الفصل 4 «انتشالٌ مِن عُقدة»

1 1 0
                                    

وصلتُ المعبد ودهست على كلتا الحجرين مرةً أخرى كما فعلتا مسبقاً، لعل تلك البوابة الصخرية تُفتح مجدداً لتقودني نحوهما، غير أن شيئاً لم يحصل، جلستُ أرضاً لأغرق بين إنهمار دموعي وحزني القاتل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


وصلتُ المعبد ودهست على كلتا الحجرين مرةً أخرى كما فعلتا مسبقاً، لعل تلك البوابة الصخرية تُفتح مجدداً لتقودني نحوهما، غير أن شيئاً لم يحصل، جلستُ أرضاً لأغرق بين إنهمار دموعي وحزني القاتل .. فالنرحل .. لايزال كوڤير يردد تلك الكلمة علي حتى ذقت ذرعاً من هذا .. ذقت ذرعاً من النجاة وهذا المكان بأسره بات يخنقني لأصرخ بعدما ضربت الأرض بكامل قبضتي
- الرحيل ! الرحيل ! لا أريد الرحيل أريد أختاي !

وجّه كوڤير كلماته بصوت أجش وقد باتت كصفعات في وجهي أقرب منها لكلمات ..
- لقد ماتا أخبرتكِ أنهما لم يعودا موجودتين فالتفهمي ذلك أيتها الحمقاء !

أخذ يسحب يدي بقوةٍ ويمشي بي مغادراً لأقطعه بعدما سحبت يدي بعيداً ..

- لقد سأمت منك ومن هذه اللعبة ! فالتغادر ولأذهب للجحيم أنا والكنز وكلُّ هذا !! لم تعد النجاة تهمني لذا فالتغادر !

بقي كوڤير متسمراً في مكانه أثر موجة الغضب التي ألقيتها عليه .. لم ينبس ببنت شفّة أما أنا فقد حزمت أمري
- أقسم بأنني سأدمر هذا المعبد وألقي بهِ إلى الجحيم ..

صرخت بأعلى صوتي قبل أن أنهال على صخور المعبد بالركل ، يتوجب علي أن أكون خائرة القوى بعد كل ذلك الصراخ إلا أنني وبطريقةٍ ما تملكتني قوة كبيرة جعلتني أواصل ركل الصخور بلا كلل ..

ما أن نطقتُ هذه الجملة حتى أخذت صخور المعبد بالتصدُّع، بدأ بالأنهيار رأساً على عقب.. كنتُ لا أزال أراقب تحت دهشتي بأن الأرض التي كانت في الأسفل قد ارتفعت لتعتلي أرضنا، ارتَفَعت كما الغيوم حين تحلق بِلا أجنحة ومِن تحتها تقبع جثمان أختاي، ركضتُ نحوهما بلا إدراك أستخدم ما بقي من قوةٍ في قبضة يدي بتحريكهما بغية إيقاظهما، رفعتُ عيني للأعلى وإذ بي أَرى الأرض تنخفض، فجعلتُ أسحب أختاي لأخرجهم من هذه اللعنة، "ساعدني!!" تعالى صوتي منادياً لكوڤير أن يقدم ليعينيي غير أنه لم يتزحزح من بقعته،  وَإذ بي أبحلق بنسيج دمائهم الذي اختلط بدماء يدي، أثر السحب بقوةٍ أدى لتمزق جلد يدي، وأدى في الوقت نفسه بتخدش جسدهم بالصخور، غير أنَّ راحةً واسعة غمرتني حالما لمحتهما تستيقظان، لأنهال عليهما بعناقٍ والكثير من الدموع الذي امتزج ببرودة التربة وقد سبقتني شهقاتي وأَنا أُرَدد:
- آسفةٌ على كُلِّ ما جرى! كُلُّ هذا بسببي، لولاي لكنتما الآن تنعمان بدفئ المنزل ونوم ليلةٍ مريحة.. أَنا آسفة..

سرعان ما بادلتاني ذرف الدموع وأخذتا تجهشان بالبكاء..
عُلا: أنا آسفةٌ كذلك، ماكان ينبغي أن أخيفكِ بقصص الكاريبي باستا يا لَميس.. لم أدرك أن ذلك خطأ.. أعدكِ أنني لن أكررها!..

لميس: وأنا كنتُ أريد شراء متجر الدببة وأخذها كلها لي وحدي، لكني شعرتُ بالمللِ مِن دونكِ..

بعد ذلك اعتدلتُ لأمسح دموعهما وأنا أقول: وأنا لاشي بِدونِكُما يا أُختاي..

وهكذا عدنا لمواصلةِ المَسير مجدداً وبرفقتنا كوڤير.
.
.
.
وصلنا لجسر تجلت ملامح الإهتراء بوضوحٍ فيه، يصل بين مرتفعين ويقبع تحته وادٍ تشوبهُ الظلمة، أشار لنا كوفير بالعبور وحالما خطّت قدماي عليه صدح نداءٌ من بعيد:
- توقفوا!
التفتنا نحو مصدر الصوت وإذ به كوفير آخر، يقف على مقربةٍ منا ليردف محذراً: إنّه فخ إياكم والعبور!

قاطعه كوفير الأول قائلاً: إن هذا الكوفير مزيف، لا تستمعوا له واعبروا الجسر بسرعة!..

اكتسح الإرتباك الأنحاء، كيف لا ونحن أمام اثنين من كوفير.. ولا نعلم أيهما نُصَدّق..
أخذ كل واحد منهما ينادي لنا بالإبتعاد عن الآخر، حتى حزمتُ قراري وتكلّمت موجهة نظراتي لأختاي:
- عُلا، لَميس هيا اتبعاني
توجهنا نحو الجسر لنخطو فوقه، حالما لمحنا كوفير الثاني ركض باتجاهنا ليمسك طَرَفَ قميص عُلا، خزرت فيه نظراتنا بحذر في حين أنه لازال مصرّاً على عدم عبورنا الجسر، أمسكه كوفير الأول ليشتبك معه مقيعاً حركته لينادي لنا بالهرب سريعاً، أخذنا نركض نحو الجسر وإذ بكوفير الثاني يرمي بالأول بعيداً، ليحمل صخرةً من الأرض ويتقدمَّ أمامنا عابراً الجسر، سرعان ما رمى الصخرة نحو الجانب الآخر حتى تلاشت الأرض وتحولّت لفراغ تحفه ألسنة اللهب المتأججة، حالما كُشف كوفير الأول حتى ظهر على شكله الحقيقي، وإذ به بمعالم حمراء وملامح تشبه الشيطان..

أخذ كل واحد منهما ينادي لنا بالإبتعاد عن الآخر، حتى حزمتُ قراري وتكلّمت موجهة نظراتي لأختاي:- عُلا، لَميس هيا اتبعانيتوجهنا نحو الجسر لنخطو فوقه، حالما لمحنا كوفير الثاني ركض باتجاهنا ليمسك طَرَفَ قميص عُلا، خزرت فيه نظراتنا بحذر في حين أنه لازال ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


نادى كوفير بِنا: عودوا إلى المرتفع بسرعة!
نطق جملته ليضغط الشيطان زرّاً موضوعاً على جدار الكهف، ليأخذ الجسر بالأنهيار متساقطاً نحو النيران قطعة بعد قطعة..

توجه الجميع للجهة الأخرى نسابق الزمن في وصولنا، وبالفعل خطونا على عتبة الأمان بسلام، ماعدا عُلا التي لم تلحق وزلّت قدمها لتسقط في الهشيم، وفي آخر لحظةٍ قفز كوفير ليمسك بها ويتشبث بالحافّة، أما الشيطان فقد اختفى بعدما ظهرت حقيقته، اقتربتُ ولميس لنمدّ يدينا نحو كوفير، وكُلي إدراكٌ أننا لن نتمكن من سحبهما سوياً، حتى لو كان كوفير وحده فهو أشد ثقلاً مني ومن لميس، لذا نطق قائلاً: عُلا حاولي التسلق عبر جسدي، ثم رشا ولميس سيسحبانك.

وبالفعل حاولت عُلا تسلقه حتى تمكنت من الوصول للحافة حيث ساعدناها على الصعود، مددنا أيدينا لكوفير لأجل أن يتسلق لكنه عارضنا قائلاً: انسوا أمري وتوجهواً ناحية اليمين وواصلوا سيركم، على هذه الوتيرة ستصلون للبوابة.

سألتُ: وماذا عنك؟

أجاب: بمجرد وصولكم لبوابة الحاجز الثاني فأنا أكون قد أنجزتُ مهمتي.

وهكذا عدنا لمواصلةِ سيرنا تاركين كوفير خلفنا، والذي قد هلكت يداه من التعب ليسقط في الهشيم..

To be continued ...

رِحلةٌ إلى سَقَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن