الفصل السابع||تغيير مفاجئ

38 6 20
                                    

{السِر الغائِر}

تَسللت خُيوط الشَمسِ الذَهبية إلى أرْوِقَةْ القصرِ،
لِتبُثَ في أرجائهِ الدفئ،أصوات الأواني تُقرَعْ على حوضِ المغسل.

تَركضُ الخادماتِ داخلَ المطبخِ هُنا وَهُناك،
إحداهُنَ تُنظف الأرضيات،
والاخرى تَهرع لِتحضيرِ الغداءْ ،رُغم أنْ الفطورَ قَدْ انتهى للتو، لَكنْ القوانينَ صَارمةٌ عِندما تُقرر العَملَ في
قصرِ عَائلةِ دُمان.

كَانْ صوت قطراتِ الندى داخلَ ذلكَ الإناءْ المكسورْ، يَكسرُ هُدوءَ المكانْ تَجلس صَهباءْ الشعرِ،
على ارضيةِ المطبخ تتأمل بِتمعنٍ،
ذلك الإناء ،كانَ يُذكرها بشيء داخلها...قلبها؟ رُبما،
مهما حَاول ان يملأه بِحُبهِ، فَقلبُها يُلقي بهِ خارجًا،
لنْ يستطيعَ ان يَرتوي مِنْ حُب اي انسِ،
لم يكن قاسيًا ،بل كانَ الزُجاجُ مِنْ حَولهِ يَحميهِ بَعدَ أنْ تَحطمَ لِيُشكل سُورًا حَول قلبِها الصغير.

كُل هذهِ الأصواتْ الهادئة وَالسكينةْ،
تتلاشى ما ان امتلأ القصرْ بصوتِ ابواق الحَرسِ،
تَركضُ الكنائن وآن، يَخرجنَ مِنْ المَطبخِ نحو غرفةِ العرشْ الرئيسية.

فَإذْ بهم الجُنود ويتوسطهم مارتن ،ليَصرخُ احدهم والسَعادة تَغمُره بإبتسامةٍ عريضةِ،رُغمَ ملابسهم المُتسخةَ، وَوجُوهِهمْ الشاحِبةَ كانوا سُعداء.

"لقدْ حَررنا مَدينةَ "سَاتن"مِنْ دولة "اوكولاس" مولاتي!!"

مَعالمْ الفَرحة واضحة على افرادِ العائلةَ،
لكن صهباءَ الشعرِ كانت تَغزوها مَلامح الإستغراب،
لمْ يُعلمها أحد بقدومِ الجنودْ وَزوجها قَائدهم، اليومَ.

كانَ الاخر يُقلب عسليتيهِ يمينًا ويسارًا باحثًا عنها،
لتتقدم لتستقر عينيه اخيرًا عليها،ضخم البُنية يَستنشقُ الهواء بصعوبةٍ وَالدماء المتيبسة تُغطيه مِنْ كُلِ صَوبٍ،
كما أنْ كَدمة زرقاءْ مُنتفخة تُزيين جَبهتهُ ليبدو مُضحكًا بنظرها.

غُرفة كبيرة الحَجم، تبدو اصغر بسبب رفوف الكُتب،
يَجلس مارتن وَهو يمد جِذعه للخلفِ بتعبٍ،
تجمع اغراضها الطبية بتمللٌ بَعدَ أنْ انهت تَضميد جراحهِ،يَنظرُ نَحوها بملامحٍ عابسةٍ واضحةَ لينبس بصوت متعب ومُضطرب.

"النساءْ يَستقبلنَ أزواجَهُنْ بإبتسامةٍ وعِناق بعدَ العودة مِنْ العَملِ،وَأنا عائد مِنْ حَربٍ مَدنيةٍ وَأنتِ تَزمُينَ شَفتيكِ بعبوسٍ مُنذ عودتي."

"من اين تعرف اولائك النساء؟اتزوجت علي سرًا؟"

سَألت بنكدٍ وَهي ترفعْ أحد حاجبيها لتعبسْ وَهي تَنفخُ خديها،تَقف، تَضع يَدها على خِصرها وَتضرب بِقدمها الارض،يَقلب الاخر عينيه بضجر ليتنهد ويخرج من الغرفة،تَنفجرُ ضحكًا بعدَ خروجهِ،هي لا تحُبه أو هذا ما تُقوله لذاتها ،لكنها تُحِبُ مُمازحَته وَرؤيةَ عبوسه،
كانَ رَجُلًا ذو كرامةِ،هيبةٍ وَمكانةٍ عاليةَ!!
إلا انهُ يَطلبُ مِنها الاهتمامَ وَالعِناقْ بتذللٍ بنظرها.

"السِر الغائِر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن