بعد مرور أسبوعين، وفي اليوم المحدد للزفاف، كان الجو مثالياً، حيث انتشرت أشعة الشمس الدافئة في السماء الصافية، وزقزقت العصافير على الأشجار المحيطة بمكان الحفل. الأزهار المتفتحة بألوانها الزاهية كانت تزين الممرات، مما أضفى جواً من السحر والرومانسية.في غرفة انتظار العروس، جلست ران بينما تقوم خبيرة المكياج بتزيينها. كانت تبدو كالملكة في فستان زفافها الأبيض الذي كان مزيناً بالدانتيل الرقيق واللؤلؤ المتناثر بعناية. شعرها البني الطويل كان مصففاً بتجعيدات ناعمة، وتزينت بإكسسوارات براقة تزيد من جمالها الطبيعي. بدت عيناها الواسعتان لامعتين، وتلوح فيهما مشاعر مختلطة من التوتر، والخوف، والحماسة في نفس الوقت.
دخلت والدته، يوكيكو كودو، بابتسامة دافئة، وقالت وهي تتوجه نحو ران، "أهلاً بكِ، ران تشان. كم أنتِ جميلة اليوم!"
ابتسمت ران بخجل وردت، "شكراً جزيلاً، سيدتي."
قالت يوكيكو بلطف، "لا تقولي سيدتي، ناديني امي ، أنا أعتبرك ابنتي الآن."
شعرت ران بالراحة من كلمات يوكيكو الدافئة، وابتسمت بتواضع. دخلت بعد ذلك رينا وبعض الأقارب ليهنئوا العروس. كانت رينا تنظر إليها بنظرة مليئة بالغيرة والحسد والكره. عندما اقتربت رينا لتسلم عليها كالباقين، همست في أذن ران، "أنصحك بأن تستيقظي من حلمك، يا جميلة، لأنه ملكي."
انسحبت رينا بابتسامة، وتركت ران تحاول أن تستوعب كلماتها. عرفت ران أن تلك الفتاة تحب شينتشي وستكرهها، لكنها لم تهتم بالأمر وعادت إلى مقعدها لترتاح بعدما خرج الجميع.
في غرفة العريس، كان شينتشي يجلس على كرسي فاخر، وعلى وجهه نظرة ساخطة. كان يرتدي بدلة زفاف سوداء مصممة بدقة، مما أظهر وسامته بشكل واضح. شعره الأسود اللامع كان مصففاً بشكل مثالي، وملامحه الحادة كانت تثير الإعجاب. كان يقلب هاتفه ويتنهد، غير مبالٍ بنظرات الإعجاب من العاملات اللواتي كن يجهزن المكان بجانبه، ولم يستطعن رفع أعينهن عنه من شدة وسامته.
همست إحدى العاملات لصديقتها، "يا له من وسيم! كيف تكون العروس محظوظة بزواجها منه؟"
ردت الأخرى بحسد، "حقاً، لا أستطيع التوقف عن النظر إليه."
وأضافت ثالثة، "أتمنى لو كنت مكان العروس."
لاحظ شينتشي تلك النظرات، لكنه لم يعطِها أي اهتمام، معتقداً أنهن ينتقدونه.
اقترب منه ابن عمه، ريجي، وقال بمزاح، "ابتسم قليلاً يا صاح، إنه يوم زفافك. عليك أن تكون سعيداً ولو قليلاً."
أجابه شينتشي بسخرية، "حسناً، حسناً، ها أنا أبتسم." وابتسم ابتسامة مصطنعة.
دخل كايتو بعد ذلك، وسأله شينتشي بفضول، "ألم تكن مسافراً؟ لماذا أنت هنا؟"