-في ليلةٍ هادئةٍ، بَدأتَ الأمطارُ تتساقطُ برفقٍ على المدينة،
وكأن السماءَ تُداعبُ الأرضَ بأصابعِها الباردة،تاركةً الشوارعَ لامعةً تحت الأضواءِ الخافتةِ،
أشبهَ بمرآةٍ تعكسُ أضواءَ النجومِ المنعكسةِ على بركِ المياهِ الصغيرةِ.الهواءُ مشبعًا برائحةِ المطرِ، تُحيطُ به سكينةٌ مفعمةٌ بالحنينِ.
وويونق كان يسيرُ بخطواتٍ متسارعةٍ تحت المطرِ،
محاولًا تفادي البللِ الذي كان يتسللُ بخفةٍ إلى ملابسهِ،
رغمَ المظلةِ الصغيرةِ التي يحملها.قطراتُ المطرِ تتساقطُ على المظلةِ كأنها تعزفُ لحنًا خاصًا بالليلِ.
وصلَ أخيرًا إلى ساحةِ منزلِ عائلتهِ الكبيرِ،
الذي بدا وكأنهُ يطفو وسطَ بحرٍ من السكونِ الليليّ.عند وصولهِ إلى الساحةِ الأماميةِ للمنزلِ، توقفتْ خطواتهُ فجأةً عندما وقعَ بصرهُ على سيارةٍ سوداءَ فاخرةٍ تقفُ أمامَ المدخلِ.
تلمعُ تحتَ الأضواءِ الخافتةِ كأنها جوهرةٌ غامضةٌ استقرتْ في ظلامِ الليلِ. رفعَ حاجبَيْه بدهشةٍ، لم يكن يتوقعُ رؤيةَ مثلِ هذه السيارةِ هنا،
فوجودُها في هذا المكانِ أثارَ في نفسهِ تساؤلاتٍ لم يجدْ لها إجابةً.واصلَ السيرَ ببطءٍ نحوَ المنزلِ، وفي تلكَ اللحظةِ، فُتَح بابُ السيارةِ بهدوءٍ، وخرجتْ أختهُ يونجو بخفةٍ أشبهَ برقصةِ ظلٍّ في الليلِ.
تتألّق بفستانٍ أحمرَ ينساب حول جسدها،
كلمسةِ ريحٍ لطيفةٍ تداعب زهورَ الربيع.يَتدِلى الفِستان حَتى منتصفِ فخذها،
مبرزاً منحنياتِ جسدها كقمرٍ مشعٍّ في سماءٍ حالكةٍ.خلفها خرجَ رجلٌ طويلُ القامةِ، يرتدي بدلةً سوداءَ أنيقةً،
المطرُ يتساقطُ على كتفَيه كأنهَا قِطراتُ ندى
تُلامسُ ورقَ شجرٍ في صباحٍ ربيعيّ.