عرض ملكي

5 2 4
                                    


استيقظت صباحًا لأجد نفسي في القصر الإمبراطوري! ما هذا؟! ما الذي يحدث؟! لماذا أنا هنا؟! فجأة، عادت بي ذاكرتي إلى يوم أمس عندما قام ذلك الشخص بإمساك رقبتي. وعندما كنت على وشك الإغماء، سمعت أصواتًا بعيدة لرجل يعطي أمرًا بالإمساك بالفتى الواقف أمامي، وصوتًا آخر يقول: "انقلوها إلى المختبر". بعدها، سمعت صوت أقدام تقف حولي، وعندما استيقظت، وجدت نفسي في هذا المكان.

لحظة! سابقًا عندما قال ذلك الشخص "انقلوها"، هل كان يقصدني؟! إذاً، لماذا قال أن يأخذوني إلى المختبر بدلًا من إحضار الطبيب؟!

قطعت صوت أفكاري الخادمة وهي تسألني إذا كنت أتألم. أجبتها بالنفي، فذهبت لتحضر الماء. بعد أن رحلت بقليل، سمعت طرق الباب. أجبت للطارق بالدخول ظنًا أنها الخادمة، ولكن لم يكن كذلك. اتضح أن الطارق كان الطبيب وقد أتى برفقة جلالة الإمبراطور والدوق ديريك بلاكويل! ما الذي يفعلونه هنا؟

عندما رأيت الإمبراطور، نهضت من السرير لألقي التحية، لكنه رفض حيث كنت مريضة وقال لي: "كيف حالك؟"

أجبت: "بخير، لكن ما الذي يحدث؟"

قال الإمبراطور: "بالأمس عندما كنت عائدًا للقصر، سمعت صراخًا قويًا يأتي من قلعة الرماد. وعندما ذهبت والجنود إلى مصدر الصوت، وجدناك تبكين وأنت نائمة، ناطقة باسم والديك وتترجين ألا يتركاك. وحينما اقتربنا منك، كنت قد توقفت عن إصدار الصوت، فنقلناك إلى القصر الإمبراطوري. وأخبرنا الطبيب لاحقًا أنك تعانين من الحمى."

قال ديريك: "إيلي، صغيرتي المسكينة، لابد أنك شعرت بالوحدة بمفردك. إنها غلطتي أني تركتك في تلك القلعة الباردة وحدك."

قال الإمبراطور: "أتمنى أن تعطيها عقابًا مناسبًا لطفلة في الخامسة عشرة مثلها. والآن، اترك الطبيب يفحصها لنطمئن على حالها."

وسط كل هذا، كنت صامتة أتأمل في ما قيل للتو. بصراحة، لست قادرة على الاستيعاب. لماذا يكذب الإمبراطور بشأن سيري أثناء النوم؟ ولماذا يعاملني الدوق بلطف فجأة؟ ما بال هذين الاثنين؟ وما زاد فضولي أكثر قول الطبيب المعتوه إنه سيواصل فحصي حتى أتحسن من مرضي تمامًا لأن جسدي ضعيف.

ما بال هؤلاء؟! هل سبق أن شكلت الحمى مشكلة لدرجة تحتاج الفحص المتواصل؟! لا أذكر هذا.

واصل الطبيب نقاشه مع الدوق والإمبراطور، وفجأة شعرت بالتعب وخلدت للنوم. وعندما استيقظت، وقبل أن أفتح عيني، سمعتهم يتحدثون. قال الطبيب: "لم تظهر بها الطاقة بعد، ولكن حينما تبدأ بالظهور سيتوهج شعرها باللون الأزرق." وبعد أن قال هذا، أمر الإمبراطور الدوق بالاعتناء بي، خصوصًا شعري، وبهذا رحلوا.

بعد أن تحسنت قليلاً، عدت مع الدوق إلى الدوقية. كل ما كنت أفكر به هو تلك الليلة الغريبة وما الذي حدث. وصلنا إلى مدخل القصر حيث تفاجأت باستقبال أخويّ الصغيرين بالدموع. قالا لي إنهما حضّرا لي الكثير من الطعام كي لا أمرض مرة أخرى، فابتسمت لهما قائلة: "لا تقلقا، أنا على ما يرام." بعدها، سألتني الدوقة عن صحتي وأخبرتني إذا شعرت بالتعب أن أخبرها، فأجبتها أني بخير. بعدها، دخلنا إلى القصر وذهب كل شخص لتمضية أموره الشخصية.

مر أسبوعان منذ أن أغمي علي، لكن أبدًا لم أفهم ما الذي جرى في ذلك اليوم. ظللت شاردة ومحتارة طوال الوقت. وما زاد حيرتي اهتمام الدوق المفاجئ بي حتى إنه بدأ يناديني لأشرب معه الشاي أو أذهب معه في جولة كلما كان لديه عمل في الدوقية. لكن الأعجب من هذا استدعاء الإمبراطور لي كل ثلاثة أيام إلى القصر الإمبراطوري، قائلاً إنني أذكره بأخته عندما كانت صغيرة. أيضًا، ما لفت انتباهي زيادة عدد الخادمات اللاتي يخدمنني بشكل ملحوظ.

أدت جميع هذه التغييرات إلى اتخاذي قرارًا بالذهاب إلى نقابة المعلومات، فمن الممكن أن يزيل سؤالهم بعض الغموض حول هذه الحادثة.

قررت الذهاب إلى نقابة المعلومات اليوم بعد ذهابي إلى القصر الإمبراطوري حتى لا يلحظ الدوق، أو يقوم بإرسال أحد ورائي في الأيام العادية. لكن ما سمعته من الإمبراطور كان صادمًا جدًا!

ذهبت إلى القصر الإمبراطوري، وعندما وصلت، رحب بي رئيس الخدم وأرشدني إلى البيت الزجاجي حيث ينتظرني الإمبراطور. دخلت الحديقة الزجاجية وألقيت التحية على الإمبراطور. رحب بي وجلسنا نشرب الشاي ونتناول مختلف المواضيع حتى قال لي الإمبراطور: "كنت أتمنى أن يكون لدي ابنة مثلك."

فقلت له: "لا تقل هذا، فلديك الأميران الأول والثاني، وكلاهما لا يزالان في عمري. يمكنهما الحديث معك مثلي أيضًا."

فأجاب الإمبراطور قائلاً: "أجل، لدي ابنان، لكنهما مشغولان بالدراسة لتحديد من منهما سيكون ولي العهد، وليس لهما الوقت لتمضيته معي."

قلت له: "لا بأس، سآتي في أي وقت تستدعيني به، وإذا لم تكن وقاحة، يمكنك اعتباري ابنتك."

هل تعلمون شعور قول شيء لم يكن من المفترض أن يقال؟! أحسست بذلك الشعور من تعبير الإمبراطور المتفاجئ والسعيد، كأنه انتظرني لأقول هذا. فرد لي قائلاً: "حقًا، يمكنني اعتبارك ابنتي؟!"

أجبت: "بالطبع، جلالة الإمبراطور."

قال الإمبراطور: "إذاً، ما رأيك أن نجعل الأمر رسميًا؟"

قلت: "عفوًا، سيدي الإمبراطور، لم أفهم قصدك."

قال الإمبراطور: "ما رأيك بخطبة ابني الأمير الثاني، وبهذا ستصبحين ابنتي رسميًا."

!!!

                                   𝒃𝒍𝒖𝒆 𝒘𝒂𝒗𝒆𝑠  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن