10 "النهاية"

136 6 4
                                    

بعد يوم ممتع في مدينة الملاهي، عاد الثلاثة إلى القصر. كان الليل قد حل، والنجوم تلمع في السماء الصافية. قرروا أن يقضوا بعض الوقت في الحديقة الخلفية للقصر، حيث أضاءت الأضواء الصغيرة المعلقة على الأشجار المكان بلمسة ساحرة. جلسوا على مقعد خشبي طويل بجانب النافورة التي تعكس ضوء القمر.
بينما كان الهواء العليل يلامس وجوههم برفق، جلس شينتشي على المقعد الخشبي، يضع كينتو على ركبتيه، وران تجلس بجانبهما، تضع رأسها على كتفه. كان الهدوء يسود المكان، فقط صوت خرير الماء من النافورة كان مسموعًا.

ران (بصوت هادئ): "لقد كان يومًا رائعًا، أليس كذلك؟"

شينتشي (ينظر إلى السماء ويفكر): "نعم، لم أكن أتصور أن أكون سعيدًا بهذا الشكل... لقد ظننت أنني سأفقد كل هذا."

ران (تنظر إليه بعينين مشعتين): "لكننا هنا الآن، جميعًا معًا... وهذا هو المهم."

كينتو (ببراءة، وهو يحاول تقليد شينتشي): "بابا... نجوم!"

شينتشي (يبتسم ويشير إلى السماء): "نعم، يا صغيري، تلك النجوم ستظل دائمًا تضيء لنا الطريق مهما كان الظلام حولنا."

رنات ضحكاتهم العذبة تملأ الليل، بينما يشعرون بالسلام والسكينة، وكل منهم يعلم أن هذه اللحظة، بكل بساطتها، هي التي تجعل الحياة ثمينة.

------------------------

---
كانت السماء صافية وزرقاء بشكل نادر، ونسيم الربيع يداعب أشجار الكرز التي تتساقط أوراقها الزهرية بهدوء على الحديقة الخلفية للقصر. كان شينتشي يقف تحت شجرة كبيرة، ينظر إلى الأوراق المتساقطة حوله. لقد مر عام منذ عودته إلى اليابان، وحياته أخذت مسارًا لم يكن يتخيله أبدًا.

ران كانت تجلس على مقعد خشبي قريب، تراقب كينتو وهو يركض حول الحديقة، يجمع الأوراق الوردية في يده الصغير. في تلك اللحظة، لم يكن هناك شيء سوى السلام والوئام في العالم.

اقترب شينتشي من ران وجلس بجانبها، ممسكًا بيدها برفق. نظرت إليه بابتسامة دافئة، ثم نظرت إلى كينتو الذي كان يقترب منهما.

"هل فكرتِ يومًا كيف ستكون الحياة لو لم أرحل حينها؟" سأل شينتشي بهدوء، وعيناه تتابعان ابنهما الذي يلعب بين الزهور.

ران أخذت لحظة لتفكر، ثم أجابت: "ربما كانت ستكون مختلفة، لكننا لن نكون ما نحن عليه الآن. كل تلك السنوات جعلتنا أقوى، وجعلتنا نقدّر ما لدينا."

هز شينتشي رأسه موافقًا، وقال: "الحياة ليست دائمًا كما نتوقعها، لكنني الآن أدرك أن كل شيء حدث لهدف ما."

فجأة، توقف كينتو عن اللعب، وركض نحو والديه، وهو يحمل ورقة كرز كبيرة في يده. وضعها في يد شينتشي وقال بحماس: "هذه لك، أبي!"

شينتشي ابتسم وأخذ الورقة، ثم رفع كينتو ليجلسه على ركبتيه. نظر إلى ران وعيناه تلمعان بشيء من العمق والسكينة.

"ران،" بدأ شينتشي بالكلام، "هناك شيء أريد أن أقوله لك. أعتقد أنني لم أخبرك بهذا من قبل... لكنك كنت دائمًا الضوء الذي أضاء طريقي، حتى في أحلك اللحظات."

ران شعرت بشيء من الدفء يملأ قلبها، ولم ترد بكلمات بل بابتسامة امتزجت فيها كل المشاعر.

وفي تلك اللحظة، بينما كانت أوراق الكرز تستمر في السقوط حولهم، شعروا أن الوقت توقف. لم يكن هناك حاجة لكلمات إضافية. كانت تلك اللحظة تعبيرًا عن الحب والتقدير الذي يتجاوز أي كلام.

ربما لم يكن العالم مثاليًا، وربما كانت الحياة مليئة بالتحديات، لكنهما كانا معًا، وكان هذا كل ما يهم.

وفي النهاية، سحب شينتشي ران إلى جانبه، حيث جلسوا يراقبون غروب الشمس، وكينتو نائم في حضن والده. غطى الظلام الحديقة ببطء، ولكن في قلبهم، كان هناك نور لا ينطفئ أبدًا.

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆

في وقت لاحق، كتب شينتشي رسالة غير مؤرخة ووضعها في صندوق خشبي قديم في مكتب منزله. في الرسالة، كتب:

*"إلى من يهمه الأمر،*

*إذا كنت تقرأ هذه الرسالة، فاعلم أنني عشت حياتي بالطريقة التي أردتها، مع الأشخاص الذين أحببتهم أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم. لم أندم على شيء، وأنا ممتن لكل لحظة عشتها.*

*الحياة ليست كاملة، لكنها مليئة بالجمال في أبسط الأشياء. وأنت، من يقرأ هذه الكلمات، تذكر أن اللحظات التي نشاركها مع من نحب هي أثمن شيء يمكن أن نملكه.*

*مع حبي وتقديري،*
*شينتشي كودو."*

"لكن الأهم من ذلك، يا عزيزي القارئ، أن تفهم أن الحياة ليست مجرد قصة تُروى. إنها مليئة بالتحولات غير المتوقعة، واللحظات التي تبدو في غاية البساطة قد تكون الأكثر أهمية. في النهاية، نحن جميعاً نبحث عن مكان ننتمي إليه، عن شخص نحبّه، وعن سبب يجعلنا نواصل التقدم. لذا، أينما كنت في حياتك الآن، تذكر أن هناك دائماً فصلاً جديداً يمكن كتابته، دائماً لحظة يمكن أن تغيّر كل شيء."
يغلق الكتاب، تاركاً القارئ يتأمل في حياته الخاصة، يتساءل عن الفصول التالية التي يمكن أن يكتبها لنفسه.

---
النهاية

🎉 لقد انتهيت من قراءة زواج بالاكراه 🎉
زواج بالاكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن