الفصل 8 «لميس»

4 1 0
                                    

على طاولة مدورة تتوسطها باقة من زهور اللوتس الأصطناعية الملونة ، تتربع بتؤدة على كرسيها الخشبي الكبير بالنسبة لها ، تحيطها أختاها ووالدتها من كلا الجانبين ليتشارك الأربعة وجبة الغداء بروية ، ككلِّ يومٍ عائليٍ عادي ، تمسك شوكتها باليمين وباليسار سكينها ، ومنغير ذكر ماهية الطبق الذي تضعه نصب عينيها إنهالت أختها المزعجة بالنسبة لها والتي تكبرها بثلاث سنواتٍ بتوجيه التوبيخات ناحيتها :
" لما تتعمدين التغيب عن المدرسة ها؟ يكفيكِ تكاسلاً وإلتزمي بالدوام "

بينما نطقت الأم : " من الغد يا لميس الغياب ممنوع ! كوني فتاةً مجتهدة فالفتاة المجتهدة تلتزم بالدوام حتى آخره "

تكلمت لميس بتذمر : " أنا لا أحب المدرسة "

أخذت والدتها تكرر كلامها الذي تشرح فيه أهمية المدرسة للأطفال وكم إنه مكانٌ جميل وكم هي الصداقة مسلية هناك ، لكن للميس مفهوماً آخر ، مفهوم لم يتغير ولا يمكن لأحدٍ من أفراد عائلتها فهمه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أخذت والدتها تكرر كلامها الذي تشرح فيه أهمية المدرسة للأطفال وكم إنه مكانٌ جميل وكم هي الصداقة مسلية هناك ، لكن للميس مفهوماً آخر ، مفهوم لم يتغير ولا يمكن لأحدٍ من أفراد عائلتها فهمه .

بقيت لميس مصرة على موقفها حتى واقفت أخيراً على الذهاب بشرط أن تأتي والدتها معها ، وأن تجلس معها وتبقى بجوارها حتى النهاية ، وافقت الأم بلا حيلة عندها على أن تذهب للمدرسة يومياً بعد ذلك .

في صباح اليوم الثاني وتحديداً على الساعة السابعة صباحاً ، إستيقظت لميس مع أختيها لتستعد للذهاب ، ركبت الباص إلى جانب والدتها وعُلا حتى أخذت المنازل تتحرك من كلتا جانبيها ، لم تحب يوماً ذلك المكان المدعو بالـ" مدرسة " كان أشبه بسجن مزعج حيث تقوم المعلمات بمعاقبتهم وتعاملهم كالسجناء وتقوم بِإعطائهم الواجبات والإمتحانات كل يوم ، حتى تكاد تختنق وهي تدرك أنهم سيستمرون بفعل ذلك حتى آخرِ يومٍ في حياتها ..

وصلت المدرسة لتتوجه الإثنتان للصف ، جلست لميس على مقعدها بينما بقيت والدتها واقفة بجوارها تتقاسمان أطراف الحديث ، إستمر الأمر على حاله حتى رن الجرس معلناً عن بدء وابل الدروس الذي سينهال على تلميذتنا الصغيرة  ..

دخلت المعلمة الصف وسرعان ما توجهت الأم ناحيتها ، أخذت الأم تقدم نفسها بتواضع وإحترام للمعلمة وأخذت المعلمة بدورها ترحب بها وتمتدح خُلُق وحسن تلميذتها العزيزة " لميس " ، شعرت لميس بالراحة مما رأته من حسن توافق المعلمة مع والدتها ، وقد إبتدأت بفتح قلبها الصغير لهذه المعلمة التي ظهر بأنها تراها كفتاةٍ مطيعة ، لكنها في أعماقها لاتزال غير مرتاحة لهذا المكان ..
إستأذنت والدتها لتنصرف وتسمح للمعلمة بأكمال عملها ، أودعت لميس تحت رعايتها بينما قالت لإبنتها بإبتسامة :
" لميس كوني مطيعة للمعلمة .. "

رِحلةٌ إلى سَقَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن