الفصل 9 والأخير «كنزُ اللاعودة»

2 1 0
                                    

Pov Rasha:

خَطَطتُ على ممرٍ من البيانو، وفي كل خطوة وأخرى يصدرُ طنين أخاذ، لتتولد أعزوفة مبهجة إلى حدٍ ما، حد تتعالى وجدانك للبعيد، ومنغير أن تدرك بانتشالك من أرضك وكيانك، ثم تجد نفسك ممدداً، ما يكتسح جلدك إلا رياحٌ عاتية، تمرُّ وتحرك جثمانك النائم بسلام.. ما الوقتُ الآن؟ كم من الوقت مضى وأنا على هذه الحال؟ خانتني ذاكرتي على الإدراك، وخانتني تالياً لأنسى أني قد سألتُ نفسي أساساً..

فتحتُ عياني أحاولُ إدراك ماهية المكان الذي أتواجد فيه، وإذ به مكان واسع تَحُفُّ الظُلمة أرجائه حتى تكاد لا تلمح شيئاً سوى السواد..

إستقمتُ لألتفت يمنةً ويسرى ، " أين أنا وأين أختاي؟ "
كان علي إيجادهما حالاً لذا أخذتُ بالركض بحثاً عنهما ولم يتوقف لساني عن الصدح باسميهما، لم أعثر عليهما أو في الأحرى لم أعثر على شيءٍ غيرِ الظلام..

أخذت ظلمةُ المكانِ تستوطنني ، وكأنني أصبحتُ جزءاً من الظلمة ، أشتاقُ لنورِ الصباح.. أشتاقُ لأرضي خارج هذا الفراغ.. ماعدتُ ءألف غَيرَ السَواد، ومع كل خطوةٍ وأخرى يصبح السواد أعمق بينما تتضح معالم الضياع، لقد قادني الفضول وذهبت بعيداً .. ولم يخطر ببالي أن أتساءل حول ماهية الكنز .. أو إنني قد أفقد شيئاً أثمن مما أبحث عنه..

ومن العدم تمثل مقابل ناظري مصعد، لم يكن كأي مصعدٍ ألفته لكنه كان مظلماً بشدة، وقد ظهر من العدم ليُفتَحَ أمامي، تسللت دعوة لروحي تخبرني بأن أمضي في طريقي بعيداً، وأن أتجاهل صعود ذلك الشيء الذي أجهل إلى أين سيوصلني، غير أنني وبلا إدراكٍ وجدتُ ساقاي تلجان داخله لا إرادياً.. صمتُّ وتقبلتُ الواقع حالما ضُرب جانباه ببعضهما ملتحمين بقوة، ويأخذ بالإرتفاع أو الإنخفاض، وصل الضياع بي حد عدم إدراكي لوجهته.

أُطلق صوت ضجةٍ أسفر عن هدوءٍ تام، إشارة لأوان خروجي، إنكسر ذلك الألتحام المزعوم عقب انبلاق البوابة، فتشتُ بنظري أستكشفُ معالم المكان كما الباحث عن دُرّةٍ ثمينةٍ فقدها، ثم أسرعت بالولوج لتلك الغرفة الضيقة، تكسوها إضاءة خافتة أجهل مصدرها، وسرعان ما ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أُطلق صوت ضجةٍ أسفر عن هدوءٍ تام، إشارة لأوان خروجي، إنكسر ذلك الألتحام المزعوم عقب انبلاق البوابة، فتشتُ بنظري أستكشفُ معالم المكان كما الباحث عن دُرّةٍ ثمينةٍ فقدها، ثم أسرعت بالولوج لتلك الغرفة الضيقة، تكسوها إضاءة خافتة أجهل مصدرها، وسرعان ما استقرت أطرافي فوق أرضها حتى اختفى أثر المصعد تماماً، أدركتُ أني عدتُ وحيدة، خالية الحيلة وغيرُ مطمئنة، لعل هذه الأرض أدركت أن ذلك المصعد كان آخر أملٍ لي بالنجاة، فقامت بابتلاعه كذلك، لم ألحق التيقن بهاجس فقداني للأمل إذ تردد لمسامعي صوتٌ غليظ مُدَوٍ باتَ وكأنه قادمٌ مِن العدم، ومحدثاً إياي على وجه الخصوص، صدح بعبارات التهاني الفذة ناطقاً
"تهانيَّ الحارة للواصلةِ إلى هنا، وبهذا أعلن عن وصولكِ لآخرِ لغزٍ في أرضنا، إن حللتهِ تخرجين وبجعبتكِ كنزنا، وإن فشلتِ تُسجَنين إلى الأبد كما بقية التائهين حولنا"

رِحلةٌ إلى سَقَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن