-02:43 a.m
بعدَ ذلكَ اليومِ المرهقِ،
عادَ وويونقُ إلى منزلِه برفقةِ السائقِ.طوالَ الطريقِ مستغرقًا في أفكارِه،
يحاولُ استيعابَ حديثِ مديرِه الذي ما زالَ صداهُ يترددُ في ذهنِه..لم يستطعْ تصديقَ ما سمعَه،
وكأنَّ الكلماتَ قد غرستْ في قلبِه شوكةً مؤلمةً.شعرَ بضيقٍ خانقٍ،
ولكنهُ حاولَ أن يبدوَ طبيعيًا قدرَ المستطاع.وصلَ السائقُ إلى المنزلِ، لينزلَ وويونقُ من السيارةِ ببطءٍ،
تَسِللت إلى عينيه نظرةُ كراهيةٍ تجاهَ المنزلِ..هذا المكانُ دائمًا مَاكِان مَصُدرَ شُعورِه بَعدمِ الرضًّا،
فَهو لِم يُشعرْ يَومًا بالانَتماءِ هنا،بل كانَ يشعرُ بأنهُ غريبٌ في وسطِ عائلتِه..
دخلَ إلى المنزلِ،
ليرى أختَه يونجو التي يمقتُها وهي تخيرُ والدتَها بينَ فستانيْن للزفافِ.
شعَرَ بأن الضيقةَ في صدرِه تزدادُ كأنها حبلٌ يلتفُّ حولَ قلبِه.لاحظتْ والدتُه وجودَهُ، وابتسامةٌ واسعةٌ تعلو وجهَها،
"وويونقُ! انظرْ ما رأيكَ بفستانِ زفافِ أختِك؟"لم ينبسْ وويونقُ ببنتِ شفةٍ،
بل رمقَهم بنظراتٍ حادةٍ قبلَ أن يسيرَ نحوَ السلالمِ،
قاصدًا غرفتَه.لكنْ، وكأنَّ كلماتهُ كانتْ تسكنُ حنجرتَه،
خرجتْ يونجو بصوتٍ مفعمٍ بالاستفزازِ،"أمي، لا يهمني رأيُهُ أبدًا.
الأهمُّ أنتِ ووالدي، وحبيبي سان، فقط."قبضَ وويونقُ على يدَيْه بقوةٍ،
يحاولُ بأيِّ وسيلةٍ تمالكَ نَفسهُ،مشاعرُهُ تتصارعُ كأمواجٍ عاتيةٍ في قلبِه،
وكانَ صدى كلماتِها يستفزُّ جروحَهُ القديمةِ.