فتحتُ عَيناي بِكَسلٍ بسببِ الصّوت المزعجِ لمنبّه هاتفِي الذي يرنّ دونَ توقّف, عَادة أجِده أسفلَ وِسادتِي, و لكنّني لا أستطِيع إيجَاده الآن, نهَضت وأنا أتأفّفُ و عَيناي بِالكَاد مفتوحتَان, بدأت أبحثُ عَنه فوجدّته قَد سقطَ أسفلَ سَريري, لم يَكُن مُنبّه الهاتف الذي يصدرُ الصّوتَ المزعِج, إنّما مكالمَة ابنةُ خالتِي التي تقيمُ في إسبانيا, التقطتُ هاتفِي و أجبت:
"ماريا! ماذا تُريدينَ في هذا الصّباحِ البَاكِر؟!"
فصَرخت ماريا بصوتٍ اخترقَ الهاتفَ نحوَ أذنِي:
"أمارا! لا تقولي بأنّكِ لا تزالينَ في فراشكِ! ألم تنتبهِي للساعة؟! اقتربَ موعدُ طائرتكِ إلى برشلونة, هيّا انهضي و أسرعِي قبلَ أن تفوتكِ الطائِرة"
حينَ أنهت ماريا توبيخها لي دقّقت بِالساعةِ فوجدتهَا السّابعَة صَباحاً, بدأتُ بِالتّوتر و تذكّرتُ أنّ اليومَ موعدُ سَفرِي, طَائرتي تقلعُ بعدَ سَاعةٍ و نِصف, و الطّريقُ من بلدتِي لويس في المملكَة المتّحدة تَستغرِقُ أكثر من نصفَ ساعةٍ للوصولِ لمطار جاتويك, نهضتُ بِسرعةٍ و اختفى كلّ نُعاسِي, ثمّ قلتُ لها قبلَ أن أغلقَ الخطّ عَلى عَجل:
"يا إلهي! سأحاولُ الوصولَ بِالوقتِ المُناسِب, سَعيدةٌ أنّني سأراكِ قَريباً, أحبّكِ ماريا, سَأعاود الاتّصال بكِ, إلى اللقاء"
من الجَيّد أنّني قَد حزمتُ جَميع أمتعتِي بِالأمس, حَقيبةُ سَفرٍ واحدةٍ كَبيرة, وضعتُ بِها بعضَ الثيّابِ التي أحبّها, و لكنّني لن آخذ الكَثير, أستطيعُ الاستَعارة مِن مَاريا, فهي تبدو بحجمي تقريباً و تصغرنِي بِعامٍ واحدٍ فقَط, كَما كنتُ قَد وضعتُ بِحَقيبةِ يَدي الصّغيرة البيضاء أوراقِي المهمّة من جواز السّفر و الشهاداتِ الجَامعيّة, و بعضُ المال و البِطاقاتُ البنكيّة, يجبُ أن لا أنسَى شَيئاً مُهمّاً فأنا سأقيمُ في إسبانيا لمدّة سَبعةِ أشهرٍ كَاملة في التّبادل الطّلابي الذي أقامته جَامعتِي ساوثهامبتون مع جَامعة برشلونة لطلبةِ الدّراساتِ العُليا في تخصّصِ التّمريض.
أنت تقرأ
Our colliding Fates (أقدارنا المتصادمة)
Romanceبينما تعتقد أمارا أنّها ستقضي سبعة أشهرٍ في إسبانيا من أجل الدراسة فحسب ثمّ تعود لروتينها اليوميّ في المملكة المتّحدة، يشاء القدر أن تتقاطع طرقها مع أندرو ليقعا بالحبّ بِشغف، و لكنّه لن يكون حبّاً عاديّاً أبداً، كَما لن يكون أندرو الشاب العاديّ الذي...