصل في الشرع، بل إن ذلك من الخرافات والانحرافات ويخشى على صاحبها الوقوع في الشرك»، مضيفا: لا يكاد تخلو كتب الفقه من ذكر «البومة» عند التحذير من «الطيرة» في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم «الطيرة شرك» وتعني التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم .
أبحثوا أكثر عن الموضوع فالتطير أو التشاؤم بالبوم أو الغربان أو القطط السوداء شرك⭐️ .
أنت تقرأ
الشُعاع في الغَيْهَب
Fantasíaلطالما كانت الغربان و البوم ألد الاعداء بالفطرة ، و كلما شاهد أحد الغربان بومة هجم عليها و أقتلع عينيها و قتلها دون سبب واضح ! فماذا أن كان أحدُ الغربانِ يرغبُ بِـ البومة ؟ و يرغب بمساعدتها له ... رغم العداوة .. - •كل الشخصيات و أسمائها من أختيا...