8

130 3 14
                                    


مر الوقت بسرعة بينما كان شينتشي جالساً في الحديقة، واستغرق في تأمل جمال الطبيعة. غروب الشمس كان ساحراً، حيث كانت السماء تتلون بدرجات من البرتقالي والأرجواني، مع انعكاس الألوان الجميلة على سطح البرك الصغيرة. الأشجار بدت وكأنها تلقي بظلال طويلة على الأرض، والطيور كانت تغرد بألحانها الأخيرة لليوم. كانت الشمس تنحدر ببطء نحو الأفق، تاركة وراءها هالة دافئة من الضوء الذهبي.

بينما كان شينتشي متعمقاً في تأمل هذا المنظر الخلاب، رن هاتفه فجأة. كان الاتصال من المستشفى.

شينتشي (بقلق): "مرحباً؟"

الممرضة: "السيد كودو، هنا المستشفى. التحاليل الخاصة بك قد انتهت وصدرت النتائج. نرجو منك الحضور لاستلامها ومقابلة الطبيب."

شينتشي: "حسناً، سأكون هناك في أسرع وقت."

ركب شينتشي سيارته الفاخرة وتوجه إلى المستشفى. بعد وصوله، دخل بسرعة لمقابلة الطبيب.

الطبيب (بجدية): "شينتشي، تفضل بالجلوس."

شينتشي (بصوت مرتعش): "ما هي النتائج يا دكتور؟"

الطبيب (بحزن): "أخشى أن الأخبار ليست جيدة. التحاليل تظهر أن المرض قد عاد، ويبدو أن حالتك تتطلب علاجاً فورياً. كما قلت لك من قبل، أطول مدة قد تبقى لك هي سبع سنوات إذا لم نتدخل بسرعة."

شينتشي (بصدمة وألم): "كيف يمكن هذا؟ لقد ظننت أنني شفيت."

الطبيب (بهدوء): "أنا آسف يا شينتشي، ولكن يجب علينا أن نبدأ العلاج في أسرع وقت ممكن. لديك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى ترتيبها."

خرج شينتشي من المستشفى وهو يشعر بأن العالم يدور حوله. كل شيء كان يبدو ضبابياً وغير حقيقي. توجه إلى شركته تلك الليلة وبقي هناك يعمل على الأوراق حتى يتمكن من تفريغ طاقته السلبية. ظل يعمل بلا توقف، حتى وجد نفسه قد أكمل عمل شهر في ليلة واحدة.
عندما وصلت السكرتيرة إلى المكتب، حاولت فتحه لتنظم الأوراق، لكنها تفاجأت بشينتشي جالساً يوقع على بعض الأوراق ويدون شيئاً في الحاسوب. كانت متفاجئة لأن الوقت كان مبكراً جداً، وليس من عادته أن يصل في هذا الوقت؛ فهو عادةً يصل في السابعة صباحاً على أقل تقدير، والآن هي الساعة الخامسة صباحاً.

السكرتيرة (بتردد): "سيدي، هل تريد كوباً من القهوة؟"

شينتشي (بنبرة هادئة): "نعم، أحتاج إلى القهوة. وعدلي جدولي لاستضافة كل الاجتماعات هذا الأسبوع. وأخبري المستثمرين أن يعقدوا الصفقات في الغد ولا يؤجلو."

السكرتيرة (مندهشة): "بالطبع، سيدي. سأقوم بذلك فوراً."

خرجت السكرتيرة من المكتب وهي ما زالت متفاجئة من التغييرات المفاجئة في الجدول. وفي نفس الوقت، التقط شينتشي هاتفه واتصل بوالده.

شينتشي: "أبي، سأذهب إلى نيويورك لاستلم العمل هناك. سأنفذ ما طلبته مني العام الماضي."

والده (بدهشة): "شينتشي، هذا تغيير مفاجئ. ما الذي جعلك تغير رأيك بهذه السرعة؟"

شينتشي (بحزم): "هناك بعض الأمور التي يجب علي التعامل معها. أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب."

والده (بتفهم): "إذا كنت ترى أن هذا هو القرار الصائب، فافعل ما تراه مناسباً. سأدعمك في أي قرار تتخذه."

أنهى شينتشي المكالمة مع والده واستمر في العمل .
تجمع الخدم في المطبخ يتحدثون عن غياب شينتشي المطول وعدم رؤيته لران.

الخادم الأول: "هل سمعت؟ السيد شينتشي لم يعد إلى القصر منذ أسبوع."

الخادمة الثانية: "نعم، لقد لاحظت ذلك أيضاً. هل تعتقدون أنهم تشاجروا؟"

الخادم الثالث: "لا أعرف، لكن الأمر غريب. السيد شينتشي دائماً ما يكون هنا في المساء."

الخادمة الأولى: "ران تبدو قلقة جداً. لقد حاولت الذهاب إلى الشركة لكنها لا تجده أبداً."

الخادم الثاني: "ربما يكون مشغولاً بالعمل. لكن لا يمكننا تجاهل الشعور بأن هناك شيئاً غير صحيح."

في تلك الأثناء، كانت ران قلقة للغاية. لم ترى شينتشي طوال الأسبوع وكانت تفكر في كلام الخدم والشائعات المنتشرة. حاولت طمأنة نفسها بأنه مشغول فقط، لكنه لم يتصل بها أو يرسل أي رسالة.

في نهاية الأسبوع، قرر شينتشي تجهيز كل الأعمال والمشاريع، ووكل نائبه للإشراف عليها. عاد إلى القصر في وقت متأخر من الليل.

دخل شينتشي القصر بهدوء، متجهاً إلى غرفته بسرعة ليجمع حاجياته. كان الجو داخل القصر هادئاً، والصمت يلف كل ركن منه. بدأ في تعبئة حقيبته بعناية، حريصاً على عدم إحداث ضجة توقظ ران.

شينتشي (بصوت خافت للخدم): "أخبروا ران أنني سأغيب لفترة. أوصلوا لها تحياتي عندما تستيقظ."

الخادم الأول (بقلق): "هل كل شيء على ما يرام، سيدي؟"

شينتشي (بابتسامة حزينة): "نعم، كل شيء سيكون على ما يرام. فقط أخبروها أنني سأعود قريباً."

أحس شينتشي بألم في قلبه وهو يودع القصر. خرج من القصر وتوجه إلى سيارته، عيناه مليئتان بالقلق والحزن. استقل السيارة وتوجه إلى المطار.

ران (بداخل القصر، تستيقظ وتشعر بأن شيئاً ما ليس على ما يرام): "أين شينتشي؟ هل عاد إلى المنزل؟"

الخادمة الأولى (بحزن): "سيدتي، لقد جاء السيد شينتشي قبل قليل وجهز حقيبته. قال لنا أن نبلغك تحياته وأنه سيغيب لفترة."

ران (بصوت مرتعش): "ماذا؟ لماذا لم يوقظني؟ إلى أين ذهب؟"

الخادمة الثانية: "لم يخبرنا بالتفاصيل، سيدتي. لكنه بدا مصمماً على أمر ما."

ران شعرت بالفراغ يملأ قلبها، وهي تحاول استيعاب ما يحدث. توجهت بسرعة نحو باب القصر، لكن السيارة كانت قد ابتعدت بالفعل.

في تلك اللحظة، كان شينتشي في طريقه إلى المطار، محاولاً تهدئة أفكاره والخوف الذي يملأ قلبه من المستقبل المجهول. غروب الشمس كان يضفي على المشهد جمالاً حزيناً، وكأن الطبيعة تشاركه في أحاسيسه.

زواج بالاكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن