1 | لقاءٌ غريب ، و غريبٌ وقح.

8.8K 568 135
                                    

-
ملحوظة : كل ما كُتب هو من وحي الخيال ، و أي تشابه مع الواقع فهو صُدفة .
-
فوت لو قريتي؟
-

~•°•°•~
صُفِقَتْ الورقة بكل قوة على طاولتها ، تنهدت و قد أغمضت عينيها.

" ليس على المستوى المطلوب جيهي" قال هو لتفتح عينيها على صوته.
أجابت " أعلم أستاذ" .

هز رأسه باستياء منها و ذهب كي يكمل توزيع أوراق الامتحان على باقي طلاب صفه بينما هي وضعت الورقة بسرعة داخل ملفها فالحقيبة بعد ذلك.
عاد المعلم كي يكمل شرحه واقفاً أمام السبورة ، بينما جيهي بدأت بالتنهد كل فترةٍ و فترة ، لاحظ الأستاذ فعلها هذا ،
و عاد المعلم ينظر لكتابه ليقلّب الصفحة التي تليها ، ثم عاود الشرح من جديد ، لكن بلهفةٍ أكبر و كأنه يحب عمله و مجدٌ به أيضاً.
رن الجرس بعد وقتٍ دام دهراً -بالنسبة للطلاب- ليغلقوا بعدها كتبهم بسرعة و البدأ بالتدفق للخارج.
زمّت شفتاها لتلعق السفلى منها و هي تجمع أدواتها المبعثرة عن سطح المكتب الخاص بها.
أول خطوة لمست بها أرض خارج الصف أشعرتها بالسعادة لتأخذ شهيقاً و تزفره من جديد.
قادتها قدماها للخارج. جلست على طرف المسبح الخارجي ، مشت حول المياه ، لسبب ما كانت المياه لا تتوقف عن الحركة مع أنه فصل الصيف و لا يوجد أي نسمات هواء! جلست جيهي القرفصاء لتحدّق في المياه الصافية.
هدوء تام مطبق على المكان ؛ لأن الطلاب في الكافيتيريا يأكلون ، ابتسمت فجاة هي لتذكرها درجتها السيئة.

" لما أشعرُ بشعور جيد لأنني رسبت؟! ربما لأنني لم أرسب يوماً ؟" بدأت جيهي تحدث نفسها كالبلهاء.

فجأة! جسم أو شيء ما سقط من السماء على سطح الماء ، جاعلاً من قطرات المياه تتناثر في الأجواء. دققت جيهي النظر في الشيء الأسود الذي بقي في القاع لدقيقة .

خرج بعدها فتى ذا شعرٍ سُكّرِيْ اللون و قال " كان هذا منعشاً".

استمرت هي بمشاهدته و هو يسبح بالماء مرتدياً زيه المدرسي و يضحك مع نفسه .

قضمت شفتها السفلى غضباً ، تسللت يدها لتنورتها المبللة لتصرخ " أنت!".

التفت الفتى حوله متسائلاً عن مصدر هذا الصوت ، ثَبُتَتْ مقلتيه على الفتاة المبللة ، أشار لنفسه بسبابته و هو يرمش عدة مرّات بعينيه " من؟ أنا؟".

دارت جيهي حول المسبح كي تقترب من اتجاهه أكثر بينما هو تابع حركاتها بعينيه .

وقفت أخيراً بعد أن اتخذت الموقع الذي يبعد عنه مترين تقريباً مكاناً جيداً للصراخ بغضب قائلة " ما الذي تفعله بحق الله!!!" .

ابتسم لها ليجيب بسخرية " أسبح ، أأنتِ عمياء؟".

زمجرت بغضب لتضرب الأرض بقدمها ، بينما الفتى نام على سطح الماء ليبدأ بالسباحة على ظهره.

" أخرج من عندك و اعتذر!!" صرخت به.
" لما؟" نطق بعدم مبالاة.
" أأنت أعمى؟؟" صرخت جيهي من جديد.
~•°•°•~
" لا ، ماذا عنكِ أأنتِ كذلك؟" سألها ببرود.

✔|ك.نامجون| مُختلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن