الفصل 7 «عُلا»

3 1 0
                                    

فتحت علا عينيها لتجد نفسها في منزل العائلة الذي يعود لجديها ، إعتادت أن تجتمع به مع أخوالها وخالاتها وأبنائهم في المناسبات ، غير إنها هنا الآن بدون سببٍ يُذكر ..من المفترض إنها تشعر بالراحة الآن ولكنها كانت مرتابة على غير العادة ..
" لما المكان مظلم أكثر من المعتاد؟ "
أخذ السؤال يتردد داخل ذهنها وهي تتجول في أنحاء المنزل ، غرفة الجلوس ثم غرفة النوم ثم الصالة ثم المطبخ .. الظلام يعم المكان بأكمله ، لمحت عُلا أفراد عائلتها وهم يخرجون إلى الحديقة - والديها وأختيها وخالاتها وخالها الأكبر والأوسط متواجدين - لحقتهم لتتبعهم وهم يقفون في الخارج متسمرين ، السماء ليست كالمألوف .. تتخللها غمامات بنفسجية اللون وسوداء والظلام يعم الأرجاء وهناك هدوء مشؤوم .. هدوء غير معتاد لايزال يثير في قلب عُلا الريبة .. توجهت لأكثر شخص ترتاح له ويمكن أن يجيبها " رَشا "
أخذت تهزها وهي تسأل " رسا أخبريني مالذي يحدثُ هنا ولما نحن هنا؟ "
لكنها لم تتلقَ إجابة وكأنها كانت تكلم جماداً أو ما شابه ، ثم وفجأة أخذت السماء تمطر ..

 توجهت لأكثر شخص ترتاح له ويمكن أن يجيبها " رَشا "أخذت تهزها وهي تسأل " رسا أخبريني مالذي يحدثُ هنا ولما نحن هنا؟ "لكنها لم تتلقَ إجابة وكأنها كانت تكلم جماداً أو ما شابه ، ثم وفجأة أخذت السماء تمطر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم يكن المطر المألوف الذي إعتدنا رؤيته ، بل كان فروخ قطط .. أخذت السماء تمطر فروخ قطط هزيلة ميتة وكان جلدها عارٍ يفتقر الفرو الذي يغطي جلدها ..
إسترسلت عُلا في النظر لهذا الوابل من القطط الذي يهطل من السماء بينما تقف محتمية بسقف المنزل الذي يعلو الممشى الأمامي للحديقة ، وجهت بصرها نحو أقاربها وأختيها اللذين لازالوا منتصبين في أماكنهم وسط الحديقة ، ركضت نحوهم قائلة " علينا أن ندخل للمنزل لنحتمي من هذا المطر ! "

سرعان ما صُعقت وتراجعت للخلف خطوات حال رؤيتها لذلك المشهد .. الفروخ تلتهم أجسادهم ، لتحولهم لأجساد لزجة هلامية القوام ومخاطية اللون .. أخذوا يتقدمون باتجاه عُلا كما تتقدم وحوش الزومبي نحو الفريسة  .

أخذت عُلا تركض هاربةً منهم ، دخلت المنزل وأوصدت الأبواب خلفها .. أخذوا يحاولون الولوج من خلال النافذة فأسرعت نحوها لتقفلها كذلك ، تذكرت الباب الخلفي الذي يكون مفتوحاً عادةً فأخذت تركض بأقصى ما تملك وقامت بأقفاله .. إحتجزت عُلا وحدها في هذا المنزل ..
ألقت بجسدها متكأة خلف الباب ، أخذ جسدها ينساب للأسفل ليستقر جالساً أرضاً ، كمن خارت قواه من التعب ، رَكَنَت جسدها وراء الباب بينما بلغت أقصى مراحل الذعر الذي ظهر جلياً في شحوب ملامحها ، غرقت عُلا في سكونها القاتم وهي تراقب بصمتٍ تخبطات أقاربها المتكررة على زجاج النافذة بأيديهم اللزجة وملامحهم التي ماكاد يبان منها سوى لزاجة السائل الذي يغطيها ، لوهلةٍ أخذت تستشعر شعوراً بالخمول ، خفضت مستوى رأسها نحو يديها لتبصر الفروخ تلتصق بكلتا ساعديها ، لاحظت إنها أخذت تمتصهم لتنشر تلك المادة اللزجة ، أبعدتهم بذعر وألقت بهم أرضاً وهي تنفض تلك اللزوجة عنها ، حملت عصا ممسحة كانت مركونة بجانب الحائط وأخذت تضرب تلك الفروخ حتى قضت عليها ..

رِحلةٌ إلى سَقَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن